ملعون أنت أيها المرض.. ملعون أنت فإنك تهد صاحبك.. تأتى على الأخضر واليابس.. ملعون أنت أيها المرض الذى تجعل صاحبك كسير النفس يقف مكتوف اليدين غير قادر على العمل.. ملعون أنت أيها المرض الذى تجعل الرجل يمد يده طلبا للمساعدة بعد أن أصيب بك.. أصيب بمرض معروف كالشمس.. معروف أعراضه ومضاعفاته جيدا للمرضى وللمسئولين عن الصحة فى مصر.. ومع ذلك لم يستطيعوا الوقوف أمامه ومواجهته.. إنه مرض لعين.. يتسلل كاللص داخل جسم الإنسان.. يسرق عرقه وجهده.. يسرق فرحته.. يسرق كده وتعبه.. لص لم يترك صغيرا أو كبيرا.. لص سرق الآلاف لص ليس له كبير إلا الله عز وجل.. إنه مرض قوى يفترس أى إنسان يراه أمامه.. إنه الفشل الكلوى اللعين - حفظكم الله وحفظنا - يفترس الكلى ولا يتركها إلا بعد أن تكون قد انتهت.. وبالتالى ينتهى معها عمر الإنسان.. وهو لا يفرق بين غنى أو فقير.. حتى الغنى المقتدر الذى يمتلك ما يساعده على العلاج من هذا المرض سرعان ما يخسر ما يملك من أجل طلب العلاج.. فمصاريف العلاج كبيرة.. ومع أن وزارة الصحة تتحمل المصاريف الخاصة بجلسات الغسيل الدموى والتى تصل إلى ثلاث جلسات أسبوعيا فإن المريض دائما ما يحتاج إلى أكياس دم ليعوض الأنيميا التى يصاب بها بسبب الغسيل الدموى و يصل ثمن الكيس الواحد إلى مائتى جنيه.. وهو يحتاج فى أقل التقديرات إلى كسين شهريا.. كما أنه يحتاج إلى أدوية مكملة و مصاريف غذاء وانتقال تفوق قدرته لو كان من الطبقة المتوسطة أو محدودى الدخل.. وهناك نماذج كثيرة من هؤلاء المرضى المساكين الذين ابتلاهم ربهم بهذا المرض اللعين.. «عادل» رجل مسن تجاوز الستين، معاشه ضئيل لا يكفيه وزوجته.. هو رجل حنون عاش من أجل أسرته تفانى فى خدمتها يكد ويتعب من أجل الأسرة ليوفر لها أدنى مستوى للمعيشة.. ليوفر حد الكفاف.. داهمه المرض منذ سنوات قليلة لم يكن يعرف ما الذى أصابه.. فقد أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة.. آلام فى جميع أجزاء جسمه.. تورمت ساقاه مما جعله عاجزا عن الخروج وممارسة أى عمل قد يدر عليه دخلا ،خاصة أن المعاش لا يكفى.. طلبت منه الزوجة الذهاب إلى المستشفى وكان التشخيص نزلة برد.. ولكن الدواء لم يأت بأية نتيجة.. زادت آلامه اضطر إلى الاستدانة ليذهب إلى الطبيب وهناك بدأ يدخل فى حلقة مفرغة، فقد طلب منه الطبيب مجموعة من التحاليل والأشعة حتى يستطيع أن يشخص الحالة المرضية التى يعانى منها.. اضطر إلى أن يحاول توفير المبلغ المطلوب لتغطية نفقات ما طلبه الطبيب وأثبتت هذه التحاليل والأشعة أنه مصاب بفشل كلوى وهو فى حاجة ماسة لإجراء غسيل دموى حتى ينقى دمه من السموم الموجودة به بسبب الفشل الكلوى.. لفت الأرض تحت قدميه ماذا يفعل؟.. وقد سمع أن هذا المرض مزمن ليس له علاج وأن المصاب به هالك لا محالة.. دموع عينيه كانت أنيسه الوحيد لأيام وليال طويلة، فالحياة صعبة والمعاش لا يكفى فهل يجد من يقف بجانبه ويساعده من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.