لاشك أن التفجير الإرهابى فى بوسطن أعاد شبح الإرهاب من جديد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأُعيدت إلى أذهان الشعب الامريكى ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل 12 عاما . «أكتوبر» طرحت عدة تساؤلات مهمة على عدد من الخبراء حول ردود الفعل الأمريكية ومدى الاختلاف بين أحداث 11 سبتمبر وتفجيرات بوسطن وما هى طريقة التعاطى معها وهل سيختلف تعاطى الإدارة الأمريكية الحالية مع مرتكبى التفجيرات عن الإدارة السابقة. بداية أدان د. محمد حسام الدين – مستشار عمدة نيويورك سابقا وأستاذ القانون الدولى - التفجير الإرهابي المزدوج في بوسطن الذي أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى و176 مصابا وما صاحبه من الخوف والهلع والشعور بعدم الأمن والآمان للشعب الامريكى. مؤكداً أن التفجيرات أثبتت حقيقة بسيطة وهي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست فى مأمن من الهجمات الإرهابية، ولن تستطيع بسهولة التمكن من تحديد عدوها المحتمل فى سعيها إلى مكافحة تلك الهجمات. موضحا أن الشر لن ينتهى، والصراع بين الأفراد من جهة والقوى الدولية من جهة أخرى مازال قائماً بأساليبه المختلفة. وحول الاختلاف بين أحداث 11 سبتمبر وتفجيرات بوسطن وطريقة التعامل معها يرى مستشار عمدة نيويورك - أن هناك تغييرا جذريا فى تعاطى الإدارة الأمريكية تجاه أحداث 11 سبتمبر وبين تفجير بوسطن لاختلاف طبيعية الإدارة الحالية برئاسة أوباما عن إدارة الرئيس بوش عندما جرت أحداث 11 من سبتمبر. وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية الحالية لم توجه أصابع الاتهام إلى جهة معينة قبل الانتهاء من نتائج التحقيقات النهائية . وأضاف أستاذ القانون الدولى ان الرئيس الأمريكى أوباما أعد استراتيجية مضادة للارهاب لا تستخدم فيها قوات امريكية بأعداد كبيرة، وتعتمد اعتمادا كبيرا على غارات الطائرات من دون طيار والعمليات السرية. وقال إن الإدارة الأمريكية ترفض تماما أى تدخل أمريكى عسكرى جديد في الخارج خاصة أن أوباما مازال يغلق صفحة الحروب التى ورثها من إدارة بوش، حيث سحب القوات الامريكية من العراق، ويخطط لسحبها نهائيًا من افغانستان بحلول نهاية العام المقبلة . وأشار إلى أن هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، التى استهدفت برج التجارة العالمى وأهدافا أخرى فى الولاياتالمتحدة نجحت كعمل إرهابى، لأنها أدت إلى خوض الولاياتالمتحدة حروبا كارثية فى كل من أفغانستان والعراق، و السماح باستخدام التعذيب والسجن دون محاكمات كما أدت إلى فرض قيود على الحريات المدنية فى الولإيات المتحدة وخلق جهاز أمنى أمريكى ضخم باهظ التكاليف، وبالتالى تعامل الإدارة الأمريكية مع تفجيرات بوسطن سيكون مختلفا تماما, فى الوقت نفسه سيتم تقديم الدعم الكامل من أجل عودة الأمن والأمان المفقود للشعب الأمريكى. ويرى أن هناك جهات تريد الاستفادة من هذه التفجيرات من أجل تحقيق بعض الأهداف منها التشديد فى قوانين التسليح وأيضاً فى ميزانية الولاياتالمتحدةالأمريكية لزيادة الميزانية من أجل القوى الأمنية والقوى العسكرية، وذلك فى الوقت الذى تتعرض فيه الموازنة والإنفاق فى الولاياتالمتحدة لضغوط شديدة. وأشار إلى أن تنظيم القاعدة معروف منذ 15 عاماً بأنه يولى اهتماما كبيراً بالتواريخ ذات الرمزية، حيث إن يوم الهجوم على بوسطن ليس فقط فى اليوم الوطنى لبوسطن وإنما فى الذكرى ال 65. ويرى أن هناك جيلا إرهابيا جديدا برع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة، ينتشر على رقعة جغرافية أوسع فى كل انحاء العالم واثبت كفاءة عالية، ولا يقل عنهم تصميمًا على القتال. وأوضح ان هناك تصورا بعد كل الاجراءات الأمنية التى قامت بها الإدارة الأمريكية تجاه الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر بأنها معصومة من الإرهاب ولكن تفجيرات بوسطن كشفت غير ذلك مشددا على ضرورة التكاتف الدولى من أجل محاربة الإرهاب فى العالم اجمع ومحاولة استثمار التطور والتكنولوجيا فى استحداث الطرق العلمية والعملية لمحاربة كل انواع الارهاب . وفى السياق ذاته رفضت الخارجية الأمريكية التكهن بوجود علاقة بين المشتبه بهما في تفجيري بوسطن وبين انفصاليي الشيشان، فيما أكدت أهمية مواجهة الإرهاب فى أى مكان فى العالم ومحاربته من أجل العيش فى أمن وآمان . ومن جهته نأى رمضان قديروف رئيس الشيشان بنفسه عن المشتبه بهما فى تفجير بوسطن, مؤكدا ان أية محاولات لربط تصرف الشقيقين جوهر وتيمورلنك تسارناييف بالشيشان غير مجدية. يذكرأن الشقيقين المشتبه بهما فى تفجيرى بوسطن من أصل شيشانى ولكنها أمضى جزءا كبيرا من حياتهما بعيدا عن جمهورية الشيشان ولم تظهر عليهما علامات تذكر على تبنى نزعة أصولية فى الولاياتالمتحدة.