«التدخين ضار جدًّا بالصحة» عبارة مشهورة يعرفها المدخنون لكنها لم تعد كافية لتوضيح خطورة تدخين السجائر المستوردة مجهولة المنشأ والتى تجد لها سوقًا رائدة الآن فى أوساط المدخنين المصريين بسبب رخص سعرها وتردى الأحوال الاقتصادية للمصريين.. ليست هذه كل الخطورة التى يمثلها هذا النوع من السجائر فهناك أيضًا الخسائر الاقتصادية الرهيبة نتيجة تهرب مستوردى هذه السجائر من تسديد حقوق الدولة.. الخطر مزدوج إذن على صحة الإنسان وصحة الاقتصاد. يقول عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك لأكتوبر: قبل أن تكون مسببة للأمراض، فهى سم قاتل للاقتصاد، كونها تتسبب فى حسائر فادحة بنحو 4مليارات جنيه وهى عبارة عن رسوم وجمارك لا تحصل من تلك السلع المهربة، إضافة إلى الإضرار بالمنتج المحلى. وأوضح يعقوب أن هذه السجائر المهربة تقوم بوضع مادة لاصقة على السجائر من القطن وليس من الكتان، وبالتالى فهى صناعة رديئة، تتحمل الدولة علاج المواطنين نتيجة تناولها حيث تقدر قيمة علاج ضحايا التدخين على مستوى الدولة بالملايين، ولذلك تم توقيع بروتكول مع مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء لعمل منظومة رقابية متكافلة ضد المخالفين وخاصة الباعة الجائلين وعمل قاعدة بيانات لهؤلاء لضمان الوصول إليهم تجاريًا وأن يكون لهم أرقام مسجلة.. وإبتداءً للحديث عن الجانب الاقتصادى قال الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن السابق وأستاذ الاقتصادتا مشاكل التدخين الاقتصادية كثيرة فطبقًا للاحصائيات أنها تزيد على 200مليار دولار أمريكى فى السنة موضحًا أن تكاليف أضرار التبغ هو مقدار ما ينفق لشرائه أو ما ينفق لعلاجه وهذا جزء فقط من تكاليفه حيث تسبب أضرار التبغ تكاليف باهظة منها ما يمكن تقديره وأخرى صعبة القياس وثالثة لا يمكن تقديرها تشمل تكاليف تقديم خدمات الرعاية الصحية وتكاليف الرعاية لحالات العجز الناجمة عن أمراض التدخين عجز وزيادة المرض والخسائر الناجمة عن الحرائق وقلة الإنتاج والدخل الذى لا يتحقق نتيجة الوفاة المبكرة أما عن التكاليف صعبة التقدير هى حجم والرعاية التى يحتاجها شخص يمرض من جراء استخدام التبغ وهناك أيضًا مهمة أداء المسئوليات التى كان هذا الشخص المريض يتولى القيام بها للانفاق على أفراد أسرته وقد يخصص جزء من دخل الأسرة بسبب إدمان أحد أفرادها التدخين، والتكالف التى لا يمكن تقديرها تشمل تدنى القيمة الجوهرية لحياة المدخن، وكذلك حياة الذين يتضررون من استنشاق دخان هذه السجائر لذلك صعوبة تقدير هذه الأمور لايمكن أن تغفلها أو نتغاضى عنها فهى فى الواقع أكبر التكاليف التى تتحملها من جراء استهلاك منتجات التيغ سواء مهربة أو غير ذلك. على الجانب الإجتماعى أكد م. إيهاب مدحت نائب رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية أن هناك الكثير من الجمعيات التى تعمل فى هذا مجال لمحاربة التدخين وتوعية المدخين بسلبياته بالإضافة إلى ضرورة فرض ضرائب على صناعة وتجارة التبغ، مشيراً إلى أن الحد من الأضرار الاقتصادية يوجب على صانعى القرار توفير البيانات والمعلومات الكافية حتى تساعدهم على اتحاذ القرار المناسب وفرض الضرائب المناسبة مع كل من صناعة وتجارة التبغ. وأوضح مدحت أن زيادة دخل المواطنين مع عدم زيادة سعر الدخان يجعل التدخين أمرًا سهلاً وقليل التكلفة، ولذلك فالضرائب على التبغ تخدم الصحة من جهة وتحقق مكاسب مالية للحكومة من جهة أخرى. مشيراً إلى أن الضرائب على التبغ إذا لم تحصلها الحكومة فسوف تعود كأرباح على صناع وتجار التبغ وهم من الأشخاص الذين يقدمون مصالحهم المالية الخاصة على صحه وحياة مليار شخص من مستهلكى التبغ فى العالم. طبيًا قال د. عبد الحميد محمد استشارى الأمراض الصدرية لمستشفى صدر العباسية أن التدخين أو الاستنشاق هو عملية احتراق التبغ وسحب دخانها بالفحم ليتم دخول اثر احتراقها من دخان وما يحمله إلى الجهاز التنفس. فهذه العملية تعرض المدخنين لخطر زائد على الرئة والحنجرة حيث يؤدى إلى الالتهاب الرئوى المزمن وانتفاخ الرئة، وأكد عبد الحميد أن هناك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة ويرجع ذلك إلى عدد السجائر التى يتم تدخينها واحتمال الموت من أنواع معينة لسرطانات الرئة وهذه السرطانات والأورام تسببها عادة «الكاركينجن» الموجودة فى التبغ والتى تصيب أنسجة الرئة ببطء إلا أنها هى النتيجة الحتمية للمدخن. التدخين والكحة من جانبه قال د. عادل خطاب رئيس قسم الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس إن التدخين يؤدى إلى زيادة الكحة بشكل كبير مما يؤدى إلى التهاب بالجهاز التنفس. كما أن التدخين عامل محفز لانتشار الفيروسات فى الجهاز التنفسى إضافة إلى أنه يشكل على الأسنان طبقة صفراء تمنع الماء والمعاجين من الوصول إليها وبالتالى تكوّن الطبقة الصفراء حصنا حصينا لتلك الفيروسات التى ما أن تجد فرصة حتى تهجم على الجهاز التنفسى وعلى الحلق والأسنان وتنمو فى المجرى التنفسى وتؤدى إلى التهاب الرئة وهذا الالتهابات لا تسجيب للمضادات الحيوية لوجود موانع كثيرة للوصول إلى هذه الإلتهابات، وبالتالى تتطور الحالة وتنتهى حياة المدخن بسرطان الرئة ومنها إلى الموت. المدخين أقل ذكاء عن غيرهم وفى نفس السياق قال د. محمد ندا أخصائى المخ والاعصاب لمستشفى دار الشفاء أن السجائر - والدخان بشكل عام - له أثر بالغ الخطورة على الجهاز العصبى فهو يؤدى إلى خلل واضح بوظائف المخ فيصيب الشخص المدخن بالصداع والدوار وضعف الذاكرة، كما يؤدى إلى عدم قدرته على التوزان خاصة عندما يفرط المدخن فى تناول التبغ، ويعرضه كذلك لتوتر الأعصاب ويفقد سيطرته على نفسه إضافة إلى أن المدخن أقل ذكاء عن غيره ولا يتفوق فى العمل نظرًا لأثار التدخين السلبية.