تعود القوات المسلحة اليوم - السبت - مرة أخرى للمشاركة فى تأمين المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور فى 17 محافظة، استكمالا لدورها الذى بدأته الأسبوع الماضى فى تأمين المرحلة الأولى للاستفتاء فى عشر محافظات. وكان أفراد القوات المسلحة قد انتشروا فى اللجان الانتخابية بكافة ربوع مصر، لتؤكد أنها جيش الشعب ودرعه وسيفه الذى سوف يظل يحمى مقدرات الوطن ومكتسبات ثورته التى أبهرت العالم. ويثبت ضباط وصف وجنود الجيش المصرى مرة أخرى أنهم جاهزون فى كل الأوقات ولكل المهام دون إبطاء لتلبية نداء مصر. وقد بدا الزى الجديد لرجال القوات المسلحة الذين ظهروا به فى المرحلة الأولى للاستفتاء، وكأنه احتفال خاص بعرس الديمقراطية، وبالخطوة الجديدة لمصر فى بنائها لتاريخها ومستقبلها، بعد سنوات طويلة من استخدام الزى القديم. وقد قال مصدر بالجيش المصرى تعليقا على تغيير الزى العسكرى إن هذا الزى الجديد يعكس استراتيجية الجيش فى الانتماء للوطن وللتراب المصرى, ويتوافق مع المهام العملياتية للقوات المسلحة خلال المرحلة القادمة، ويتكون من أفرول مموه يميل إلى الإصفرار ويتميز بنقوش كاكى جديدة يتوافق مع المهام المكلف بها الجنود والضباط والقادة، ويظل الحذاء الأسود هو الأساس فى هيئة الزى الجديد، وقد جاء هذا التغيير بعد أكثر من 25 عاما متواصلة بالزى السابق. أضاف المصدر: يأتى هذا التغيير فى إطار خطة التطوير التى تتبناها القيادة الجديدة للقوات المسلحة من أجل تطوير الأداء والكفاءة القتالية للأفراد، فالفرد المقاتل يحتل أهمية استراتيجية فى خطة التطوير والتدريب لدى القوات المسلحة، خاصة أن المدرسة العسكرية المصرية تؤمن أن المعدة تكتسب أهميتها من خلال الفرد المقاتل الذى يستخدمها وليس العكس. وأكد المصدر أن الزى العسكرى الجديد كان من المقرر العمل به اعتبارا من أول يناير المقبل أى مع بداية العام الجديد، ولكنه تقرر العمل به من أول يوم فى الاستفتاء، ليعبر عن الانتقال إلى مرحلة جديدة تواكب انتقال الشعب المصرى، بالتصويت على دستور جديد، مؤكدا أنه سيتم تعميم الزى على جميع أفرع الجيش المختلفة من أول يناير المقبل بإذن الله تعالى، حيث إنه من المنتظر أن يتم تغيير زى العمليات للقوات المسلحة بشكل كامل مطلع شهر يناير المقبل. وأوضح المصدر أن اختيار الزى الجديد جاء بعد دراسات وتجارب عديدة قامت بها البحوث العسكرية للوصول لأنسب هيئة تناسب القوات المسلحة، خلال العمليات القتالية، وتوفر الراحة للفرد المقاتل، وتجعله أكثر قدرة على الأداء القتالى، مشيرا إلى أن الزى الخاص بالعمليات الحربية خلال القرن العشرين تغير أكثر من مرة وفق تطور الأوضاع والتسليح الخاص بالأفراد خلال العمليات، فتجهيز الجندى فى عام 1967اختلف عن تسليح الجندى فى عام 1948وهو ما تطلب تغييرا فى زى العمليات الحربية ليكون أكثر قدرة على الأداء فى العمليات، كما اختلف زى العمليات فى عام 1973عن عام 1967 مع اختلاف العمليات وضرورة أن يتسلق فرد المشاة المقاتل الساتر الترابى وهو يحمل سلاحه والعديد من أدواته القتالية، فتم تصميم زى جديد يتوافق مع تلك العمليات ويجعل أيدى الفرد المقاتل حرة الحركة ليكون أكثر قدرة على الاشتباك. كما اختلف زى الضفادع البحرية المقاتلة، وأفراد الصاعقة ليتوافق مع المهام العسكرية لتلك القوات. وأوضح المصدر، أن الزى الجديد يتوافق مع طبيعة أرض العمليات العسكرية المصرية، حيث تكثر الصحارى والرمال الصفراء ومع قلة النباتات والأحراش والحشائش على مسرح عمليات القوات المسلحة، كان لابد أن يكون الزى الجديد متوافقا مع طبيعة الأرض لتسهل عمليات الإخفاء والتمويه لجنود المشاة، على الأرض.. لذا غلب على الزى الجديد الميل إلى الصفرة مع تمويهات تشبه ألوان الصخور، مؤكدا أن القيادة العامة للقوات المسلحة تولى اهتماما خاصا بالفرد المقاتل. كفاءة الفرد المقاتل وقد أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة، خلال حضوره مشروع مراكز القيادة التعبوى «كريم -81» الذى نفذته وحدات من القوات الجوية بالتزامن مع مشروع «جاسر - 100» الذى نفذت أحد تشكيلات الدفاع الجوى بالمنطقة الجنوبية العسكرية أن الفرد المقاتل فى الجيش وكفاءته يلعبان دوراً مهماً فى تحقيق الانتصار وليس بالاعتماد فقط على امتلاكنا للأسلحة الحديثة، مطالباً بضرورة