أمامنا عمل كثير وكبير، يجب إعادة بناء الدولة المصرية بعد أن انفرجت الغمة. عملنا القادم يجب أن يتحلى بالقيم السامية، يجب أن نبتعد تماما عن العنف ومحاولة النيل من أى فصيل سياسى. الوطن يتسع لنا جميعا فى إطار من التوافق والتسامح والإحساس بآلام هذا الوطن العظيم الذى يجب أن نعمل بجد واجتهاد حتى نستحقه. أمامنا عمل خارجى صعب، يجب أن تستعيد مصر رونقها وبهاءها وهيبتها، واثق تماما بأن الجميع سيسعون لبناء مصر الجديدة التى عادت إلى روحها بعد أن كانوا قد قتلوا الحياة. تماسكنا الداخلى أهم شىء فى المرحلة المقبلة، وأحذر من أن الانقسام هو أكثر ما يهددنا ويهدد أمننا. يجب أن نعود إلى رشدنا ونعرف قدرتنا التى يعترف بها العالم. لا مكان لتصفية حسابات أو التشفى فى الآخرين، يجب أن ننظر إلى هذه المعجزة على أنها فرصة من الخالق عز وجل وإذا أهدرت فلن نلوم إلا أنفسنا. سياستنا الخارجية يجب أن تتحرك من الآن لاستعادة مصدقيتنا العربية والأفريقية والدولية بشكل عام. يجب أن نعمل على تصحيح مفاهيم كثيرة أهمها ما حدث فى مصر يوم 30/6/2013 لم يكن أبدا انقلابا عسكريا، بل ثورة شعبية غير مسبوقة لم يعرف العالم مثلها بالرغم مما يقال عن أننا بدأنا عملية ديمقراطية منذ عام مضى. يجب أن ينزل الجميع إلى إرادة الشعب المصرى العظيم . أثق تماما بأن الدول العربية بمختلف اتجاهاتها ستقبل على مصر وستقدم لها الدعم السياسى والاقتصادى بعد أن عادت مصر إلى روحها. كنت ألمس حالة من الشك عندما تولى النظام السابق منذ عام كان ينظر إلينا على أننا مرفوضون، كانت النظرة العربية لنا تتلخص فى كلمات قليلة هى الرثاء والتهكم والرفض، والآن سيكون الإقبال والاحترام والتقدير كما كانت النظرة إلينا دائما من الأشقاء العرب. ترتيب البيت من الداخل هو الأولوية القصوى، إقامة دولة العدل والأمن والتنمية يجب أن تكون شاغلنا. القضاء على البؤر الإرهابية التى تمت فى الفترة الماضية وشكلت خطرا استراتيجيا على مصر. روح التفاؤل التى تسود الآن يجب الحفاظ عليها، يجب ألا نسمح لأحد أن يقتل الحياة. أما الخروج الآمن للشخصيات التى أفسدت الحياة السياسية خلال أكثر من عامين فعليها أن تعى أنها مرفوضة من الشعب ولا نريد أن نراها مرة أخرى على الصعيد السياسى. عادت مصر لنا بفضل رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والخارجية والإعلام. كما أننى أشيد بشباب حركة تمرد وشباب جبهة الإنقاذ التى تعرضت لكثير من الاتهامات والتهديدات لكنهم صمدوا تلبية لإرادة هذا الشعب العظيم . لقد علمنا هذا الشعب كما علم العالم بأجمعه أن الشرعية هى إرادة الشعب، وأن الشعب هو القائد الأعلى وتؤدى إليه التحية الواجبة. لقد كتب الإمام محمد عبده عام 1880، إن البلاد تسعد ويستقيم حالها إذا ارتفع فيها شأن القانون وعلا قدره واحترمه الحاكمون قبل المحكومين.