منذ يوم الإثنين الماضى وأحاديث الشارع المصرى لم تتوقف ولا نعلم متى تتوقف، بعد أن استيقظ سكان أربع محافظات هى القاهرة وبنى سويف ودمياط والإسكندرية فى صباح ذلك اليوم على أصوات ضجيج عّم معظم أحيائها فى الساعة الخامسة و40 دقيقة صباحا، ومنذ ذلك الحين كرة الثلج تزداد حجما لحظة بعد أخرى، و أصبح الجميع خبراء عسكريين فى القوات الجوية وأنواع الطائرات، والطرازات المختلفة، ومداها، وتسليحها، وقدرتها على إصابة الهدف، وكذلك منظومة الدفاع الجوى , وكيفية عملها، ومنظومة الصواريخ الخاصة بها، ولا تجد بيتا فى أرجاء مصر لا يتحدث عن ذلك، وتوقف الحديث عن كرة القدم، والدراما التركية اللتين كانتا تسيطران على الشارع، وتحول الجميع بقدرة قادر إلى خبراء، وبطبيعة الحال نحن شعب لديه القدرة على معرفة كل شىء، وأصبح كل منا عليماً ببواطن الأمور، بعد لحظات من تناقل الخبر، كل ذلك ليس بجديد على الشعب المصرى، لكن الجديد فى الأمر هو أنه رغم خروج المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد على، صباح يوم الإثنين، مؤكدا فى بيان صحفى، أن دوى الأصوات التى سمعت فى بعض المحافظات: نتيجة اختراق بعض الطائرات لحاجز الصوت ما هى إلا إجراءات لاختبار قدرة وسائل الإنذار وقوات الدفاع الجوى على تأمين المجال الجوى المصرى.. و أنه ليس هناك ما يدعو للقلق أو الانزعاج من جراء تلك التدريبات فإن الشارع واصل رواياته وقصصه المختلقة من خلال بعض المواقع الاليكترونية قائلا: إن 6طائرات إسرائيلية طراز اف 35 اخترقت الأجواء المصرية , ويعود المتحدث الرسمى ليؤكد أن تلك الطائرات لم تدخل الخدمة بعد فى سلاح الجو الأمريكى وهى الدولة المصنّعة، وأنها لن تدخل الخدمة فى إسرائيل قبل عام 2016. رغم هذه الردود القطعية من جانب المتحدث العسكرى، فإن سيل الأخبار المغلوطة لم يتوقف، وكأن تلك التصريحات لم تصادف سوى أذاناً صماً، لتتحول صفحة المتحدث العسكرى إلى مشتمة منظمة من قبل البعض غير مدركين لأهمية الصمت فى تلك المرحلة التى تعيشها مصر والتحول إلى العمل ، فهل تصمتون قليلا يرحمكم الله.