رغم خبرتها التى تتجاوز ال 85 عاما، فإن شركة مصر للغزل والنسيج أصبحت مهددة بالخروج من الخدمة نتيجة سوء التخطيط بين وزارات الدولة المعنية بقطاع الغزل والنسيج، وتصدير القطن المصرى للخارج كمادة خام. بهذا الاتهام للحكومة بدأ المهندس إبراهيم بدير المفوض العام للشركة والذى تولى منصبه منذ شهرين تقريبا حواره مع «أكتوبر». ولم يكتف بدير بتوجيه الاتهام للمسئولين.. بل كشف عن رؤيته لعلاج هذا الوضع المتأزم فى سياق الحوار التالى:* ما أهمية صناعة الغزل والنسيج ؟ ** تنحصر أهمية الصناعة فى تواجد الخامة الأساسية داخل البلاد وهذه ميزة تنافسية لبلادنا وهى متميزة عن أى خامات موجودة على مستوى العالم فأقطاننا طويلة التيلة تعطى جودة فى المشغولات وقيمة مضاعفة لغزول المنسوجات المنتجة فى مصر. * علمنا أن هناك أزمة فى توفير الأقطان فى البلاد فما تعليقك؟ ** هناك أزمة فعلا فى توفير الأقطان بسبب تصدير جزء كبير جدا من محصول القطن وليس هناك خطة لتوفير الأقطان اللازمة للمصانع والشركات وبالنسبة لشركة المحلة، فالخامات والأجور ومستلزمات الإنتاج من نتاج العمال بالشركة، ولكن هناك عجزا فى الإيرادات بسبب زيادة المصروفات لذلك فإن الشركة القابضة للغزل والنسيج تساعدنا فى تدبير الأقطان وتدفع تقريبا نصف القيمة المطلوبة للأقطان. * هل هناك نوع معين خاص من القطن للغزل فى الشركة؟ ** آلات الشركة تعمل على نوع معين من الأقطان والشركة القابضة تساعدنا فى توفير ذلك ولكن الأقطان المطلوبة غير كافية للطاقات الآلية الموجودة ونحن الآن فى نهاية الموسم ومتوفر منها حوالى 60 أو 70% من الخامات. * هل معنى ذلك أنه تم استيراد قطن من الخارج؟ ** مازال القطن الموجود حتى هذه اللحظة فى الشركة مصريا خالصا بسبب أننا نصدر للخارج منسوجات من الأقطان طويلة التيلة فلابد من استخدام قطن جيزة (86 و 88) أما المستورد فيمكن استغلاله فى الغزول السميكة. * ما المشاكل التى تواجه صناعة الغزل والنسيج المحلية؟ ** المشاكل تنحصر فى أنه ليس هناك تخطيط جيد بين الوزارات المعنية فى توفير الخامة الأساسية لأنه يتم مفاجأتنا فى الشهور الأخيرة من السنة الإنتاجية بعدم توافر القطن بسبب التصدير فيحدث ذلك عجزا فى إنتاج المصانع ولا يوجد خطط أو برامج بديلة لسد هذا العجز فيجب التعاون بين وزارات التجارة والصناعة والزراعة، بحيث يتم توفير القطن طوال العام للمصانع والشركات على مستوى الدولة وأيضا هناك عجز فى السيولة المالية للسنوات السابقة بسبب تهالك المعدات وعدم الاهتمام بها، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسى فى البلاد والاضطرابات والاعتصامات فكل ذلك يؤثر على العمل. * ما تأثير استيراد المنسوجات والملابس من الخارج على المنتج المحلى؟ ** معظم الملابس والمنسوجات المستوردة تكون مهربة من الجمارك وبالتالى سعرها يكون منخفضا فلا يصبح عندنا تعادل فى المنافسة بينها وبين المنتج المحلى فالمنتج المحلى غال بسبب تكلفته فهناك ضرائب وتأمينات تحمل على المنتج والذى يتحملها هو المشترى. * ما حجم تصدير الشركة للخارج؟ ** هناك جزء كبير جدا من الإنتاج يصدر للخارج حوالى 40% من قيمة الإنتاج الكلى ويتم تصديرها بناء على جودة الخامات والمنتج ولا تتواجد هذه الجودة إلا فى القطن المصرى. * هل من الممكن أن تشترى الشركة أقطانا بعيدا عن الشركة القابضة حتى يتوافر لديها مخزون استراتيجى؟ ** كل احتياجات الشركة توفرها الشركة القابضة للغزل والنسيج وهى لا تسمح لأى شركة تابعة لها أن تستورد أقطانا من الخارج والسبب فى ذلك أن الشركة تستورد القطن حسب احتياجاتها وظروفها وهى المسئولة عن شراء القطن وبيعه لنا. * هل الأقطان المستوردة تصلح للاستخدام فى جميع الصناعات داخل الشركة؟ ** الأقطان المستوردة تستخدم فى نوعيات معينة من الخيوط وخاصة السميكة. أما الخيوط الرفيعة لابد أن تستخدم جميعها من القطن المصرى حتى لا تكون هناك خسارة فى الإنتاج والجودة فنفضل أن تكون جميع صادراتنا من الغزول والأقمشة والمنسوجات من الصناعة المصرية الخالصة. * ما رؤيتك فى تطوير الشركة؟ ** الشركة بها بنية أساسية متميزة.. فظروف البلاد عموما أثرت علينا وكانت هناك خسائر فى الفترة الماضية نتيجة زيادة أسعار القطن والأجور، فأثر ذلك على ربح الشركة ولكن تكامل التصنيع فى الشركة يؤهلها أن تعيد دورها الأساسى وتربح وتساعد على تقدم اقتصاد البلاد وهذا مع تنسيق الأطراف المخططين لصناعة الغزل والنسيج ولابد من توفير الأقطان بأسعار لا تؤثر على تكلفة المصانع خاصة أنها مصانع متهالكة وهناك دعم موجه من الحكومة للشركات لابد أن يكون موجها للأقطان فقط بدلا من الأجور والأقطان حتى يكون هناك نوع من تحمل المسئولية تجاه رؤساء الشركات والمصانع فعندما تتوافر المادة الخام يكون هناك إعادة للهيكلة بحيث إن الشركة وصلت لمرحلة التعادل والربحية. وهناك مشكلة كبيرة مثل نقل العاملين فى الشركة حيث إنه فى حالة وجود أعطال فى الهيئة العامة للنقل أو السكك الحديدية يعطل جزء كبير من العمال عن عملهم مما يؤدى إلى خسارة فى الإنتاج ومعظم العاملين من خارج المدينة منهم من يأتى من طنطا والمنصورة والسنطة وهى أماكن بعيدة عن الشركة ولا يوجد إمكانية فى الشركة لنقل العدد كاملا. * كم عدد عمال الشركة؟ ** 20 ألف عامل وكانوا قبل ذلك حوالى 23 ألفا وتم تخفيضهم إلى هذا العدد بسبب عدم التجديد للذين خرجوا على المعاش، كما كان يحدث قبل ذلك، ولكن بدأنا الآن فى توفير الأقطان وإعادة الأقسام جميعها إلى التشغيل مرة أخرى وإدخال عملاء جدد للمكان وإعادة العملاء القدامى مرة أخرى للشركة، فالمطلوب الآن رفع طاقتنا الإنتاجية بسبب عدم توافر الأقطان. كما أنه لم يكن هناك فى الماضى نظام لربط مرتب العامل بالإنتاج وهو ما نسعى الآن لتوفيره مرة أخرى، حيث إنه كان متواجدا ولكن لقلة الأقطان توقف وهى تعوقنا الآن أيضا، فالصناعة كثيفة العمالة صعبة فى إدارتها فلابد من أن تكون منظومة العمل بالإنتاج هى الأساس وتوفير الخامات الأساسية. * ما عدد قطاعات الشركة؟ ** الشركة بها عدد كبير من القطاعات فقطاع الغزل 7 مصانع وقطاع النسيج 12 مصنعا وقطاعات التجهيز والصوف والملابس والخامات والورش والكهرباء والمياه والإدارات العامة للبيع والمشتريات والنشاط الرياضى. * ما الإمكانيات الموجودة داخل الشركة؟ ** الشركة بها أصناف متعددة وإمكانيات ضخمة، فالغزل ينتج 125 طنا يوميا منهما ما يذهب إلى قسم النسيج بالشركة أو البيع المحلى أو التصدير ونستخدم حوالى من 170 إلى 200 قنطار يوميا.