سأمضى قدما فى طريقى لخدمة الناس، والسعى لنيل حق كل فتاة وكل طفل فى التعليم .. كانت هذه الكلمات جزءا من أول حديث تليفزيونى للفتاة الباكستانية «ملالا يوسفزاى» عقب تعافيها من سلسلة عمليات جراحية أجريت لها إثر تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل حركة طالبان. وهى كلمات تؤكد عزم «ملالا» على مواصلة نضالها السلمى، وأن محاولة اغتيالها الفاشلة لن تثنيها عن جهودها ونشاطها من أجل تعليم الفتيات، وخرجت الفتاة الباكستانية من مستشفى « الملكة إليزابيث» فى مدينة « برمنجهام» البريطانية الأسبوع الماضى بعد أن أجرت عملية معقدة فى الجمجمة وإعادة السمع، ورغم مغادرتها المستشفى، فإنها لن تستطيع العودة لوطنها، خشية أن تتعرض للاغتيال مجددا، ولهذا تبحث الحكومة البريطانية منحها وأسرتها حق الإقامة الدائمة، بحسب صحيفة «الجارديان». ورغم سنها الصغيرة، أصبحت ملالا رمزا عالميا لمقاومة محاولات طالبان حرمان الفتيات من الحق فى التعليم وحقوق أخرى، وبدأت نشاطها عبر التدوينات التى كانت تندد فيها بانتهاك حركة طالبان باكستان لحقوق التعليم وحرمانهن من التعليم، ونتيجة لجهود شبكة «بى بى سى» التى نشرت هذه التدوينات، نالت ملالا الجائزة الوطنية الأولى للسلام فى باكستان، وكانت ضمن المرشحين لجائزة السلام فى باكستان، كما كانت من ضمن المرشحين لجائزة السلام الدولية للأطفال التى تمنحها مؤسسة « كيدز رايتس» الهولندية. وفى أكتوبر 2012 حاولت طالبان باكستان اغتيال الفتاة، وقام مسلحون تابعون للحركة بإطلاق النار على الحافلة المدرسية التى كانت تقل ملالا وزملاءها، فأصيبت إصابة بالغة فى الرأس والرقبة، وتم نقلها لتلقى العلاج فى أحد المستشفيات التخصصية فى بريطانيا. منذ ذلك الحين، جذبت ملالا انتباه العالم، وأصبحت رمزا لكل أطفال العالم، وقد حدد الأمين العام للأمم المتحدة بأن كى مون العاشر من نوفمبر «يوم ملالا العالمى» تكريما للطفلة الباكستانية، كما مُنحت أيضا جائزة «سيمون دو بوفوار» لحرية النساء لعام 2013، وأخيرا تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام، وفى هذا الإطار قال مدير معهد الأبحاث حول السلام فى أوسلو «كريستيان بيرج هاريفيكى» الذى صوّت لصالح ترشيحها «إن منح الجائزة إلى ملالا سيكون مناسبًا جدا ويندرج فى إطار الجوائز التى تمنح لأبطال حقوق الإنسان والديمقراطية، كما سيطرح مسائل الطفولة والتعليم على بساط البحث»