أن تدهور الوضع الاقتصادى والأمنى فى الجزائر يهدد استقرار السلطة الحاكمة فى ظل ارتفاع حدة احتجاجات وإضرابات الشباب العاطل عن العمل فى مدن الجنوب والذين يشكلون حساسية كبيرة للسلطات الجزائرية نظرا لأهمية المنطقة. ويرفع المتظاهرون شعارات ومطالب متباينة، بعضها اجتماعى يتعلق بالبطالة والسكن والتنمية والبنية التحتية، وبعضها يتصل بقضايا سياسية، كالمطالبة بتسوية أوضاع فئوية وبتطبيق القصاص وعقوبة الإعدام. وفى هذا السياق أكدالطاهر بلعباس المنسق الوطنى للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين، غير المعتمدة، أن اللجنة تدعم الوقفة الاحتجاجية المقرر تنظيمها فى ساحة المقاومة وسط مدينة الأغواط اليوم السبت بدعوة من المكتب الولائى للجنة فى الأغواط ضد البطالة التى تبلغ 10%، لكنها تفوق 20% لدى الشباب بحسب صندوق النقد الدولى، ويطالب الشباب الجزائرى بتوفير فرص عمل وسنّ قانون خاص إضافة إلى تأمين التكافل الاجتماعى والمادى نظير مساهمتهم فى المجهود الأمنى، والتكفل بالعاطلين عن العمل وبعائلات الضحايا منهم. كما قرر عناصر الدفاع الذاتى تنظيم اعتصامات فى 26 مارس الجارى، للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية وبتسوية أوضاعهم، بعد عقدين من انخراطهم مع الجيش والأمن فى مكافحة الإرهاب. وتجمع المتظاهرون لأمام مقر الولاية رافعين لافتات كتب عليها «نطالب بحقنا فى السكن» و«تسقط الرشوة والمحسوبية». وتدخلت قوات الشرطة والدرك لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع. وفى مقابل هذا الاحتجاج سارعت الحكومة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير العاجلة استجابة للمطالب الاجتماعية المتزايدة، خاصة فى منطقة الجنوب، كما أوفدت السلطة نواب البرلمان فى شكل زيارات ميدانية لتفقد التنمية والولايات الجنوبية ومحاولة استباق أى توسع للحراك الاجتماعى. وفى غضون ذلك أكد عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائرى، أنه يستمع بشكل جاد للرأى العام المندد بحماية ثروات البلاد من النهب، خاصة بعد فضيحة «سوناطراك» التى كشفت عن بيع لمقدرات الشعب بطرق ملتوية. وشدد على أن القضاء له من الكفاءات ما يؤهله لمتابعة المتورطين فى قضايا تبديد المال العام، مشيرا إلى أنه على الدولة أن تكون قوية وأن تمارس كامل سلطتها فى إطار التشريع سارى المفعول لحماية الأرواح والأملاك. وقال بوتفليقة فى خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 51 لعيد النصر إن الجزائر تبذل جهودها وتعمل بعزيمة وطنية صادقة على توظيف جميع إمكانياتها وحماية ثرواتها وتنويع مصادر دخلها، وهى بحاجة إلى كفاءات أبنائها فى المقام الأول، مشيرًا إلى المشاريع الكبرى التى تحتاج إلى كفاءات مخلصة لأنها مشاريع تبنى بثروات الأمة ولصالح الأمة. واعترف بوتفليقة بكل صراحة بوجود تقصير وأخطاء رافقت عمليات إنجاز بعض المشاريع، منها ما يجد عذره لأسباب عديدة، ومنها ما يجب الوقوف عنده ومحاسبة المقصرين فيه مهما كانت مناصبهم. وقام الرئيس بوتفليقة بالاستجابة لاحتجاجات سكان الصحراء بتغيير ولاة خمس ولايات هى تندوف المحاذية للحدود مع المغرب والوادى المحاذية للحدود مع ليبيا وتونس وإيليزى التى لها حدود مع ليبيا والنيجر وتمنراست المحاذية لمالى والنيجر.