تعرضت مصر لأسراب من الجراد القادمة من الجنوب ووصل بعضها إلى القاهرةالجديدة ثم إلى الإسماعيلية فى طريقها إلى شمال سيناء، و بحسب الخبراء فإن رحلة الجراد هذا العام شهدت تحولًا فى مسارها الذى يحددها غالبًا مسار الرياح لذا كان المشهد غير مألوف بزحف هذه الأسراب إلى مناطق قريبة من العاصمة القاهرة ولحسن الحظ فإن نوع حشرة الجراد التى زحفت نحو مصر هذا العام لم تكن مكتملة النمو لذا لم تهاجم الأسراب المزروعات وعن أسباب وصول الجراد إلى مناطق غير مسبوقة ما تردد عن تحول مصر من منطقة ترانزيت إلى منطقة إقامة بعد ظهور ما يسمى بالجيل الثانى يأتى هذا التحقيق ليجيب على عديد من التساؤلات حول هجوم أسراب الجراد. م. صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة قال ل «أكتوبر» إن الجراد الذى جاء من السودان غير ناضج ولونه أحمر وتأثيرة ضئيل على المشروعات الزراعية لأنه لا يأكل وإنما له خط سير من السودان ثم يتجه إلى البحر الأحمر ومنه إلى السعودية ثم إيران إلى باكستان ولكن حدث منخفض جوى على سطح البحر المتوسط أدى إلى سحب الهواء الدافئ من الجنوب والجنوب الشرقى إلى داخل البلاد يحمل هذه التجمعات من الجراد وكان من المفترض أن يذهب إلى السعودية ولكن عكس الرياح أثر على اتجاه سيره فدخل الجراد على مصر الجديدة والمقطم وبدأت المكافحة وتم إبادة جزء منها والجزء الأخير انطلق إلى مدينة نصر والمطار والقاهرة ثم وصل منطقة كسفريد ورمانة بالإسماعيلية على حدود السويس القنطرة غرب كما وصل إلى حدود الإسماعيلية مع بور سعيد ثم إلى الشمال الشرقى وحسب توقعات نشره الفاو سوف يتوجه إلى شمال سيناء وغرب الأردن وقد يدخل إلى إسرائيل الرحلة أضاف معوض أن رحلة الجراد تنطلق بالنهار أما بالليل فإنه يرتاح من الترحال ويتم التنسيق مع كافة الجهات وخاصة الأرصاد الجوية لمعرفة اتجاه السرب لكى نقوم بالمكافحة من خلال رش المبيدات لإبادتها فى أماكن الانتظار التى تقف عليها بالليل للاستراحة خصوصًا فى المناطق المزروعة بالطماطم والخضروات وعلى أشجار القمح والمانجو ولكن إلى الآن لم يصل إلينا أى بلاغ عن خسائر فى المزروعات لذلك لا نتوانى من خلال التنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية لمعرفة اتجاه الريح لتجهيز فرق المكافحة والوقاية بما يحقق الحفاظ على الصحة العامة والبيئة. وأشار معوض إلى تخصيص كل دولة يهاجمها الجراد طائرتين على الأقل للقيام بعملية المكافحة بداية من شمال شرق السودان والبحر الأحمر والسعودية وهذا هو اتجاه السراب الذى يتكاثر فى شمال شرق السودان ويبدا فى رحلته إلى السعودية وكل دولة لديها تجهيزات لمكافحة الجراد حيث إن الفرق الموجودة لدينا حصلت على تصريح من القوات المسلحة لمكافحة الجراد على حدود السودان ولكن الجانب السودانى رفض مكافحة الجراد الموجود فى حلايب وشلاتين وقامت الجهات السودانية بالمكافحة من جانبها ولكن القوات المسلحة تقوم بالتعاون معنا من خلال تجهيز طائرتين لعمل المكافحة على حدود سيناء وهى تنتظر للاستعانة بها فى أى وقت نطلبه وهذه الأجراءات تتم كل عام لأن الجراد له هجرة وخط سير والظروف المناخية ثابتة وما يحدث هو ظروف طارئة لحدوث منخفضات وهناك تنسيق مع منظمة الفاو التى تعطى التنبؤات وتقول إن تجمعات الجراد فى الإسماعيلية وتقوم بالإبادة والجزء المتبقى ينطلق إلى الشمال الشرقى إلى شبه جزيرة سيناء ثم يتجه إلى الأردن ثم إسرائيل وحركة الجراد تستمر وهناك فرق مكافحة فى أسوان والأقصر وقنا وإلى الآن لم تصل إلينا أية شكاوى عن تلف تلك المزروعات التى وقف عليها الجراد لم تتجه إلى الدلتا ولكن نهاية رحلتها إلى شبه جزيرة