"الحوادث الطائفية نتيجة لتراكم مشاكل صغيرة أهملت سنوات طويلة" هذا ما أكده الدكتور محمود عزب المنسق العام لبيت العائلة والذى كلفه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب بالتوجه إلى قرية الخصوص لمحاصرة وحل الأحداث الطائفية التى وقعت بها الأسبوع الماضى، مشدداً على أن هناك كثير امن المشاكل السياسية والثقافية والاجتماعية التى ارتدت قناع الدين وهو منها براء.. وشدد عزب على أن غياب ثقافة الحوار هو أخطر سبب يؤدى للتصادم والعنف، مشيراً إلى أن بيت العائلة ليس بديلاً عن القانون أو الأمن ولكنه، عامل مساعد يهدف بالأساس لمساعدة المجتمع المدنى فى مواجهة مشكلة الاحتقان الطائفى من خلال الاجراءات الوقائية، وأهمها اصلاح الخطاب الدينى الاسلامى والمسيحى..* كنت موفداً من قبل الإمام الأكبر كمنسق لبيت العائلة فى حادث الخصوص .. ماذا حدث بالضبط؟ وما هى الإجراءات التى اتخذت لحل المشكلة؟ ** أود فى البداية أن أذكر أن بيت العائلة هو مشروع الإمام الأكبر الذى أطلقه فى ديسمبر 2010، وبدأ العمل به منذ مايو 2011، بعد موافقة ومباركة من قداسة البابا شنودة وهو يتكون من الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية القبطية الأرثوذكسية، بالإضافة إلى الكنيسة القبطية الإنجيلية والكنيسة القبطية الكاثوليكية والكنيسة الإنجيليكية الأسقفية، وبعد الاتفاق أرسل المشروع إلى مجلس الوزراء حيث صدق عليه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وقتها، لأنه مؤسسة وطنية مدنية مستقلة لها هدفان أساسيان الأول إصلاح الخطاب الدينى الإسلامى والمسيحى بالتركيز على القيم العليا فى الإسلام والمسيحية والبعد عن كل ما ينغص وما ليس من أصولهما، وكل ما يثير أو ينحرف بالخطاب الدينى عن أهدافه التى شرعها الله له فى القرآن والسنة وفى المسيحية كذلك، وبث هذا الخطاب الجديد الذى يركز على القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية.. قيم الحق والعدل والجمال والخير والعلم والنمو وكرامة الإنسان.. والاتفاق على تفعيلها فى مجتمعنا.. ونشر لغة الخطاب الدينى الجديد فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعه والمقروءة والبعد عما حدث من انحراف فى الفترة الأخيرة فى الخطاب الدينى مع استعادة القيم الوطنية والمواطنة لأن البعض قد تصور خطأ فى فترة ما أن المواطنة تنافى الدين، وهذا خطأ فادح وجريمة لأن الدين والوطنية والمواطنة يسيران فى خطين متوازيين والنبى صلى الله عليه وسلم علمنا فى الإسلام أن حب الوطن من الإيمان، ومعروف أن مصرنا تاريخياً لها خصوصيتها فى مسلميها ومسيحييها.. والاسلام يحافظ على التنوع وكذلك الكنيسة، فالتنوع يثرى الأمة ويغنيها.. والهدف الثانى لبيت العائلة هو ملف ما يسمى الاحتقان الطائفى وهو موجود ولابد أن نعترف بأن هناك مشاكل لأن إخفاء المشكلة والسكوت عنها يفاقمها، وهذا ما حدث فى الثلاثين عاماً الأخيرة.. بيت العائلة لا يخبئ المشاكل إنما يركز على عدم التهويل أو التهوين.. والمطلوب هو التركيز على المشاكل الحقيقية ونزع القناع عن المشاكل التى كانت