اختيار صائب جاء فى وقته وهو اختيار اللواء عادل لبيب وزيرا للتنمية المحلية. فالرجل له بصمات واضحة فى أكثر من موقع بدأها عندما كان مديرا لمباحث أمن الدولة بالإسكندرية، ثم محافظا لقنا التى تحولت إلى عروس الصعيد وانقلب حالها من النقيض إلى النقيض ونالت جوائز عالمية فى مجالات التنمية العمرانية المستديمة والمدن الأكثر تحضرا والأكثر نظافة والأكثر فى المساحات الخضراء وتم إدخال شبكات المياه والكهرباء والغاز لجميع مراكز المحافظة وتطوير القرى والنجوع أيضا. كما تم رصف الأزقة والحوارى فى جميع أنحاء قنا وتطوير كورنيش النيل بالمحافظة. وبدأت رحلة اللواء عادل لبيب الثانية فى المحليات بتعيينه محافظا للبحيرة ورغم بقائه عدة شهور فقط تعد على أصابع اليد إلا أنه وضع لها بنية أساسية شاملة فى جميع مجالات المرافق والخدمات وأنشأ موقفا عموميا للمحافظة على أطراف مدينة مطروح لكيلا تحدث اختناقات ويحقق السيولة المرورية. ثم توج اللواء لبيب مشوار نجاحه فى قنا والبحيرة بتعيينه محافظا للإسكندرية والتى شهدت فى عهده انجازات باهرة منها إدخال شبكة الصرف والصحى بالكامل للعجمى والتى تكلفت نحو مليار جنيه، وتسبب ذلك فى إحداث نقلة حضارية وعمرانية هائلة وتحولت العجمى من العشوائيات إلى المصايف الأكثر جذبا على مستوى الجمهورية وتم القضاء نهائيا على مشاكل طفح المجارى والناموس والذباب. وقد أثارت نجاحات لبيب فى الإسكندرية أعداء النجاح عليه فاتهموه افتراء وكذبا أنه أوقف عمليات البناء رغم أنه أنشأ المراكز الذكية فى الأحياء لإنهاء إجراءات تراخيص البناء خلال أسبوع على أقصى تقدير والحقيقة أنه تصدى بقوة وشجاعة لمافيا التعليات والمقاولين الجشعين وأوقف عمليات البناء المخالف تماما وأزال العمارات المخالفة والتى ليس لديها ترخيص. علما بأنه تسلم منصبه وكانت العمارات المخالفة من عهد المحجوب حوالى 50 ألف عمارة على أقل تقدير وهؤلاء المخالفون كانوا يحاربونه حربًا شعواء وبعد 25 يناير وحدوث حالة الفوضى اعتذر عن الاستمرار فى عمله لفقدان الأمان وتعذر الإمكانيات المادية. وبعد اختيار محافظ لقنا على غير رغبة أهلها أصروا على اختيار عادل لبيب محافظا لها ويعد أول محافظ يأتى باختيار الشعب، ويستمر اللواء لبيب يعمل فى صمت كالجندى المجهول وتم تكليل نهاية مشواره باختياره على رأس المحافظين وزيرا للتنمية المحلية ونأمل أن ترى هذه الوزارة الكثير من الإنجازات على يديه.