الاهتمام بالفرد المقاتل وليس فقط بالتدريب المستمر، ولكن بالاهتمام به كإنسان نوفر له كل ما يحتاجه. وأضاف وزير الدفاع:أن القوات المسلحة ملك للشعب وهى جزء من الدولة المصرية، تضع مصلحة الوطن وأمنه القومى فوق كل اعتبار، وأنها تؤدى مهامها الوطنية بكل نزاهة وحيادية ولا تنحاز لأى طرف أو فصيل سوى للشعب المصرى، مؤكد ا على ضرورة تكاتف الجميع وأن يكونوا يداً واحدة للحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، ومواجهة التحديات التى تهدد الأمن القومى المصرى. استعدادات التأمين من جانبه أكد المتحدث الرسمى فى بيان له، أن القوات المسلحة المصرية بوعى وانضباط رجالها التزمت على مر التاريخ بالمحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين ومازالت وستظل كذلك، ألا أنها تدرك مسئوليتها الوطنية فى المحافظة على مصالح الوطن العليا وتأمين وحماية الأهداف الحيوية والمنشآت العامة ومصالح المواطنين الأبرياء.. وفى هذا الإطار نوجه الشكر إلى رجال القوات المسلحة الشرفاء على تحملهم للمسئولية فى تأمين هذا الوطن العزيز بكل صدق وإخلاص وتفان. فى الوقت ذاته كانت القوات المسلحة بدأت منذ أمس الجمعة إعادة الانتشار فى المحافظات التى تشهد اليوم المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور، وقد استعرضت القيادة العامة بالقوات المسلحة، الأربعاء الماضى ، خططها لتأمين المرحلة الثانية والأخيرة من التصويت على مشروع الدستور. ونظمت جميع المناطق والجيوش المختلفة بأنحاء الجمهورية مؤتمرات توجيه معنوى للضباط المشاركين فى عمليات التأمين، وتم التأكيد على ضرورة تلافى أى مشكلات وقعت خلال المرحلة الأولى وإعطاء الأولية الكاملة لحفظ النظام خارج اللجان وعدم السماح بأى عمليات للدعاية سواء من جانب مؤيدين أو معارضين للدستور وإزالة أى ملصقات معلقة على اللجان أو فى محيطها. وكشف مصدر عسكرى أن خطة تأمين القوات المسلحة للمرحلة الثانية تضمنت مضاعفة أعداد قوات التأمين، نظرا لأن المرحلة الثانية تضم 17 محافظة بزيادة 7 محافظات على المرحلة الأولى. وأضاف المصدر، أنه سيتم الدفع بمزيد من الجنود والمركبات العسكرية لاستكمال تأمين لجان التصويت بالمرحلة الثانية، مشيرا إلى أنه سيتم الاستعانة بطيارات هليكوبتر مزودة بفرقة مظلات من رجال القوات الخاصة لمواجهة أى حالات طوارئ فى كل محافظة من محافظات المرحلة الثانية، مؤكدا أن مشاركة القوات المسلحة فى التأمين لا تؤثر بأى شكل على تأمين الحدود البرية والساحلية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية ضد أعمال التسلل والتهريب بالتعاون مع قوات حرس الحدود والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. وأوضح المصدر أن الجيش الثانى الميدانى يشارك بنحو 20 ألف ضابط وصف ضابط وجندى فى تأمين الاستفتاء بمحافظات الإسماعيلية ودمياط وبورسعيد، بالإضافة إلى أكثر من 80 دورية أمنية لتأمين الاستفتاء فى 82 لجنة عامة، موضحا أنه تم إنشاء غرف عمليات بوحدات المناطق العسكرية المختلفة للإبلاغ ومتابعة تمام القوات أمام اللجان وتواجد الصناديق وأوراق التصويت وبدء توافد المواطنين وعدم وجود أى سلبيات. وأضاف المصدر أنه تم التأكيد على جميع القيادات المشاركة فى التأمين على ضرورة تفادى سلبيات المرحلة الأولى، واتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة لسلامة عملية الاستفتاء وحماية الأهداف والمنشآت الحيوية المهمة بالدولة والتعامل مع التهديدات التى تمس أمن المواطنين خلال عملية الاستفتاء، مشيرا إلى أن عناصر الجيش الثالث الميدانى تنتشر لتأمين لجان المرحلة الثانية بكل من السويس والبحر الأحمر، حيث تصل أعداد القوات المشاركة إلى أكثر من 10 آلاف ضابط ومجند، كما تشارك المنطقة المركزية العسكرية بأكثر من 33 ألفاً من عناصرها و143 دورية أمنية للتأمين داخل محافظات الجيزة والمنوفية وبنى سويف والفيوم والقليوبية والمنيا فى المرحلة الثانية. وأوضح المصدر، أن المنطقة الجنوبية العسكرية تشارك فى تأمين لجان محافظات قنا والأقصر والوادى الجديد فى المرحلة الثانية بإجمالى 10آلاف ضابط وجندى، وأن القوات البحرية تشارك فى تأمين الاستفتاء بأكثر من 12ألفاً من ضباطها لمعاونة المنطقة الشمالية فى تأمين 811 مركزاً انتخابياً بمحافظتى البحيرة وكفر الشيخ.