فى الواقع سياسية وثقافية واجتماعية وارتدت قناع الدين، والواقع أن الأحداث من قبل الثورة حتى الآن كلها من هذا النوع من المشاكل التى لا تستحق، مكوجى أحرق قميص زبون، قصة علاقة بين ولد وبنت، توجد فى كل المجتمعات وتعالج بشكل أو بآخر ولكنها أصبحت تلبس لدينا قناع الدين، لأنه معروف أن الدين هو الجانب الحساس عند المصريين، وهذا خطر كبير ولذلك لابد من نزع القناع الدينى عن المشاكل التى ليست دينية وهذا يدخل فى نطاق بيت العائلة الذى يتدخل لإعادة نسيج الثقافة المصرية والمجتمع المصرى.. حادث الخصوص أما بالنسبة لمشكلة الخصوص فقد اتصل بى الإمام الأكبر وطالبنى بضرورة التوجه إلى هناك لحل المشكلة، وتوجهت فى البداية إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ولما كان الأنبا أرميا المختص معنا بحل هذه المشاكل مسافراً إلى كندا فقد التقيت بصديقى القس باسيليوس وهو عضو فى بيت العائلة، وتناقشنا حول المشكلة ثم توجهنا إلى مقر المطرانية بأبى زعبل حيث استقبلنا الأنبا بطرس وعدد من القساوسة والشخصيات الكبيرة بالمنطقة مسلمين ومسيحيين وأعطانا المعلومات الأولية للحادث، وطمأنه على أن بيت العائلة سيبذل جهده أولاً لمحاصرة الحادثة وثانياً للمناداة بضرورة إجراء تحقيق قضائى عاجل وسريع لإشعار الناس إن مشاكلهم موضوعة فى الحسبان، وأنتهز الفرصة لأؤكد أن جهود بيت العائلة عندما يتدخل فى الأزمات ليس إلغاء أو تهميش دور القانون أو الأمن وعلى العكس لو كان القانون نافذا وسريعا والأمن مطبقاً لما تدخلنا فلنا نشاط آخر أعمق وهو القضاء على المشاكل الطائفية وأسبابها فى المجتمع.. انتقلنا بعد ذلك إلى الخصوص حيث تقابلنا مع اثنين من لواءات أمن القليوبية وكانت سيارات الأمن المركزى بعدد كبير فى الشوارع، كذلك التقينا بعدد من رجال الحل والربط فى القرية والأب سوريال راعى الكنيسة وكاهنين آخرين واثنين من الأئمة وأعضاء فى أحزاب سياسية منهم حزب الحرية والعدالة، وبعد المناقشات رجونا الإمامين أن يتوجها بعد صلاة العشاء لإعطاء دروس للتهدئة ومفهوم الأمن فى الدين والعدل فى التعامل وعدم الغضب أو التصعيد، وكذلك رجونا الأب سوريال أن يفعل ذلك حيث كان يحيط بالكنيسة عدد كبير جداً من الشباب المسيحى وأخذوا يهتفون "يا رب" والحقيقة فقد حاولوا منعنا من الدخول فى البداية إلا أنهم عندما علموا أننى مندوب شيخ الأزهر أفسحوا لنا الطريق بأدب جم وأشكرهم على ذلك، وعندما أكد لى الأب سوريال أنه يجد صعوبة فى تهدئتهم خرجت إليهم وطلبت منهم أن يسمعونى فهدأوا قليلاً وقلت لهم إننى هنا بتكليف من الإمام الأكبر وبيت العائلة ولم أجئ لأصرفكم على الإطلاق فربما أنتم محقون فى غضبكم لأن هذا غير مقبول، ولكن أؤكد لكم أن الأزهر وبيت العائلة سيضغط لإجراء تحقيقات عاجلة وعادلة وسيتابع ذلك فهدأوا قليلاً، ولهم الشكر وعاد أبونا باسيليوس إلى القاهرة للاستعداد للجنازة، وكنا قد ناقشنا هل ستكون مراسيم الجنازة فى المنطقة؟ واتفق الحاضرون على أن ذلك سيشعل المنطقة أكثر والأفضل أن تكون فى الكاتدرائية.. * إقامة الجنازة فى الكاتدرائية هى فكرتكم لعدم إشعال المنطقة؟ ** تماماً وأنا أشهد على ذلك وقد وافق الجميع مسلمين ومسيحيين للمحافظة على الهدوء، وعدت يومها إلى القاهرة فى منتصف الليل، وأنا أؤكد أن بيت العائلة ليس بديلاً للقانون أو قوة التنفيذ ولكنه مساعد لهما وقبل ذلك مساعد للمجتمع المدنى حتى لا تشتعل المشاكل أكثر.. * الآن يكون قد مضى على إنشاء بيت العائلة حوالى سنتين ومازالت الحوادث الطائفية لا تتوقف ما هى الإجراءات اللازمة لمنع هذه الحوادث فى المستقبل؟ ** بيت العائلة يساعد العدالة.. نحن نساعد مؤسسات الدولة .. وقبل ذلك كله نساعد المجتمع المصرى.. تكرار الحوادث هو نتيجة تسيب وتلكؤ لمدة طويلة جداً وتراكم مشاكل أظن أنها صغيرة ولكنها تشد بعضها بعضاً وتزداد عندما تهمل كالمرض تماما.. وهناك الإجراءات الوقائية لمنع هذه الأحداث وهى عمل بيت العائلة الحقيقى.. لدينا فى بيت العائلة 8 لجان منها لجنة التعليم ولجنة الثقافة الاسرية ولجنة الإعلام ولجنة الرصد والمتابعة ولجنة الخطاب الدينى، هذه اللجان تدرس مشاكل مصر وتجتمع أحيانا كل أسبوع أو أسبوعين كل لجنة بمفردها وتجمع الدراسات والتشخيص والمقترحات.. مثلاً لجنة التعليم هل يوجد لغة عنف فى التعليم؟ هل هناك ما يبعد عن الآخر؟ مطلوب التشخيص والتدقيق، لجنة التعليم برئاسة الدكتور رسمى عبد الملك هى أقوى اللجان وعدد أفرادها كبير جداً حيث تضم خبراء مصريين يعملون فى اليونسكو وخبراء فى وزارة التربية والتعليم وأعددنا ملفات كثيرة مثل ملف الطفل والتعامل والتربية وحدثنا وزارة التعليم بأننا سنمدهم بهذه الملفات ونطالب بتفعيل ما نصل إليه فى بيت العائلة ونأمل أن يتم ذلك.. وبالنسبة للجنة الخطاب الدينى فهى أيضاً من أهم اللجان ولقد قامت بخطوة لأول مرة تتم فى تاريخ مصر الحديث، حيث أقامت دورة فى شهر مارس الماضى لعشرين واعظ مسجد من وعاظ الأزهر، ومثلهم من القساوسة أستمرت لمدة 3 أيام يقيمون معاً فى أحد الفنادق ويتعايشون ويأكلون وينامون معاً، وفى الاستراحات يتناقشون، وألقيت عليهم محاضرات فى الخطاب الدينى الوسطى وفى ثقافة الأزمات والمواطنة والدور الوطنى، وانتهت الدورة بنجاح كبير جداً، وكانت قد بدأت الانطلاق من هنا من مشيخة الازهر حيث أتى الجميع لكى يتقابلوا مع فضيلة الإمام الأكبر، وفى النهاية جاءوا أيضاً لحفل ختامى فى الأزهر، وحفل أيضاً فى الكاتدرائية المرقسية حيث استقبلهم قداسة البابا لمدة أكثر من ساعة ونصف، وهؤلاء المتدربون أصبحوا على تواصل حتى الآن.. وهذا هو التطبيق العملى وهذا ما أريد أن يفهمه جموع القراء وليس الفكرة السطحية من أن بيت العائلة مجلس عرفى، وإن كان هذا لا يلغى أنه لو فى الإمكان المساعدة فسوف نساعد.. ولجنة الخطاب الدينى مستمرة فى عملها بشكل جيد جداً وتستعين بالخبراء فى كل المجالات ولدينا طموح كبير فى إخراج كتاب عن القيم العليا المشتركة قد يطرح فى المدارس كمادة بمعنى أن الطالب المسيحى يدرس دينه المسيحى، كما هو الحال بالنسبة للطالب المسلم الذى يدرس الدين الإسلامى، ونعمق من خلال هذا الكتاب القيم الحقيقية ونسلط عليها الضوء ونبتعد عن الاشياء التى لا تؤدى إلى