عمرها لايتجاوز السادسة .. ترى ابتسامتها للوهلة الأولى تشك أنها تعانى من أى مرض .. تسمع ضحكاتها تؤكد فى نفسك أنها ليست مريضة أو حتى تعانى من أى مرض ولو بسيط .. ولكن مجرد أن تتصفح الأوراق التى تحملها الأم تتأكد أنها مريضة بل والأكثر أن المرض ينهش جسدها الضعيف إنها ليست مريضة بنزلة برد أو إسهال .. ولكنه مرض أشد فتكا .. إنه السرطان اللعين «حفظكم وحفظنا الله» ... وبما أنها طفلة فإنها تلعب أو حتى تحاول أن تلعب مثل أى طفلة فى عمرها فهى لا تدرى ما معنى المرض الذى أصابها ولا حتى تشعر بما تشعر به أمها و أبوها ..الأم تتذكر ما حدث لطفلتها المسكينة منذ أكثر من عامين عندما كانت فى الرابعة من عمرها .. إنها حبيبة قلبها بل إنها قطعة من القلب فقد تمنتها وطلبتها من الله الذى حن عليها ولم يبخل ورزقها بها .. تتذكر كم كانت فرحتها بها لم تشعر بالارتباط والحب كما شعرت مع «نورهان» طفلتها الجميلة التى أطلت عليها بوجهها المشرق .. المضىء.. إنها لم تنس الليلة التى باتت فيها الطفلة تبكى وتصرخ من الألم .. حرارة جسدها تشعل آلامها والأم والأب .. أعينهما تزرف الدمع .. وقفا مكتوفى الأيدي عاجزين عن تخفيف آلامها .. خرج أبوها يجرى فى ظلمة الليل يبحث عن طبيب .. ولكنه لم يجد فالأسرة تعيش فى إحدى قرى محافظة البحيرة .. حاولت الأم أن تطمئنه بالرغم من لوعتها وحرقة قلبها على طفلتها .. ولكنها أكدت له أن الأطفال كثيرا ما يتعرضون للمعاناة وضربت أمثلة كثيرة عن أولاد الجيران والأهل .. مر الليل بساعاته كالدهر .. كانت تنتظر بزوغ الفجر على أحر من الجمر وكانت تستعجله وهى تدعو الله من قلبها أن يحمى الطفلة من أى مكروه .. ذهبت هى وزوجها بالطفلة إلى المستشفى المركزى وأكد لهما الطبيب أنها مصابة بنزلة برد عادية لا تستدعى كل هذا القلق والخوف .. وصف لها الأدوية ، ولكن الطفلة ظلت طوال الليل تعانى من ارتفاع درجة حرارة ولاحظت الأم أنها تصرخ وتضع يدها على بطنها .. حملتها فى اليوم الثانى إلى طبيب بعيادته الخاصة بعد أن استدان الأب ليضع حدا لمعاناة الطفلة ولكنه وصف نفس الدواء ظلت «نورهان» على هذا الحال ثلاثة أيام لم تر الأم فيها النوم أو الراحة إلى أن جاء اليوم الرابع ولاحظت الأم أن الطفلة تتأوه وتأن وتعجز عن الوقوف على قدميها حملتها إلى الطبيب وقلبها يكاد ينفطر وبمجرد أن فحصها طلب من الأم الذهاب إلى المستشفى لإجراء تحاليل وأشعة وفحوصات لمعرفة ما بها وقد كان .. وظهرت النتائج مخيبة للآمال فقد ظهر أن الطفلة تعانى من ورم بالغدة فوق الكلى وطلب الأطباء من الأم حمل طفلتها والسفر بها إلى القاهرة ليتم عرضها على أطباء المعهد القومى للأورام .. حيث الإمكانيات العالية .. وتم تحويلها إلى المعهد .. حملت الأم طفلتها وحبيبتها وجاءت إلى القاهرة من محافظتها وعرضت «نور» على الأطباء الذين أكدوا أن الطفلة فى حاجة إلى علاج كيماوى وإشعاعى لمحاصرة المرض والعمل على عدم انتشاره فى أى جزء من أجزاء الجسد النحيل وكان على الأم أن تحملها أسبوعيا لتلقى العلاج .. كل دخل الأسرة لايتعدى 350 جنيها ولا يستطيع الأب توفير متطلبات واحتياجات الأسرة بجانب احتياجات الطفلة المريضة .. الأم جاءت تطلب المساعدة .. فهل تجد من يعينها ؟ من يرغب يتصل بصفحة «مواقف إنسانية» .