أكد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن علماء الأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي عليهم مهمة جسيمة أمام الله ثم أمام الضمير الإنساني في نشر الوعي الديني السليم وتعميق جذور ثقافة التسامح في المجتمع المصري، لمواجهة ما يتربص بالوطن داخليًا وخارجيًا. جاء ذلك في لقاء فضيلته الإمام الأكبر بالمشاركين في الدورة التدريبية التي ضمت عددًا من وعاظ الأزهر الشريف ورجال الدين من القساوسة في إطار جهود بيت العائلة المصرية، من أجل العمل علي ترشيد الخطاب الديني، والتركيز علي القيم العليا في الإسلام والمسيحية وتفعيلها في خطب المساجد ووعظ الكنائس، درءًا لأسباب الاحتقان وتجسيدًا لوحدة الوطن . كما أشار فضيلته إلي أن هذا الجمع المتجانس المتعايش مع بعضه في هذه الدورة يؤكد علي قوة النسيج الوطني الذي يشهد له التاريخ المصري عبر القرون الأربعة عشر السابقة حيث لم يقف أحدهما في مواجهة الآخر بالسلاح وما يجري بين الحين والآخر من بعض التوترات إنما هو سلوكيات فردية نتيجة مواقف عاطفية أو اجتماعية أو سياسية يُلبسها البعض عباءة الدين وهي بعيدة كل البعد عنه، فالإسلام والمسيحية دينا الرحمة والمحبة ولا يمكن لدين يتسم بالرحمة و المحبة أن ينتج متطرفًا. ومن جانبه قال الأنبا أرميا ممثلًا عن البابا تواضروس: إن التاريخ سيسجل بأحرف من نور للإمام الأكبر هذا اللقاء التاريخي الذي جمع بين أبناء الوطن وعلي رأسهم دعاته من الأئمة والقساوسة والذي كان يمثِّل حلمًا راودنا من زمن بعيد فحوَّله الإمام الأكبر إلي حقيقة ماثلة لنروي جذور المحبة والمودة والألفة التي جمعت بين أبناء الوطن علي مدار العصور والأزمان وفي ختام اللقاء قام علماء الأزهر والقساوسة المشاركون في الدورة بأنفسهم بصياغة بيان الملتقي الفكري "معا من أجل مصر " والذي جاء فيه أنه في لقاء الدورة الأولي لتجديد الحوار وترشيد الخطاب الديني في مصر بعنوان" لتعارفوا" وبحضور نخبة من وعاظ الأزهر الشريف والقساوسة من الكنائس المصرية من كافة أنحاء مصر تحت رعاية وإشراف بيت العائلة المصرية في الفترة من 4-6 مارس 2013 والذي بدأ واختتم في رحاب الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية وبحضور فضيلة شيخ الأزهر الشريف الدكتور/ أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة الأرثوذوكسية ومن أعضاء الأمانة العامة لبيت العائلة المصرية الدكتور/محمود حمدي زقزوق، الأمين العام ونيافة الأنبا/ أرميا، الأسقف العام، ونيافة المطران منير حنا ونيافة المطران/ يوحنا قلتة، والدكتور/ محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار. وذلك بهدف المعايشة المشتركة المثمرة بين الحاضرين وتدعيم القيم العليا المشتركة، ونشر ثقافة الحوار الإيجابي بين كل أبناء مصر. وقد أجمع الحاضرون الموقعون علي التأكيد علي تدعيم وثائق الأزهر الشريف ونبذ الفرقة والانقسام والتأكيد علي حرمة إراقة الدماء والحفاظ علي الممتلكات الوطنية العامة والخاصة والعمل الجاد من أجل مصلحة الوطن و حماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية ونبذ كل من يهدد سلامة الوطن والتأكيد علي أهمية الخطاب الديني الواضح والوسطي لتحقيق هذا الغرض . بالإضافة لتدعيم المواطنة واحترام الآخر وتقدير كل مواطن مصري يعيش علي أرض الوطن وحث رجال الدين الإسلامي والمسيحي علي تدعيم القيم المشتركة، ونشر الوعي والفكر المستنير في مجالات تنمية المجتمع من خلال خدمة فئات المجتمع المختلفة علي أرض الواقع. كما أجمع الحاضرون علي أن يكون الحوار دائمًا حول الأخلاق والمعاملات والقواسم المشتركة بعيدًا عن العقائد والعبادات واتفق الجميع علي مواصلة العمل بعد انتهاء الدورة وحتي بداية الدورة المقبلة والخروج بخطة للعمل المشترك والطلب من الأزهر الشريف والكنيسة وبيت العائلة المصرية متابعة نشاط المشاركين لتحسين الأداء في الدورات القادمة . كما ناشد الجميع وسائل الإعلام المختلفة تبني فكر وعمل ورسالة هذا الملتقي الفكري وتقديم النماذج الإيجابية ونشر الحقائق المثمرة التي تصب في المصلحة العليا للوطن .