كرامة الإنسان.. وهذا الكتاب سيركز على الموضوع فمثلاً عنوان العدالة سيكون هناك العدالة فى المسيحية والعدالة فى الإسلام.. العلم وقيمته.. قواسم مشتركة * أى أنه سيركز على القواسم المشتركه ما بين الاديان.. ** القواسم المشتركة بين الأديان وبين الحضارات الإنسانية الصحيحة كلها، والتى تتفق مع قيم الأديان، والتى تحقق كرامة الإنسان التى تنادى بها الكتب المقدسة وفى مقدمتها القرآن الكريم "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم" صدق الله العظيم، وهذه أحد جوانب بيت العائلة المصرية.. * لمن تقدم هذه المقترحات والبرامج؟ ** تأتى إلينا ملفات اللجان وتقدم إلى مجلس الأمناء ليقوم بالتواصل مع الوزارات والهيئات المعنية لتفعيلها.. حيث أن تفعيل هذه المقترحات لا يكون من خلالنا لاننا مساعدون.. فإذا قمت بدراسه تخص التعليم أرسلها لوزير التعليم وأطالبه بأن يضعها موضع التفعيل لأن المجتمع المصرى بمسلمية ومسيحية يطلب ذلك والوزارة بالتأكيد تريد إرضاء المجتمع المصرى والعمل على تحسين حياته.. ولذلك فأن بيت العائلة بعد انطلاقه مباشرة حصل على اعتراف رئاسة الوزراء كمؤسسة معترف بها وفى بعض المرات فان السيد رئيس الجمهورية أثنى على بيت العائلة، وطلب أن يتم تفعيله أكثر وهو ما يسرنا ونتمنى من المجتمع المصرى من أول الرئاسة إلى أصغر مواطن، أن يساندوا هذا المشروع الوطنى العملاق، كذلك لدينا طموح أخر أعمق واوسع وهو وقائى ويتمثل فى مركز الحوار ولدى مهمتين أنا خادم لهما، مدير مركز الحوار ومنسق بيت العائلة، وهى إعادة زرع الحوار فى الثقافة المصرية وهى مهمة مقدسة وشاقة جداً، لان من سمات الجهل والعنف هو أن أحدنا لا يسمع الآخر.. نحن لا نعرف الحوار ولا نفهمه.. وطموحنا أن نعمق ثقافة الحوار.. معاييره.. شروطه.. موقف الدين من الحوار.. الدين يدعو للحوار.. هذه الثقافة مفقودة وهى فى رأيى أخطر سبب يؤدى إلى التصادم والعنف.. * كيف تكون توصيات بيت العائلة ملزمة؟ ** نحن نتصور أنه بمجرد أن نرفع ملف إلى هيئة أو مؤسسة أنه سيتم تفعيله، ولكن الاحداث علمتنا فى هذه السنة الماضية أننا سنشدد فى المستقبل ونتابع ونعلن للمجتمع ما تم تفعيله وما لم يفعل، ونبحث عن أسباب عدم التفعيل ونعلنها للمجتمع المصرى ولا يستثنى من ذلك أى مؤسسة.. * كنت بالكاتدرائية أثناء صلاة القداس على شهداء الخصوص ماذا حدث بالضبط؟ ** الإمام الأكبر كلفنى بالحضور وأن أحمل تعزيته للكنيسة وكان قد بادر فضيلته بالاتصال بالبابا الذى أكد أن الإمام كان أول من اتصل به فى مصر كلها، ولكن هذا لا يغنى أن يكلفنى بحضور صلاة الجنازة وحضرت القداس وصعدت مع الأساقفة إلى فوق حيث الهيكل، وكان هذا نوعاً من التكريم المحترم للازهر ولبيت العائلة، وكنت معترفاً بالجميل لذلك ومتأثراً جداً، وعند نهاية القداس رجعت لمشيخة الازهر لجمع أوراقى وعندما وصلت لمنزلى بدأت أشاهد فى الإعلام وأخبرتنى زوجتى عن أنه قد بدأ صدام عند الكاتدرائية، فبدأت أتابع الأحداث بغضب وحزن شديد جداً ولكن متصور، لأننى كنت أرى داخل الكاتدرائية أثناء الصلاة أن مشاعر الشباب ملتهبة جداً