سيناء ثم تخرج من الأراضى المصريةلتتجه إلى أراض أخرى خطأ وأضاف معوض من الأخطار التى يقع فيها المزارع هو أن يشعل النار فى إطارات سيارات بهدف تشتيت الجراد لأماكن متفرقة بدلًا من مكافحته فى تجمعات والقضاء عليه وأضاف معوض أن الأراضى الزراعية التى يتم رشها بالمبيدات للقضاء على الجراد لا يجب استخدامها لمدة 15 يوما لكى ينتهى مفعول المبيدات لكى لا يؤثر على صحة الانسان ولا توجد أية خطورة على السكان من الجراد ولم يبلغ عن حدوث أى خسائر فى أية مساحة من مساحات مصر وجارعمليات الاستكشاف والرصد بين محافظات القناة الثلاث وتم حصر المساحات التى يتم المكافحة فيها فى 80 ألف فدان لحوالى 17 ألفا و488 جرادة و 17ألف و451 حورية مؤكدًا أن طائرتين من القوات المسلحة على أتم الاستعداد على الحدود إذا تطلب الأمر ذلك بعيدًا عن الأماكن التى يوجد بها تجمعات سكانية لإبادة الجراد ولا يوجد أى قلق من الجراد لأنه غير ناضج ولا يأكل كل المزروعات الجيل الثانى فى حين يرى د. أحمد كامل مدير إدارة البلاغات العامة للجراد والطيران الزراعى أن الأسراب دخلت من السودان وتضافرت الجهود للمكافحة ولكنها استطاعت وضع كميات كبيرة من البيض ثم فقست مع مرور الوقت ونظرًا لكمياتها الكبيرة استطاعت أن تكون الجيل الثانى الموجود حاليًا نظرًا لجفاف المنطقة الجنوبية الجبلية وبعض الوديان مما دعا إلى مهاجمة المناطق الأكثر خضرة والتربة المفككة بوادى النيل حاليًا وتتم جهود المكافحة بمناطق وادى عبادى وبعض الأماكن الأخرى. وأضاف كامل بالنسبة لسير الجراد فإنه استقر فوق القاهرة نتيجة منخفض جوى فوق منطقة البحر المتوسط دعى لجذب الجراد من منطقة البحر الأحمر إلى القاهرةالجديدة والمقطم، وتتم جهود المكافحة عليه والجزء الأخير منه تحول بفعل الرياح إلى الاتجاه الشمالى الشرقى إلى سيناء وتتم جهود المكافحة فى السويس وشمال سيناء مشيرا إلى أن الجراد على مستوى العالم ينحصر بين خطى عرض (10 - 40) الأول حوض البحر المتوسط والآخر السودان وهذا على مستوى الكرة الأرضية والجراد لا يدخل أوروبا ولا تحت خط الاستواء وله ثلاثة مواسم تكاثر الموسم الشتوى والموسم الربيعى والموسم الصيفى، ومصر لا تعتبر منطقة تكاثر ولكن منطقة ترانزيت مع وجود أربع لجان مكافحة بها 8 مواتير تعمل لمكافحة السرب، حيث تم مكافحة نصف الجراد والباقى مازالت عملية المكافحة مستمرة. وأكد كامل أن الحشرة المهاجرة تضع من 60إلى 80 بيضة فى الكيس الواحد وهى تضع من 2 إلى 3 أكياس بيض فى حياتها أما الحشرة المستقرة الأنفرادية وليست مهاجرة تضع من 80 إلى 120 بيضة فى الكيس الواحد وتضع من 3إلى 4 كيس بيض ونسبة الفقس فيها 100% وعمرة يتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام يتأثر بحرارة الجو على إنتاجه والبيئة المحيطة به. المبيد الفسفورى ويقول م. ناجى محمود سعد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات إنه تتم المكافحة بمبيد فسفورى يدعى «كلوربيروفوس» ويتم رشه على الجراد فى موسم هجرتها شهر أكتوبر وفى موسم عودتها فى شهر مايو يأخذ نفس الطريق بالعكس من السودان إلى سواحل البحر الأحمر ثم يتجه إلى السعودية وحجم الجراد يقاس بالكيلو فالجراد يكون فى الكيلو حوالى 50 مليون جرادة. وأضاف إن الإدارة تقوم بمكافحة الآفات من خلال خطة يتم تجميع السلبيات والإيجابيات من كافة المحافظات الخاصة بالمكافحة وبناء عليه يتم عمل ورش عمل بيننا وبينه المعاهد البحثية ومعهد الأمراض لتلافى ما يوجد من سلبيات فى الخطة وتصحيحها ويتم وضع خطة جديدة يوقّع عليها الوزير وبعدها يبدأ تطبيق الخطة ويتم تجهيز مستلزمات الانتاج من مبيدات وفورمونات