تزايدت فى الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام اللمبات الموفرة فى المنازل، بعد دعوات الحكومة لترشيد الاستهلاك، فى أعقاب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى فى العديد من المناطق إثر ارتفاع الأحمال.. غير أن انتشار اللمبات الموفرة المغشوشة فى الأسواق ينذر بوقوع الكثير من المشكلات، أهمها أن تلك اللمبات تتسبب فى إهدار الطاقة بدلاً من ترشيدها، إضافة إلى مخاطرها على الصحة العامة، حيث تتسبب فى تأثيرات سلبية على الجهاز المناعى للإنسان. وقد كشفت الجهات الرقابية مؤخرا بالدقهلية عن قيام أحد المصانع بناحية شها بمركز المنصورة بتصنيع الترانسات واللمبات الكهربائية الموفرة مستخدما خامات ومستلزمات إنتاج صينية الصنع وغير مطابقة للمواصفات القياسية والقانون وتحرر المحضر رقم 24128 جنح مركز المنصورة وتولت النيابة التحقيق. كما كشفت دراسة أعدتها الجمعية المصرية المركزية لحماية المستهلك أن 36% من الانتاج المحلى للمبات الكهربائية ذات فتيل التنجستين لأغراض الإنارة «غير مطابقة» من حيث الفيض الكهربائى وهى شدة الإضاءة والعمر الافتراضى والذى يصل الف ساعة للمبة الواحدة. تم فى الدراسة اختبار 45 عينة كل عينة تتضمن 25 لمبة منها 14 عينة على المنتجات المحلية و31 على اللمبات المستوردة من اكثر من 13 دولة منها 3 من دول آسيا و10 من دول أوروبية مختلفة. إهدار الطاقة كما حذرت لجنة الطاقة بجمعية مستثمرى بدر، من وجود لمبات تطرح فى السوق المصرى على أنها موفرة بينما الحقيقه أنها لمبات مهدرة للطاقة، وأشارت الجمعية إلى أن الهدف الذى تسعى له الحكومة حاليا لتخفيض معدلات استهلاك الكهرباء، وترشيد الدعم لن يتحقق ما لم يتم تطوير منظومة تشغيل محطات الكهرباء وإنتاج منتجات الطاقة ممثلة فى اللمبات الموفرة. وقد أكد ماجد أحمد رئيس شعبة الأدوات الكهربائية بغرفة تجارة القاهرة، ارتفاع نسبة إنتاج اللمبات الموفرة غير المطابقة للمواصفات القياسية لتصل الى 90% من إجمالى الانتاج المحلى فى السوق المصرى؛ موضحاً أن المواصفات القياسية المصرية يصعب تحقيقها فى المصانع العاملة الآن، لكون خطوط الإنتاج فيها غير مؤهلة لتنفيذ تلك المواصفات، إلى جانب غياب الجهات الرقابية المعنية بهذا النشاط فى ظل حالة الانفلات الأمنى الذى تمر به البلاد. وأشار أحمد إلى أن الشعبة بصدد رفع مذكرة لوزارة التجارة والصناعة تطالب بوقف استيراد وتصنيع اللمبة التنجستين غير الموفرة للطاقة التى تبدأ من 10 وات إلى 2000 وات وعمرها الافتراضى لايتعدى 1000ساعة، فى إطار خطة ترشيد الاستهلاك والضغط على الأحمال الكهربية، مشيرا إلى ضرورة تعويض المصانع المنتجة للمبات التنجستين لتلك اللمبات والتى ستتوقف عن الانتاج. وطالب رئيس شعبة الأدوات الكهربائية حكومة د. هشام قنديل أن تقوم بالسماح باستيراد اللمبة الموفرة وخفض التعريفة الجمركية للمبات تامة الصنع وإلغاء التعريفة الجمركية على لمبات الجيل الثالث والاخير اللمبة اللد لتوسيع قاعدة الاستهلاك المحلى والترشيد الكهربائى. نظام الجودة من جانبه قال المهندس بهاء العادلى رئيس لجنة الطاقة بجمعية مستثمرى بدر وأحد المستثمرين فى هذا المجال إن ترشيد استهلاك الكهرباء لا يمكن أن يتم بمعزل عن تطوير نظام الجودة فى مصر بما يضمن الرقابة الفعالة على التشغيل والمنتجات وفقا للمواصفات القياسية والمعايير العلمية، موضحا أن استمرار ظاهرة إنارة أعمدة الكهرباء فى ساعات النهار، وتكرار الانقطاع للتيار الكهربى دليل كاف على وجود خلل فى كفاءة إنتاج وتشغيل المحطات والتحكم فى الشبكة، كما أن ظاهرة انتشار اللمبات الموفرة الرديئة فى السوق المصرى دليل أيضاً على وجود خلل فى منظومة جودة ورقابة إنتاج اللمبات، حيث أكد أن اللمبات الموفرة الرديئة تهدر 20% من الاستهلاك للكهرباء بدلا من توفير 80?. وانتقد العادلى الخطة القومية لترشيد الطاقة التى اعتمدها رئيس مجلس الوزراء مؤخرا والتى تستهدف الترشيد بنسبة 5% خلال 3 سنوات، مؤكدا أن تلك الخطة ركزت على سبل ترشيد استهلاك الكهرباء للإنارة بمعزل عن سبل رفع كفاءة الإنتاج والنقل والتوزيع للكهرباء والمسئولة عنها وزارة الكهرباء.. مطالباً تلك الأخيرة بتحديد نسبة الفقد فى كل مرحلة ونسبة الترشيد المستهدفة وإدراجها فى الخطة الوطنية لترشيد الطاقة. ودعا العادلى لتطبيق تجربة كوبا فى مصر باستبدال اللمبات العادية وعددها 180 مليون لمبة بأخرى موفرة، وقال إن عملية الاستبدال تكلف الخزانة 2 مليار جنيه تتحملها مرة واحدة وتضمن ترشيد فى الكهرباء بنسبة 12% من الطاقة الإجمالية لاستهلاك الكهرباء فور الاستبدال، وتوفير ما قيمته 6 مليارات جنيه للخزانة سنويا، موضحا أن قرار الاستبدال للمبات يجب أن يسبقه تطوير منظومة الجودة والرقابة على إنتاج اللمبات لضمان مطابقتها للمواصفات القياسية، واستبعاد المنتج الذى يتسبب فى إهدار الكهرباء والمال العام. تأثيرها على الصحة د. هشام منصور أستاذ الفيزياء بعلوم القاهرة كشف عن شىء خطير يتعلق بتأثير اللمبات المغشوشة على صحة الإنسان وهى أن اللمبات الكهربائية غير المطابقة للمواصفات القياسية لها تأثير على كافة الخلايا الحيوية لجسم الإنسان ولها تأثيرات خطيرة من الممكن أن تؤثر على الحامض النووى للخلية البشرية، فضلا عن تسببها للكثير من الأمراض، بالاضافة إلى بعض الأعراض التى تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة ومنها الجهاز المناعى وأمراض المناعة الذاتية كاروماتيد والذئبة الحمراء وغيرها من الأمراض والإشعاع الكهرومغناطيسى غير المتأين الذى يصدر عنها إلى جانب بعض الأعراض الضارة التى تنتج على المدى البعيد مثل نقص كفاءة جهاز المناعة دون سبب.