ماذا حدث فى هذه الأيام فى سلوكيات المجتمع المصرى ؟! لقد زادت جرائم القتل وأصبحت لافتة للنظر بل باتت ظاهرة مخيفة مرتبطة بالعنف الصريح... فالإحصائيات فى يوم واحد فقط سجلت يوم الأحد قبل الماضى 9 يونيو الحالى وخلال 24 ساعة فقط وقوع 3 جرائم قتل وسحل بالمحافظة.. الأولى حينما تجمع أهالى قرية السيالة بمركز دمياط للانتقام لمقتل سائق بالقرية على يد زميله بقرية البستان وأشبعوا السائق ضربا واحتجزوه فى إحدى ورش النجارة مضرجًا فى دمائه ونجحت أجهزة الأمن بصعوبة فى نقله إلى المستشفى إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة. أما الجريمة الثانية فقد وقعت فى الغربية حينما سحل الأهالى بقرية القيصرية التابعة لمركز المحلة الكبرى لصا اتهموه بمحاولة اختطاف طفل واعتدى الأهالى عليه وكادوا يفتكون به ويشعلون النار فيه قبل تدخل الشرطة التى ألقت القبض عليه بالقرب من منزل عمدة القرية. وقام الأهالى فى المنوفية بضرب أحد الأشخاص حتى الموت ثم سحلوا جثمانه فى الشارع بعدما اتهموه باغتصاب وقتل فتاة فى السادسة عشرة من عمرها. وفى الإسكندرية وبسبب الخلاف على مصروفات المنزل وعدم قدرة الزوجة على تحمل ما وصفته باستفزاز زوجها دفعت الزوجة إلى قتل زوجها ووضع حل نهائى للخلافات بينهما حيث استلت يارا السكين من المطبخ عقب احدى هذه المشاجرات بينها وبين زوجها وطعنته طعنة نافذة أدت إلى وفاته فى الحال ونجحت أجهزة أمن الإسكندرية بإشراف اللواء أمين عز الدين مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية فى القبض على الزوجة التى اعترفت أمام أجهزة الشرطة والنيابة حيث حبستها النيابة وأحالتها إلى محاكم على الفور بعد اعترافها. هذه الجرائم التى تمثل أبشع أنواع الجرائم وهى القتل وهى تدخل ضمن الجرائم الأسرية. أما الحادثة الثالثة وهى بعيدة عن جرائم الأسرة أو الجرائم العائلية فقد وقعت أثناء حدوث مشادة بين القتيل وقائد سيارة رحلات رقم 153 بعد أن حاول التقاط المفاتيح الخاصة بالسيارة من الزجاج فأغلق السائق عليه الزجاج وسار الشقيق بالسيارة وجره بالطريق فاصطدم بعمود إنارة مما أدى إلى وفاته فى الحال حيث أبلغ الأهالى مديرية أمن دمياط التى انتقلت إلى مكان الحادث . هذه النوعية من جرائم القتل تؤكد ازدياد العنف بين المواطنين فلم يعد أحد يحتمل شقيقه والدليل على ذلك الجريمة الأخيرة التى ذكرناها أنها أصبحت بين الأخ وشقيقه وبين الزوجة وزوجها وهو مؤشر خطير لابد أن يتنبه إليه المجتمع والمطلوب من الأجهزة الأمنية محاصرتها ومراكز البحث والجامعات تحليلها حتى نصل إلى أسبابها المباشرة وغير المباشرة ... مطلوب وقفة حاسمة وحازمة من أجهزة الأمن أمام هذه الجرائم التى تضرب المجتمع فى أعماقه حتى يعود المجتمع المصرى إلى صورته السابقة.. المجتمع المسالم الهادئ الذى ينبذ العنف والجريمة والقتل !!