فكرة هذا الكتاب «قالوا عن أنيس منصور» جاءت للكابتن الرياضى محمد سيف عندما قرأ نعى رحيل الأستاذ الكبير أنيس منصور فى جريدة الأهرام يوم السبت 22 أكتوبر 2011.. ولم يكن نعيا عادياً.. ولكنه كان نعياً لم يذكر فيه اسم والده أو والدته أو أخواته البنين والبنات ولا حتى عماته أو أعمامه أو حتى خالاته أو أخواله.. وكأنه جاء من كوكب آخر غير كوكب أرضنا كما كان يجب أن يكتب دائماً عن الكواكب الأخرى والأطباق الطائرة على حد تعبير المؤلف. وقرر مؤلف الكتاب أن يذهب إلى قريته فى محافظة الدقهلية ومقابلة أقاربه حتى يمكن أن يكتب فى كتابه النعى الحقيقى. لعائلة الأستاذ أنيس.. الذى طالما أمتعنا بروائعه الساحرة من الكتب والروايات المتعددة والتى تعدت المائتى كتاب. ويقول الكابتن سيف إنه فى مساء الاثنين 24/10/2011 ذهب لتقديم واجب العزاء فى الفقيد الغالى وكان السرادق يضم كل مشاهير مصر.. ولكن ما لفت انتباهه أن يكون عزاء الأستاذ أنيس كما كان يحب فى حياته.. بنات جميلات صغار.. أحفاد فى عمر الزهور يرتدون ملابس مزركشة.. وبعضها الآخر على أحدث الموضات العالمية وكانت السيدات يدخن السجائر وكأنهن فى حفل سواريه.. وكان حقاً عزاءً سياحياً من الدرجة الأولى! ثم يروى الكابتن سيف أحد أبطال مصر فى رياضة تنس الطاولة «البنج بونج» قصته مع الأستاذ أنيس أنه عندما قرأ كتاب «200 يوم حول العالم» وكان عمره 11 عاماً قرر أن يكون مثل أنيس منصور.. وأن يسافر حول العالم وعمل فى التدريب الرياضى ليسافر مع الفرق الرياضية وزار القارات الثلاث «آسيا وأفريقيا وأوروبا» وأصدر أول كتاب فى حياته عن تدريب التنس للأطفال وباع هذا الكتاب أربع نسخ فقط قرر بعدها طبع الكتب وتوزيعها مجاناً وقرر مقابلة أنيس منصور لأول مرة فى حياته وقدم له 10 كتب من تأليفه فى لقاء غاب نصف قرن وأنه كان المثل الأعلى له.. ويقول إنه قال للأستاذ أنيس إنه قرر أن يدخل موسوعة جينيس للأرقام بأنه صاحب أقل الكتب مبيعاً فى العالم. (4 كتب فقط) وضحك الأستاذ أنيس من هذه المداعبة وقال له: «هل تعلم أن مبيعاتى فى هذا الشهر من أحد كتبى قد تعدت المليون نسخة» فضحكت. وقلت له على الفور: ما أنت أنيس منصور وإننى حاولت تقليدك بالسفر حول العالم وعندما فشلت فقد أرسلت بناتى المحترفات شيماء وراوية لتكملا مشوارى وهما الآن بالولايات المتحدةالأمريكية للدراسة والعمل معاً ومعهما طفلى الموهوب تحسين. ويقول المؤلف سيف إنه بعد هذه المقابلة مع الأستاذ أنيس منصور وتشجيعه الكبير له قرر عمل كتاب عن «الجبابرة» فى بداية عام 2005 وهم الذين كانوا يحكمون مصر من خلال الرئيس المخلوع وهم كمال الشاذلى ود. فتحى سرور، وصفوت الشريف، ويوسف والى، وأسامة الباز، وفاروق حسنى، وإبراهيم سعدة، وسمير رجب، وعندما استقبل محمد حسنين هيكل الكتاب (نسخته) تعجب قائلاً لأحد أقاربه اللواء عبد المنعم رحمى إن هذا الكاتب هو كاتب عالمى وليس شعبياً كما وقع على الكتاب.. لأنه جمع كل هؤلاء الجبابرة فى كتاب واحد. عموماً.. كانت هذه بداية رحلة الكابتن محمد سيف مع أنيس منصور.. ولكنه قام بعمل جليل وخطير بجمع كل ما كتب عن أنيس منصور بعد رحيله.. ويعتبر عملاً توثيقاً عن الأديب والمفكر الكبير.. ورغم أن المعد للكتاب قام بتصوير كل الأعمال ولكنه يقدم للقارئ أسراراً جديدةً عن طريق ما جمعه من مقالات وأحاديثه وأقوال خاصة بالأستاذ أنيس منصور. وكتب أتمنى أن يقوم بهذا العمل المهم إحدى دور النشر أو هيئة الكتاب أو مكتبة الأسرة لتوثيق هذا العمل الذى قال عن الأستاذ أنيس منصور إنه صاحب أعجب الرحلات فى التاريخ وصاحب أغرب نعى فى التاريخ والجغرافيا معاً.