فى حى السيدة زينب وعلى مدار اسبوع كامل نظم بيت السنارى الاثرى التابع لمكتبة الاسكندرية احتفالية كبرى بمناسبة مرور 50 عاما على استقلال الجزائر شارك فيها نخبة من المثقفين المصريين والجزائريين؛ والعديد من الشخصيات الدبلوماسية بحضور نذير العرباوى سفير الجزائربالقاهرة تميزت الاحتفالية ببرنامج ثرى ومتنوع. كما اقيم معرضا للفنان الجزائرى عمر راسم الذى قاوم الاحتلال الفرنسى للجزائر بسلاح الفن . عندما زار مصر أثناء ثورة 1919، وقام بإحياء الفن العربى الجزائرى فى لوحاته وأعماله الفنية، واهتم بإحياء الخط العربى والثقافة العربية تأكيدًا على هوية الجزائر الثقافية «الثورة الجزائرية في الذاكرة المصرية» عنوان الكلمة التى القاها الناقد والشاعر شعبان يوسف بهذه المناسبة وتحدث فيها عن عمق العلاقات المصرية الجزائرية، التى تضرب بجذورها في اعماق التاريخ مؤكدا على أن القاهرة ساندت الجزائر في ثورتها بكل الوسائل حيث بدأت الصحف والمجلات والإعلام المصري في دعم الثورة الجزائرية مدللا على ذلك واشاد شعبان بالدور المهم لصحيفة «المساء» التى قامت بنشر كتاب على حلقات للكاتب الجزائرى الشهيد مولود فرعون ، مؤكدا على انه لم يحظى كاتب مصري أو عربي بنشر كتابه مسلسلاً هكذا سوى فرعون، كما اكد على الدور الكبير الذى لعبته اذاعة صوت العرب حيث كانت تقوم بإمداد كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بالمعلومات الكاملة والموثقة عن الاحداث فى الجزائر، وساعدها على ذلك الرابطة التى تشكلت بداخلها عام 1956 وكانت تسمى رابطة محبىالجزائر وكان يراسها الإعلامي أحمد سعيد ونوه شعبان لدور البرنامج الثقافي الذى قام بترجمة أعمال كبار الكتاب الجزائريين. ولم يفته ان يشيرإلى اسهامات الكتاب والشعراء المصريين وذكر كتاب الراحل رجاء النقاش عن أحمد بن بيللا، وديوان أحمد عبدالمعطى حجازى عن الثورة الجزائرية، كما استعرض ديوانا لعدد من الشعراء الذين استلهموا من نضال جميلة بوحريد فى أشعارهم ومنهم قصيدة «جميلة علم ونار» لصلاح عبدالصبور، وكتابات يوسف إدريس وأشعار صلاح جاهين وغيرهم كما أشاد بالدور المهم للسنيما المصرية وكيف تعاملت مع الرمز الثورى الجزائرى المهم المتمثل في جميلة بوحريد من خلال الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين، وكتب له السيناريو الكاتب الكبير يوسف السباعي، كذلك كتب عبدالرحمن الشرقاوي مسرحية «مأساة جميلة»، وأكد يوسف أن الجزائر ضمت أكثر من جميلة ناضلن من أجل تحرر وطنهن. وفى كلمته بهذه المناسبة استعرض الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج تاريخ نضال الأمير عبد القادر الجزائرى ومقاومته للاحتلال الفرنسي عبر 17 عاما خاض خلالها معارك ضد الاحتلال الفرنسي للدفاع عن الوطن حتى تم نفيه إلى دمشق وتوفى هناك .وأشار الاعرج الى أن هناك جوانب أخرى فى شخصية الامير غير محتفى بها منها أنه كان محاوراً جيداً وذكر مثال للمحاورة بين الأمير عبدالقادر وقس الكنيسة الجزائرية التي ذهبت إليه امرأة واستعطفته أن يتحدث إلى الأمير عبدالقادر من اجل إطلاق سراح زوجها من السجن، فقد كان زوجها أسيراً لدى الأمير، وأرسل بالفعل القس رسالة إلى الأمير عبدالقادر يطلب منه فيها الإفراج عن هذا السجين زوج المرأة، فاستجاب الأمير لطلبه وأزاد عليه بأن أفرج عن باقي السجناء وكان عددهم 99، .واستعرض الاعرج علاقة الأمير عبدالقادر بالصوفية، مؤكداً انه أوصى أن يدفن بجانب شيخه الأكبر كما كان يطلق عليه ويقصد «ابن عربي»، كما أنه كلف لجنة بجمع نسخ كتاب «الفتوحات المكية» لابن عربي من أجل إكمال النواقص في كل نسخة ونشر نسخة كاملة وهي المتداولة الآن. وأكد الأعرج أنه رغم احترامه لشخصية المناضل عمر المختار إلا أنه يبقى محدوداً من الناحية التاريخية في الزمان والمكان، على عكس الأمير عبدالقادر الذي استطاع المقاومة لمدة 17 عاماً متصلة، ليصبح شخصية أسطورية. اشار الاعرج لثورات الربيع العربى مؤكدا على شرعيتها ومبرراتها في ظل وجود انظمة فاسدة وديكتاتورية اعرب الاعرج عن سعادته بالاحتفال بذكرى الثورة الجزائرية فى مصر لانه أمر يشد من أواصر الأخوة بين البلدين، واكد على دور الثقافة ويراها دائما العامل الحاسم فى غياب السياسة القومية، حيث انها دائما ما تجمع المصير المشترك واشاد بدور مصر الثقافى ، قائلا إن مصر كان لها الدور الأكبر فى الحفاظ على الهوية العربية الجزائرية، وأنه لولا مثقف مصر وعلماؤها الذين تعلمنا على أيديهم لكانت أجيال بأكملها ستصبح أجيالا فرانكفونية.