شهدت أمريكا خلال العام الماضى ظهور مجموعة من الأفلام والمسلسلات التى قد تحدث مأساة شديدة وسط طلاب المدارس الأمريكية، تناول بعضها كيف ليوم عادى فى مدرسة ثانوية أن ينتهى بمذبحة، وأصبح هذا الهاجس يزيد يوماً بعد يوم ليس فقط لدى الشعب الأمريكى بل أيضاً لدى اليهود الذين يعيشون هناك وكذلك فى إسرائيل، بعد حادثة ولاية كونتكت الأمريكية التى شهدت مذبحة راح ضحيتها 26 شخصا كان معظمهم من طلاب المدارس وبينهم اثنان من اليهود على يد شاب مسلح يبلغ من العمر 20 عاماً كان يعانى اضطرابًا نفسيًا حادًا. وتقول صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليه تعليقاً على حادث كونتيكت إن الخطر الحقيقى يتمثل فى طلاب المدارس أولاً وأخيراً الذين يمكنهم بسهولة الانجذاب حول الأفلام الأمريكية والمسلسلات التى تروج لحياة الجريمة داخل شوارع المدن الأمريكية وبين أزقاتها، فهم لديهم هاجس امتلاك البنادق والمسدسات والحصول على المال الوفير بالترهيب والعنف. وكان من أشهر أعمال العنف التى كان لها دور كبير فى انتشار المأساة الأمريكية فيلم أمريكى عرض عام 2011 يدعى «نحن بحاجة للتحدث عن كيفين» أو We need to talk about kiven « والذى صدر كقصه فى عام 2003 وأثار جدلاً كبيراً فى أمريكا حيث جاء متحدثاً عن مأساة امرأة تروى أسوا كابوس يأتى لأى أم وكان كيفن الابن الأكبر كبر أمام عينيها وهو معتل اجتماعياً يزداد الحقد والكراهية داخله يوماً بعد يوم تجاه عائلته والعالم كله، حتى آتى اليوم الذى لم تره أمه يعود إلى مدرسته مرة أخرى بعد دخوله السجن بتهمة القتل وارتكاب مجزرة فى مدرسته الثانوية. كما أن هناك فيلماً وثائقياً أمريكياً من نوع الفكاهة المرعبة، فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقى وجائزة مهرجان كان السينمائى عام 2002، يدعى «Bowling for Columbin» ،الذى يبرز حالة الاتحاد التى تؤلف بين الأرواح العنيفة بأمريكا حيث يقتل 11 ألف أمريكى سنوياً على يد العنف المسلح فى الوقت الذى يفتح فيه المخرج مايكل مور وثائق مذبحة مدرسة كولومبين الأمريكية، مستكشفاً الأسباب والدوافع التى كانت وراءها، ومروجاً لأهمية إستخدام الأسلحة داخل أمريكا، عارضاً أهم أعمال العنف المنتشرة داخل المدارس الأمريكية وطبيعة البيئة التى يتربى فيها طلاب أمريكيون من نفس هذه الفئة الإجرامية. وتأتى فى صدارة المسلسلات الأمريكية التى تروج للعنف داخل أمريكا، سلسلة «قصة الرعب الأمريكية» لرايين مارفى»، وهى من المسلسلات التى لاقت رواجاً كبيراً داخل أمريكا، وتحدث عن بيت تدب فيه الحياة، ويصور مخاوف الأسرة الأمريكية التى تسكن بداخله. وهناك مسلسل أمريكى شهير يدعى «بافى قاتلة مصاصى الدماء» الذى منع من البث مباشرة فى أحد مواسمه ويدور عن حادث قتل جماعى لطلاب إحدى المدارس الثانوية بأمريكا إثر إطلاق نار. ومن هذه الأعمال أيضًا الفيلم الأمريكى «Rage» المأخوذ عن كتاب ألفه الأمريكى «ستيفن كينج» عام 1977، وهو فيلم يتناول جرائم القتل التى كانت تدور بين الطلاب داخل المدارس الثانوية. سمر شافعى