هو علم من أعلام الدراسات الأندلسية،عرف الإسبان قيمته أكثر مما عرفها العالم العربى، أستاذ الأدبين العربى والإسبانى، حجة الأندلسيات الأستاذ محمود على مكى الذى توفى فى أول أيام عيد الفطر حيث شاء القدر أن يموت ويدفن فى البلد الذى أفنى ما يزيد على نصف قرن من عمره فى دراسة تاريخ المسلمين وحضارتهم الأندلسية فيها، حيث دفن مكى فى مدريد التى سافر إليها للعلاج منذ 2006 بعد تعرضه لأزمة صحية بعد أن وقع مغشيا عليه أثناء استضافة مكتبة الإسكندرية له فى برنامج الباحث المقيم « المخصصة للعلماء العرب البارزين فى تخصصاتهم» ومحمود على مكى هو أحد القلائل الذين عنوا بتحقيق التراث الأندلسى الذى تخصص فيه فدرس وألف فى فكر الأندلس خلال فترة حكم الأمويين لها والفتوحات الإسلامية العظيمة التى وصلت إلى أوروبا، حيث نقل مكى الكثير من روائع الأدب الأندلسى إلى العربية وعرف الأجانب بتراث العرب الأندلس فى أبحاث كتبها بالإسبانية، كما نشر الكثير من النصوص التى لم تكن معروفة من قبل كما ألقى أضواء جديدة على ما هو معروف فى مجالى أدب الأندلس وتاريخه، وصفت أعماله بأنها تمتاز بالعمق والجدة وتحوى الكثير من روافع تراث الأدب العربى الأندلسى، كما تعد كتبه وأبحاثه ودراساته المصادر الأساسية لدراسة الأدب الأندلسى، وقد ولد محمود على مكى فى محافظة قنا بصعيد مصر عام 1929 وتخرج فى كلية الأداب جامعة القاهرة عام 1949، وفى العام الثانى أوفده عميد الأدب العربى طه حسين إلى إسبانيا ضمن أول بعثة مصرية لدراسة الأدب الأندلسى، ونال مكى درجة الدكتوراه عام 1955 من كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد، وقد تم تعيينه وكيلا للمعهد المصرى للدراسات الإسلامية فى مدريد وملحقا ثقافيا فى السفارة المصرية فى العاصمة الإسبانية، وبعد عودته إلى مصر تولى إدارة الترجمة والنشر فى وزارة الثقافة من 1965 إلى عام 1969 بعدها عمل أستاذا زائرا لمدة سنتين فى معهد الدراسات العليا فى المكسيك كما عين أستاذا للأدب العربى فى كلية الأداب جامعة الكويت ثم أستاذا للأدب المغربى والأندلسى فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، وفى عام 1982 تولى رئاسة قسم اللغة العربية فى الكلية نفسها حتى أنشأ قسم اللغة الإسبانية وآدابها فى كلية الآداب جامعة القاهرة، وقد انتخب عضوا فى مجمع اللغة العربية فى القاهرة عام 1985 كما انتخب عضوا مراسلا فى الأكاديمية التاريخية الملكية فى مدريد والأكاديمية الأدبية فى برشلونة وقرطبة، وعضو أول مجلس لأمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعرى ، وعضو الأكاديمية الإسبانية ومجمع الخالدين، وقد نال مكى جوائز وأوسمة عدة منها جائزة الدولة التشجيعية فى الترجمة، وجائزة الملك فيصل العالمية فى الدراسات الأندلسية ، وجائزة التقدم العلمى فى الكويت ووسام الجمهورية من مصر وثلاثة أوسمة من إسبانيا منها وسام الاستحقاق المدنى من ملك إسبانيا، وللدكتور مكى العديد من الكتب والدراسات تأليفاً وترجمة وتحقيقاً لنصوص منها التشيع فى الأندلس، أثر العرب والإسلام فى الحضارة الأوروبية، مدريد العربية، الثقافة الدينية فى الأندلس ،الزهرات المنثورة فى نكت الأخبار المأثورة، ولمكى أيضا ترجمات منها مسرحية «سمك عصير الهضم» كما قدم دراسة وافية عن المؤرخ الأندلسى ابن حبان القرطبى وكتابه المقتبس من أنباء أهل الأندلس، حيث رحل مكى وترك مائتى مؤلف مختلف بين بحوث وترجمات وتحقيق مطبوعات وغير ذلك مما أثرى به المكتبة العربية والإسبانية، وقال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب إن الهيئة ستعمل على نشر كتب الدكتور محمود على مكى أستاذ الدراسات الأندلسية تخليداً لذكراه.