رغم أن إعلان توقف صحيفة مطبوعة، وتحولها إلى الإصدار الإلكترونى، لم يعد خبرا جديدا أو مثيرا للانتباه، خاصة مع تعدد الصحف والمجلات العالمية التى أوقفت نسخها الورقية، واكتفت بالتواجد الإلكترونى، فإن إعلان مجلة «نيوزويك» الأمريكية عن توقفها نهاية العام الحالى، وانضمامها للفضاء الإلكترونى، كان مثار اهتمام جميع الصحف ووسائل الإعلام العالمية، والتى رصدت أسبابه وتداعياته، خاصة أن «نيوزويك» تعد من أعرق وأقدم المجلات العالمية. فقد صدرت «نيوزويك» منذ حوالى 80 عاما وتحديدا فى 17 فبراير 1933، كما أنها تعد ثانى أهم المجلات الإخبارية فى الولاياتالمتحدة والعالم على صعيد التوزيع والعائدات الإعلانية بعد مجلة «تايم»، ويصدر منها أربع طبعات باللغة الإنجليزية، و12 طبعة دولية تصدر بلغات أجنبية منها اليابانية والكورية والبولندية والإسبانية والعربية والتركية والروسية، ولها تسعة مكاتب داخل الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى مكاتب دولية فى لندن وباريس وبرلين وموسكو والقدس وبغداد وطوكيو وهونج كونج وبكين وكيب تاون ومكسيكو سيتى وبيونس ايرس. هذا التاريخ العريق لم يشفع لهذه المجلة بأن تواجه شأنها شأن العديد من المجلات المطبوعة الأخرى مشكلات خطيرة، بسبب تدفق المعلومات عبر الانترنت، وانخفاض مبيعاتها فى النصف الأول من العام الجارى إلى مليون ونصف المليون نسخة فقط بعد أن كان توزيعها فى 2003 أربعة ملايين نسخة أسبوعيا. وقالت رئيسة تحرير المجلة إن القرار مرتبط بالتكلفة الكبيرة للطباعة والتوزيع، مضيفة أن المجلة ستتوقف عن إصدار النسخة المطبوعة اعتبارا من نهاية العام لتنتقل إلى النشر الرقمى الكامل باسم جديد هو «نيوزويك جلوبال» فى نسخة موحدة لكل أنحاء العالم توزع عن طريق الاشتراكات على الانترنت وأجهزة الكمبيوتر اللوحى والهواتف الذكية. وسيفسح توقف نيوزويك مجالا أكبر لمجلة تايم الرائدة فى الولاياتالمتحدة والعالم بعد توقف مجلة «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» - وهى ثالث أوسع المجلات انتشارا فى أمريكا- عام 2010 عن توزيع طبعتها الورقية بسبب عثرات اقتصادية. وقد أعادت قضية نيوزويك إلى الواجهة الحديث عن تراجع الصحافة الورقية على الصعيد العالمى بسبب ما تعانيه من مصاعب اقتصادية، والتى بدأت تتبلور بعد الانفتاح الكبير على العالم الرقمى، والانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعى التى تحولت إلى أسرع موزع للأخبار، إضافة إلى استحواذها على الإعلانات، وقد أظهرت دراسة أجراها مركز « بيو» الأمريكى للإحصاءات أن 39% من الأمريكيين يعتمدون على الانترنت كوسيلة لمتابعة الأخبار. على أية حال، لن تكون نيوزويك المطبوعة الأخيرة التى تعلن انتهاء عهدها الورقى، إذ يرى البعض أن هذا القرار قد يشجع المزيد من الصحف والمجلات الورقية فى أنحاء كثيرة من العالم على التوقف عن الصدور، وخاصة أن هناك العديد من الصحف والمجلات العالمية توقفت عن الصدور فى السنوات الماضية أبرزها صحيفة « كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية التى اضطرت إلى إلغاء طبعتها الورقية والاكتفاء بنسخة إلكترونية عبر موقعها على الانترنت، فى خطوة جريئة اتخذتها فى أكتوبر 2008 بعد قرن كامل من الصدور ورقيا، وصحيفة «معاريف» الإسرائيلية التى توقفت عن توزيع طبعتها الورقية فى سبتمبر الماضى، لتكتفى بنشرتها الإلكترونية.