ظل بدو سيناء لسنوات يعانون من الإهمال بسبب تجاهل النظام السابق لقضاياهم ومشاكلهم وهو ما انعكس سلباً على صورة البدوى فى السينما والتليفزيون حيث ظهر إما تاجر سلاح أو مهرب مخدرات مما فجر غضب أهالى سيناء الشرفاء الذين يتمنون إظهارهم بالصورة الحقيقية كمواطنين ضحوا بأرواحهم حتى تحقق نصر أكتوبر ومازالوا يحافظون على كل ذرة مال فى أرض الفيروز.. أكتوبر التقت نخبة من النقاد والسينمائيين لمناقشة هذه القضية الشائكة. يقول محمد أبو حامد بدوى ويعمل فى الأعمال الحرة إن الفن مرآة المجتمع والأفلام والمسلسلات تعبر عن وجهة نظر الكاتب والمخرج، لذا فإنه من المفترض أن الفن والدراما والسينما تعالج قضايا ومشاكل المجتمع وهذا بخلاف ما يحدث تماماً بل لابد من توظيف أدوارها لهذا الأمر. ويضيف محمد عبد الرؤوف محمد سالم من جنوبسيناء: أن الفن أظهر البدو بصورة غير لائقة مما جعل بعضهم يشعرون بأنهم يعيشون فى وطن آخر غريب عن وطننا الأم مصر ولا ندرى كيف نعالج هذه المشكلة أو فى الفيلم أو فى المسلسل نجد إظهار البعض من البدو بصورة جيدة والبعض الآخر بصورة رديئة ولكن الذى يعلق فى أذهان الناس هى الصورة الرديئة. ويوضح محمد سريع نائب رئيس المجلس المحلى بجنوبسيناء أن الفن كان يقدم خطة ممنهجة فى الفترة الماضية بتشويه البدو وأتمنى أن يقدم فى الفترة القادمة فنا راقيا يعبر عن المشاكل السيناوية وعن طبيعتهم. ويرى الناقد محمود قاسم أن الأفلام أظهرت أهالى سيناء على أنهم أشراف وكان ذلك فى فيلم إعدام ميت عندما قام الأب بقتل ابنه وقال له بيدى لا بيد أحد غيرى. وفيلم المصلحة فيلم بوليسى ليس له علاقة بالبدو وأى مكان يوجد به الجيد والردئ، والدراما مع سيناء كلها كانت جيدة ونحن دافعنا عن أرضنا ودمائنا فداء لها وعمّرنا المدن مثل شرم الشيخ، مشيراً إلى أن أهالى سيناء دائماً يظهرون بصورة إيجابية وليست سلبية. ويرى الناقد سامى حلمى أن كل مايقدم عن البدو كان فى إطار المخدرات وتجارة السلاح والجاسوسية مثل إعدام ميت ولم يتعرض أحد للجانب الاجتماعى فى سيناء أو مشاكلهم ويمكن معالجة هذا الأمر عن طريق كاتب جيد لقضاياهم يتعايش معهم أو لا ثم يعبر عنهم ولا يمكن أخذها كالقشور لأن مشاكلهم كبيرة وأشك أنه إذا تم عمل فيلم بهذه الطريقة أن يحقق جماهيرية لذلك لا يمكن أن نجد منتجاً يتعرض لهذا الموضوع إلا عن طريق الدولة من خلال السينما الروائية أو فيلم وثائقى ويذاع عن طريق القنوات الفضائية والتليفزيون المصرى ومن المكن أن يحقق صدى جيدا وأنا متأكد أنه لا يمكن لأى قطاع خاص أن يتعرض لهذا الجانب لأنه لن يحقق عائداً مالياً إطلاقاً. وتضيف الناقدة الدكتورة أميرة أبو الفتوح أنه لا يوجد شىء تم عمله لأهالينا فى سيناء والبدو خصوصاً فجميعنا مقصرون من ناحيتهم سواء فى الفن وغيره وما حدث فى الأفلام من إظهار صورة البدو بشكل غير لائق أعطى عند المشاهد أنه لابد أن يكونوا كذلك مما أخرجهم وشعروا بأنهم مواطنون درجة 10 فى بلادهم فكيف نطالبهم بالاهتمام ونحن نعاملهم بهذا الشكل ولابد أن ننظر لسيناء نظرة أخرى تماماً من حيث التنمية لأن معالجتها أمنياً فقط لا يكفى فأين الثقافة والفن ولابد أن يلعب دوراً إيجابياً كان من الممكن أن نأتى بعائلة رفضت بيع أراضيهم لاسرائيل أثناء الاحتلال الاسرائيلى وأن يحكى بطولات المشايخ والقبائل فمن الممكن الدخول لهم من الجانب العاطفى وأيضاً إظهار المشاكل الاجتماعية لهم والدولة تتبناها وهى من أهم أولوياتى بصفتى عضوة فى المجلس القومى لحقوق الإنسان. ويقول الناقد نادر عدلى إن عدد الأفلام التى تسلط الضوء على سيناء والبدو قليلة جداً وتكاد لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة وفى السنوات العشر الأخيرة كان هناك اهتمام واضح بشرم الشيخ وتعاملوا مع المدينة ونسوا البدو ولم يظهر شخصية السيناوى الحقيقى وهذا ما أعطى حساسية زائدة من تقديم الشخصية وهذا ما أعطى حساسية زائدة من تقديم الشخصية. وأضاف أن الظروف المالية فى الوقت الحالى سيئة جداً فى البلاد والفن لم يقدم أى شئ غير ما يرضى القنوات الفضائية الخليجية فهى التى تشترى وتبيع ولكن لا يوجد انتاج لقضايا مهمة طوال الوقت والقنوات الفضائية ستقول ماذا استفيد من فيلم عن أهالى سيناء وما دخلى بالمشاكل الاجتماعية لذا يمكن الاستفاضة من الافلام التسجيلية. وتؤكد الناقدة ماجدة موريس الناقدة أنه بشكل عام لم يكن أهل سيناء على بال الحكومات لسنين طويلة وهكذا كان حال الدراما فلم تعرض لهم إلا أفلام قليلة ولم نقدم مسلسلاً واحداً عن البدو ولكن يأتى ذكرهم فى سياق موضوع الجاسوسية كفيلم إعدام ميت لليلى علوى ومحمود عبد العزيز والذى كانت تدور أحداثه فى سيناء فالدراما فالدراما البدوية قليلة جداً وبالتالى الحكم عليها صعب جداً واتصور أن جزءًا كبيراً منها إيجابى لكن أصلاً عددها قليل وأضافت: يوجد ملاحظة أريد ذكرها أن هناك أغنية جديدة تذاع فى التليفزيون منذ فترة وهى أكثر الأنواع الفنية رقياً لأنها تعبر عن الشعب المصرى كله وهى أغنية «علشان لازم نكون مع بعض» ووضع منتجها كل أطياف الشعب المصرى بشكل جميل وراق جداً. وأشارت إلى أنه آن الأوان للتعامل مع البدو كمواطنين مثل المتواجدين فى أى مكان داخل مصر ويأخذون مساحة مناسبة من الاهتمام والرعاية لمجتمعهم بأسلوب فنى جميل لكى يزيد الارتباط بيننا وبينهم بصورة جيدة.