على مقربة من دير «ويراثو» فى ميانمار «بورما سابقا»، يقف المسلمون تطوعا لحماية أكبر مساجد مدينة «ماندالاى» تحسبا لأى اعتداء عليه خاصة بعد موجة العنف التى شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية ضد المسلمين والتى أدت لحرق العشرات من منازل ومتاجر المسلمين ، والتى يقودها مجموعة من الرهبان البوذيون وعلى رأسهم «شين ويراثو». وفى يونيو الماضى، وعلى غير العادة، حاولت إحدى وسائل الإعلام الأمريكية أن تنصف مسلمى ميانمار بتسليط الضوء على إرهاب البوذيين وبخاصة الرهبان منهم فظهر «ويراثو» على غلاف مجلة التايم باعتباره «وجه الإرهاب البوذى» وهو ما أثار ثائرة الرهبان البوذيين وجعل رئيس ميانمار «ثين سين» يقف فى صفه دفاعا عنه بل إن ذلك العدد من المجلة جرى حجبه عن التداول كما صدر تصريح يشيد فيه الرئيس بالراهب ويراثو واصفا إياه بأنه «ابن للرب بوذا». وكان ويراثو قد وصف نفسه ذات مرة بأنه أسامة بن لادن بورما، وهو راهب بوذى سجن عام 2003 بتهمة التحريض على العنف ضد المسلمين وأطلق سراحه العام الماضى فى حملة عفو عن سجناء، فقام بتنظيم احتجاجات لدعم البوذيين فى إقليم راخين واصفا المسلمين بأنهم وباء يهدد بورما. وأعلن أن ميانمار جزء من حرب عالمية على الإسلام، وعلى جدران أشهر الأديرة علق ويراثو لافتات من الصور البشعة للبوذيين الذين سقطوا ضحايا لأحداث العنف والتمييز العرقى الأخيرة التى وقعت فى ولاية راخين غربى ميانمار فى أكتوبر الماضى.وزعم ويراثو أنه وضع تلك الصور كتذكير للبوذيين بأن هذه البلاد تقع ضحية لهجمة من الغزاة المسلمين، متهما المسلمين بأنه لا يكون سلوكهم جيدا إلا عندما يكونون ضعفاء وعندما يصبحون أقوياء فإنهم يستحيلون كالذئاب والثعالب التى تتصيد الحيوانات الأخرى. ويؤمن ويراثو بأن هناك خطة إسلامية كبرى فى الطريق لتحويل ميانمار إلى دولة إسلامية وأن ذلك سيكون مشروعا طويل الأمد. وقال ويراثو إنه خلال الخمسين عاما الأخيرة كنا نشترى من متاجر المسلمين وهو ما جعلهم يصبحون أكثر ثراء منا ومكنهم ذلك من الزواج من بناتنا وبهذه الطريقة نجحوا فى اختراق أمتنا وديننا. ويقدم ويراثو الحل من خلال منظمته المثيرة للجدل والمعروفة ب969 وهى تشير لمآثر بوذا وتعاليمه ورهبنته وهى منظمة تدعو البوذيين للتعامل فى البيع والشراء والزواج مع بنى عقيدتهم فقط، حيث تقوم تلك المنظمة بتوزيع الملصقات الصغيرة الملونة التى تقدم بوضوح أسماء الشركات التى يمتلكها بوذيون حتى يتم التعامل معها، وتدعو هذه الحركة المتطرفة ايديولوجيا إلى كراهية الأجانب وحماية العرق والدين للبوذيين وتقدم هذه الحركة أقلية الروهينجا المسلمة كرجال خطرين يمكن أن يستعبدوا الأمة البوذية. وقد حصدت أعمال العنف الطائفية منذ اندلاعها العام الماضى أكثر من 200 قتيل وأوجدت 140 ألف مهجر فى ولاية راخين التى تسكنها أكثرية من مسلمى الروهينجا الذين تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش.