اثار قرار الإفراج عن المعارض الروسى «الكسى نافالنى» فى هذا التوقيت رغم الحكم بسجنه 5 سنوات جدلا واسعا داخل بلاده وخارجها، وتساءلت صحف عالمية عن إمكانية أن يصبح هذا المحامى الشاب ذى ال 37 عاما زعيما للمعارضة فى روسيا؟ وتطرقت كذلك إلى احتمالات أن يصبح «نافالنى» عمدة للعاصمة موسكو حال ترشحه بالفعل لهذا المنصب تمهيدا للترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة كما قال مؤخرا؟ هذه الأسئلة التىطرحتها الصحف العالمية بشأن هذا المحامى الروسىمازالت تحظى باهتمام بالغ داخل روسيا وخارجها. نافالنى، حُكم عليه بالسجن 5 أعوام بتهمة اختلاس أملاك الغير،وبعد أن قرر القاضى إدخاله إلى السجن فور صدور الحكم، تراجعت المحكمة عن هذا القرار استجابة لطلب النيابة العامة التى رأت أنه يمكن أن يبقى المحكوم عليه بالسجن طليقا حتى صدور قرار محكمة الاستئناف، وبعد خروجه عاد إلى موسكو قادما من مدينة كيروف (900 كلم شرق موسكو) حيث جرت محاكمته، واستقبله حشد من مؤيديه الذين حملوا الورود وهتفوا باسمه، وقد أعلن نافالنى أنه سيترشح لمنصب عمدة موسكو فى الانتخابات المقبلة، وقال «سنذهب إلى الانتخابات، وسنفوز»، كما أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية فى البلاد فى انتخابات 2018. وفى هذه الأثناء، تحول نافالنى إلى بطل شعبى وزعيم للمعارضة، حيث خرج الآلاف من أنصار المعارضة الروسية إلى شوارع العاصمة موسكو وغيرها من المدن الروسية دعماً له، كما أثارالحكم ردود فعل عالمية شاجبة أبرزها من الاتحاد الأوروبى وواشنطن وبريطانيا الذين عبروا عن القلق فى هذا الشأن. واتفقت الصحف العالمية على أن الحكم على نافالى بالسجن 5 سنوات – حتى وإن أُفرج عنه بشكل مؤقت- دليل على تعامل بوتين العنيف مع معارضيه، فرأت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أن المجازفة بمعارضة بوتين فى روسيا تجعل صاحبها يدفع ثمنا غاليا، ولعل آخر من دفعوا هذا الثمن هو الناشط المعارض نافالنى، المعروف بمعارضته لبوتين، الذى لا يتسع صدر نظامه لقبول أى تحد من قبل معارضى حكمه المطلق، وذكرت الصحيفة أن ذات الشىء تعرضت له أيضاً قبل نافالنى عضوات فرقة «بوسى ريوت» المتهمات بالسخرية من بوتين، وكذلك «خودوركوفسكى» الثرى الذى جازف بانتقاد النظام، والذى يمضى أيضاً فترة عقوبة فى سيبيريا، بعد إدانته فى تهم مشكوك فيها، بحسب أنصاره، وأضافت الصحيفة أن هناك فنانين، وصحفيين، ونشطاء، ومناضلى حقوق إنسان، تمت تصفيتهم فى ظروف غامضة أو لأسباب سياسية. وفى ذات السياق كتبت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية أن التهم التى وجهتها المحكمة لنافالنى تعتبر مهزلة، مشيرة إلى أن هذه القضية تطرح العديد من التساؤلات حول دولة القانون فى روسيا، وتؤكد أنها دولة بوليسية، أما صحيفة «أوفونبورج تاجبلات» الألمانية فترى أن الحكم ما هو إلا محاولة لإبعاد نافالنى من المشهد السياسى، وهى طريقة بوتين لصد منتقديه. من جانبها رأت صحيفة «فيدوموستى» الروسية أن المحكمة قررت تأجيل حبس نافالنى الذى يعتبر زعيما للمعارضة الروسية، استجابة لطلب مسئولين فى مكتب رئيس الدولة فلاديمير بوتين ممن يرون أنه من الضرورى أن يخوض نافالنى انتخابات عمدة موسكو، وتضيف الصحيفة أن من أقنع الرئيس بوتين بإطلاق سراح نافالنى قبل أن يصبح قرار إدانته نافذ المفعول سيرجى سوبيانين، رئيس مدينة موسكو بالوكالة الذى يتطلع إلى الفوز فى الانتخابات، أو فياتشيسلاف فولودين، النائب الأول لمدير مكتب رئيس الدولة. يذكر أن نافالنى رجل قانون يتمتع بحضور قوى، ويهاجم على موقعه الإلكترونى كل مظاهر الفساد فى روسيا، وعندما نُظمت الانتخابات التشريعية فى ديسمبر 2011 واندلعت حركة احتجاج لا سابق لها فى روسيا كان نافالنى فى الصدارة ، ولفت الأنظار خصوصا ما كان يتمتع به من شخصية قوية ولهجة شديدة فى خطاباته من التظاهرات الأولى، ودعا حينها الحشود إلى أن تردد معه «بوتين لص» و«السلطة نحن» و«لن ننسى ولن نتسامح»، ووضعته الصحافة الغربية وخصوصا الأمريكية فى الصدارة وصنفته مجلة «تايمز» فى أبريل 2012 بين الشخصيات المئة الأكثر نفوذا فى العالم.