وكبسولات خاصة بالمصايد بأنواعها وجداول واستمارات الفحص ويتم تدبير الاحتياجات وقال مصدر مسئول بوزارة الزراعة إن الجراد الموجود حاليًا فى مصر هو نتيجة التقصير فى أداء مهام المكافحة لأن الجراد الموجود هو أنتاج محلى وتبدا قصته عندما دخل أواخر شهر أكتوبر عند حدوث فوران للجراد حول مصر وتشاد وموريتانيا والنيجر ودخل الجزائر وليبيا ورجع مرة أخرى لأماكن التكاثر وما حدث فى مصر هو هطول أمطار فى شهر أكتوبر لذا أصبحت مصر جاذبة للجراد لأن المطر ينعش الخضرة فى الجبل ويجعل الأرض مفككة وهذا يفيد الجراد ويجعله يأكل ويريد أن يضع البيض فى التربة وهذا ما حدث فى شهر أكتوبر وهو أن الجراد أكل ووضع البيض وكانت هناك جهود مكافحة ولكنها جهود ضعيفة بها قصور أدى إلى وجود حوريات نتيجة ضعف الامكانيات فى مكافحتها بشكل جيد مما أنتج حشرات كاملة وهو الجيل الثانى الذى يهاجم الآن المزروعات وأضاف أن منظمة الفاو قالت إن الجراد هو انتاج محلى لأن الجراد المهاجر حجمه يكون صغيرا لأن قبل أن يهاجر يتغذى من 10 إلى 15 يوما ويجهز نفسه للهجرة والسفر والحشرة لكى تكون خفيفة لا تأكل لكى تطير مع الرياح وتكون حمراء لأن فى جسمها مخزونا دهنيافى أثناء السفر والطيران ويتغذى عندما يكون بيضاً وأضاف الجراد المهاجر خفيف وأحمر وصغير أما الجراد الذى هاجم مصر فهو كبير ولونه أصفر والبعض أحمر لانه يتغذى وهو تكاثر محلى فهو ينفذى ويطير فى نطاق ضيق لانه كان فى الجيل وخرج إلى الخضرة لان الجبل جف لذلك تتنقل إلى اماكن أكثر خضرة لذلك دخل قناوأسوان وانتقل إلى مناطق زراعية وأخذ طريقه إلى شلاتين والغردقة والقصير وأرس غارب. وأضاف المصدر إن المنخفض الجوى الذى حدث فوق البحر المتوسط قام يجذب الجراد على ساحل البحر الأحمر وفوق القاهرةالجديدة والمقطم وبدأ اتجاة الريح يأخذه إلى الشمال الشرقى فى اتجاه سيناء ولذلك وجدناه فى منطقة أسوان ووداى النقرة وعبادى والزعفرانه ورأس غارب لان تلك الاسراب إنتاج لتكاثر محلى وحجم الحشرة كبير ويكون لها تأثيرات على المزروعات وحجم سراب الجراد يكون من 6 إلى 7 كيلو فى الكيلو الواحد يحمل جراداً من 50 إلى 80 مليون حشرة لذلك فإن هناك أهمالا فى المكافحة لضعف الامكانيات. حيث إن الجراد سوف ينتهى فى نهاية أبريل القادم ويقول د. ناهد غنيم استاذ البحوث والامراض المشتركة بين الانسان والحيوان إن الجراد وليس له تأثير سلبى على الانسان ليس مثل الطيور المهاجرة التى تحمل بعض الفيروسات مثل انفلونزا الطيور وإنما تأثيره هو تأثير اقتصادى فقط لأنه يقوم بأكل المزروعات وبالتالى فإن تأثيرة اقتصادى فقط ويكون تأثيرة إذا اصطدم بالانسان وهو سائق سيارة أو إذا دخل فى العين نتيجة التصادم وهذا نادرًا ما يحدث حيث أن الجراد لا يوجد احتكاك مباشر بين وبين الانسان وكل ما يقوم به هو إن يأكل أكل الانسان من الخضروات والفاكهة وخلافة ولا يحدث للانسان أى أمراض نتيجة وقوف الجراد على النبات. وأخيرًا فقد جاء فى بيان اصدرته وزارة الزراعة واستطلاح الاراضى أن اعمال مكافحة الجراد الحوريات جرت على مساحة تقدر ب (174466) هكتار وتمت إبادة أكثر من 17 ألف حشرة كاملة فى مناطق أبو سمبل والعلاقى وتوشكى وأبو رماد والشلاتين وابرق ودرب الاربعين وحماطة والداخلة وأبومنقار ومرسى علم ووادى النقرة والقصير وسفاجاورأس غارب ووادى عبادى بأسوان وبعض المناطق بقنا وقد تمت الابادة بنسبة 95% وتم القضاء على جزء كبير من تجمعات الجراد التى ظهرت ولاتزال اعمال الرصد والمكافحة مستمرة حتى تستقر التجمعات ويتم مكافحتها وإن هناك غرف عمليات وفرق مكافحة تجوب مناطق تجمعها لرصدها نهارا بينما يتم رشها ليلاً.