وكنت أتمنى أن يكون هناك أمن أكثر حول الكاتدرائية لأنه كان من المتوقع أن يحدث شيئاً لأنها ليست صلاة جنازة عادية، أما وقد حدث ما حدث فقد اتصلت بصديقى القمص باسيليوس وقلت له أننى أريد أن أحضر معكم فأخبرنى أنه فى الزيتون والدخول للكاتدرائية صعب ونصحنى بعدم الذهاب.. فأجبته أن واجبى الوطنى والأزهرى يحتم على أن أكون معكم لان هذه قضيتى فعاد واتصل بى موضحاً أنه فى عدم اكتمال الأمن خطر وإذا حدث مكروه لى سيكون ذلك عيباً.. ونحن الآن نتابع الموقف والإمام الأكبر فى استقباله لوفد من مجلس الشورى أكد أن الأزهر سيظل ضماناً ومعهداً لمصر كلها، وأنه سيبذل كل جهده فى ذلك وقد اتصل الإمام الأكبر أمامى بجهات مسئولة كثيرة فى مصر وشدد على ضرورة استعجال التحقيق فى هذه المشاكل واتخاذ اجراء عملى يطمئن المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين على وطنهم وعلى وحدتهم.. ثقة مطلقة * البابا صرح أن أول اتصال للاطمئنان عليه كان من فضيلة الإمام الأكبر.. كيف تصف العلاقة بين الأزهر والكنيسة والدور الذى يمكن أن يلعبه الطرفان فى نشر ثقافة التسامح فى المجتمع؟ ** بصفتى خادم لبيت العائلة ولمصر فإنه خلال العامين الماضيين أو أكثر قليلاً حدث تطور كبير جداً، وهو الثقة الكاملة بين الأزهر والكاتدرائية وهذا شىء رائع.. كلنا نعرف خطورة الطائفية الشديدة على الوطن.. الثقة بيننا وبين الكاتدرائية "ثقة مطلقة" ومواقفنا واحدة، لأننا ندرك معا، الأزهر الشريف، مؤسسة الإسلام العليا فى العالم وعمرها 1041 عاماً، وعلى رأسها أمام يعى تماماً المسئوليات الشرعية والوطنية، والكنيسة المصرية أيضاً مؤسسة من أعرق المؤسسات فى الشرق وربما فى العالم عمرها يكاد يصل إلى الفى عام، هاتان المؤسستان من أعرق مؤسسات الدولة المصرية، وإذا كانت بعض المؤسسات الأخرى قد ضعفت لأسباب أو لأخرى، لحسن الحظ فهاتان المؤسستان مازالتا راسختين، بل بالعكس فالثورة قوتهما.. الأزهر قوى وبيت العائلة قوى والكنيسة قوية بمؤازرة المجتمع المصرى والشارع المدنى لهم.. * ما الرسالة التى توجهها للمصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين؟ ** سأقوم بذلك فى شكل تلغرافات سريعة.. سأقول لهم فيها.. اقرأوا تاريخ وطنكم.. فإنه مهد التوحيد والرسالات كما تعرف كل الأمم.. اقرأوا تاريخه منذ 1400 سنة عندما دخل الإسلام إلى مصر.. كيف تعامل المسيحيون مع الإسلام؟ وكيف تعامل الإسلام معهم؟ وكيف حقق الإسلام العدالة فأحبه المصريون الأقباط؟ وأنه خلال 14 قرناً من الزمان لم تحدث حرب طائفية واحدة مما يجعلنا نقول أن هذه الثقافة واردة من خارج مصر التى كانت نموذجًا للتعايش والتآلف.. حافظوا على هذا التعايش والتآلف.. على خصوصياتكم.. وأكرر لهم أن الإسلام دين عالمى كذلك المسيحية دين عالمى.. ولكن هناك ثقافات متعددة للإسلام وللمسيحية، وأقصد بالثقافات تفاصيل وحضارات وعلوم تختلف من بلد لآخر.. وكان لمصر تميزها وتفوقها فعودوا إليه.. واركز على حقيقه للشبابا يوصى بها الازهر وبيت العائلة وهى أن حب الوطن من الإيمان.. سواء من الإيمان الإسلامى أو المسيحى..