فى غضون الأسابيع القليلة الماضية، تتابعت فى سلطنة عُمان العديد من فعاليات رياضة الفروسية شملت مهرجانات وسباقات للخيل و الهجن ولقد بدأت منذ مطلع العام الحالى وما تزال تتواصل حيث يتابعها جمهور كبير . وتعد الفروسية من الرياضات المهمة فى السلطنة بوصفها من عناصر التراث الحضارى التاريخى. لا تقتصر إنجازات فرسان سلطنة عُمان داخل حدود وطنهم إنما يواصلون إحراز نتائج متقدمة في البطولات الدولية ، وهى تمثل إنجازات واستحقاقات رياضية مهمة للرياضة العربية. ففى فرنسا - على سبيل المثال - حققت الخيالة السلطانية العمانية المركز الأول فى السباق الذى أقيم بمضمار تولوز الفرنسى والذى خصص للخيول الأصيلة . كما فازت السلطنة بالمركز الأول فى سباق آخر أقيم فى فرنسا ايضا و خصص لخيول الفئة الأولى لمسافة 2000 متر. كما سجل الفرسان العُمانيون إنجازًا عالميا مهما فقد فازت الخيالة السلطانية بالمركز الثالث فى بطولة العالم للقدرة والتحمل - 2012والتى نظمها الاتحاد الدولى للفروسية فى بريطانيا بمشاركة (154) فارسا من (40)دولة من مختلف قارات العالم. رقم قياسى جديد في شهر يناير الماضى شمل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان برعايته المهرجان السنوى لسباق الخيل الذى أقيم على مضمار مدينة العاديات بولاية السيب وفى ختامه سلم السلطان قابوس الكئوس للفائزين بالمراكز الاولى تتويجا لتفوقهم . اشتمل المهرجان على العديد من الفقرات المتنوعة التى قدمها الفرسان والفارسات و شاركت فيه فرق عالمية متخصصة منها فرقة (البياف ترايو) الهولندية . و كذلك الفريق الفرنسي الفائز ببطولة العالم فى وثب الخيل (الفولتنج) حيث قدم الفرسان العالميون استعراضات شيقة . و سجل المهرجان رقمًا قياسيًا جديدًا من خلال فقرة مبتكرة قدمتها عربة واحدة تجرها 35 من الجياد بمصاحبة كوكبة من الفرسان، حيث كان ختام المهرجان مسيرة الخيل المشتركة. تضمنت الفعاليات تنظيم ستة أشواط للسباقات خصصت خمسة منها للخيول العربية الأصيلة، والآخر للخيول المهجنة. تراوحت مسافات الاشواط ما بين 1100 ، و1600 ،و 2000متر ، و شهدت جميعها تنافسا شريفا جسد مهارة الفارس العمانى وقوة الخيل وعكس الاستعداد الكبير لهذا المهرجان المميز ليس على المستوى العربى فحسب بل على الصعيد الدولى أيضا. أقيم الشوط السادس والمسمى سباق حصن الشموخ لمسافة 2000 متر على كأس السلطان قابوس، وقد حظى بالمركز الأول الفارس حسين بن مبارك الحجرى ،وجاء فى المركز الثانى المعتصم بن سعيد البلوشى و تلاه انس بن سالم السيابي ، وفى الرابع الفارس هلال بن سعيد الكلبانى، ثم الفارس حمد بن مبارك الوهيبى، وقد كان هذا هو الشوط الحاسم والأكثر أهمية، حيث يتطلع الجميع لنيل كأس السلطان قابوس . تخللت الأشواط العديد من الفعاليات الاخرى التى ينتظرها المهتمون برياضات الفروسية ومن أبرزها استعراضات فى جر المدافع ، وعروض قدمتها مجموعة من الخيول الجديدة التى انضمت حديثا إلى الخيالة السلطانية. فى إطار فعاليات المهرجان دشن السلطان قابوس كتابا جديدا مهما صدر تحت عنوان:«أبهة الصحراء- الخيالة السلطانية» أعده المصور البريطانى هنرى دلال الحائز على جوائز عالمية مرموقة فى إعداد الكتب والتصوير الضوئى. و يوضح الكتاب تألق عالم الفروسية فى الخيالة السلطانية و أصول الجياد القوية التى تضمها ، كما يعكس حيوية الرياضات اليومية التى تشارك فيها.