كل فنانة يستضيفونها فى برنامج يكاد يغمى عليها لأنها لم تكن تتصور كل هذا النجاح الذى حققته فى أعمالها الدرامية.. وتسأل نفسك وهل كان يذاع لها مسلسل ومتى و أين؟.. والحقيقة أن كل الفنانين فى المسلسلات نجحوا.. وسقط المتفرج.. من فرط السفالة والبذاءة والعنف والوقاحة.. التى بلغت حد الشذوذ حتى أنهم اضطروا لكتابة تحذير أنها مسلسلات للكبار فقط وهذا الكلام يصح فى السينما التى يذهب إليها المرء باختياره.. لكن الدراما التليفزيونية تدخل البيوت بلا استئذان وهى تميل أكثر إلى الجوانب الاجتماعية وهذا ما يميزها عن فيلم لا يزيد زمن عرضه عن ساعتين ونصف ساعة. دراما 2013 فى معظمها.. كارثة هدفها هدم قيم المجتمع.. بنشر البلطجة والعنف.. بموضوعات مكررة وإفلاس واضح فى التأليف ومهازل فى الكوميديا ومسخرة فى برامج المقالب التى تتسم أغلبها بالسخافة وخداع المتفرج والتمثيل عليه.. بعض المسلسلات تشعر أن أبطالها دخنوا فيها أكثر مما يدخنون فى حياتهم العادية.. حتى قال لى رجل طيب: أشعر أن هذا المسلسل عبارة عن "غرزة" إذا اضفنا هذا الكم المقرف من مشاهد المخدرات بأنواعها بلا مبرر أو ضرورة..المسلسلات أصبحت مجرد "شلل".. نجحوا فى عمل فقرروا أن يكتموا على أنفسنا بنفس الطاقم وكأنهم "طالعين رحلة" والتمثيل أساسه التقمص والدخول فى شخصية أخرىولهذا تخصصت بعض الفنانات فى أدوار الانحراف فقط.. مثل مقدمة البرامج هذه الغندورة التى سئمنا من ولعها الماسخ.. ثم يا سيدى عندنا كارثة أخرى فى ماسورة الرجال من أصحاب الذيول.. أو التوكه.. وهذه الاشكال المقززة الضاربة فى العفاشة إلى أعلى مستوى.. وترى الواحد منهم ننوسى عين الست والدته "عنتر فى ثياب عبله" الشعر الطويل ليس مشكلة.. وهيئة الإنسان حرية.. لكن فى المجتمعات أعراف وتقاليد.. وسيد البشرية محمد صلى الله عليه و سلم..حذر من لغة تشبه الرجال بالنساء أو العكس.. وما أدراك أن الباشا "أبو ديل" سوف يضع شريطا ملونا على ديله أو يستخدم التوكه الملونة.. إلى جانب قميصه الشفتشى بخلاف السلاسل وهناك من يضع الحلق فى اذنه والأسورة فى بعضه.. وكلها أمور بدأت تنتشر.. بالتوازى مع نشر مشاهد الشذوذ ونقلها هذا العام من السينما إلى التليفزيون..بشكل تجاوز حرمة البيوت بوقاحة.. ثم لماذا كل هذا الحشد المسلسلاتى والبرامجى فى رمضان دون غيره من أشهر السنة؟ إنها مؤامرة لتحويله من شهر عبادات إلى شهر مأكولات ومسلسلات.. وخيمات وشيشات.. واحتفالات وتدريجيا تتوارى روحانيات شهر القرآن الكريم.. ونكتفى بالأكل والشرب والتفاريح.. والآن ألا يؤكد هذا السفه من أن معظم جهات الإنتاج تعتمد على غسيل الأموال وجبروت شركات الإعلانات التى تتنافس هى الأخرى فى العنف وقلة الأدب والضرب على القفا والإيحاءات.. وكأنها منظومة ابتذال كاملة.. خاصة أن أغلب المسلسلات المصرية.. تعتمد على الإعلانات فى القنوات الخاصة.. وان كان قد جرى بعض الانفتاح على لبنان وما فيها.. وما يأتى منها بحجة منافسة التركى وإن كان بعضهما قد بدأ يستعين بممثلات من بلاد السيد اردوغان.. وكأن المشرحة ناقصة الست "نور". الافلاس الفنى يتمثل فى المادة إعادة الافلام القديمة الناجحة.. والنتيجة لا تركوا الفيلم الخالد على حاله.. ولا قدموا جديدًا بعيدًا عنه.. الافلاس الفنى فى التأليف يعوضونه بديكورات شبه خرافية لزغللة العيون والابهار وتقديم الشتائم والسباب فى قالب شيك فلا تدرى الفارق بين القصور والحوارى فى السفالة ولا بأس فى هذا المناخ.. مغازلة الشاب لأمه.. والخوض فى الحرمات.. وليست مهمة الفن نقل الواقع "فوتو كوبى" لكن إعادة صياغته تقدم الشر لكى نتمسك بالخير.. ونشير إلى القبح لكى نعرف قيمة الجمال.. ونكشف الظلم حتى نعلى من شأن العدل.. لكن ما يحدث من خلال الدراما الحالية اشاعة الفواحش ونشر البلطجة والعنف وتقديم الحرامية والخرافات فى ثياب ملائكية لكى نبرر السرقة ونبيح الرذيلة ونئطى للحرام تأشيرة الحلال. فوانيس .. وسط عتمة الدراما التليفزيونية وأصلها وفصلها سطوة شركات الإعلانات والميل إلى الأعمال السطحية والمبتذلة ونشر التفاهة وسط هذا لابد من ابعاد المؤلف الجاد ولاحظو غياب كبار الكتاب ومع ذلك يجب أن نقدم التحية إلى بعض الأسماء التى لمعت فى أدوارها وفرضت نفسها علينا بتميزها.. كفوانيس مضيئة إلى جانب ملاحظات طائرة أفضل الأعمال: الداعية / العراف /فرح ليلى لأنها تميزت بالرقى والإنسانية أفضل الوجوه: أحمد راتب/ صفاء الطوخى/أحمد فهمى/ ياسر على ماهر/ يس الضوى/ ريهام عبد الغفور/ مجموعة الوجوه الجديدة فى الداعية/ سعيد طرابيك جائزة الحضور أهديها إلى الغائب يحيى الفخرانى.. لم يجد عملا يليق بمقامه فآثر الغياب المحترم على حضور مكرر لزوم أكل العيش. أحسن مخرج: محمد العدل.. صغير قدم نفسه مع الكبار بقوة أحسن مؤلف: مدحت العدل.. لمس الوتر الحساس وكارثة التجارة بالدين.. بكل وعى..اعتذار واجب للمؤلف الكبير محفوظ عبد الرحمن فريق عمل "أهل الهوى"..الإنتاج العقيم أفسد هذا العمل للأسف.. اسوأ عمل بلا منافس (مزاج الزفت) أقصد مزاج الخير!! "الكبير قوى" كوميديا وقفت محلك سر..بلاش تصغر يا كبير وجدد!!