احتفلت الهيئة المصرية العامة للكتاب بحفل توقيع أول إصداراتها لسلسلة (إبداع عربى) الرواية (رماد مريم.. فصول من السيرة الروائية) لواسينى الأعرج الكاتب والروائى الجزائرى العالمى الذى يكتب باللغتين العربية والفرنسية وتترجم أعماله لأكثر من عشر لغات والحاصل على عدة جوائز كبرى منها جائزة الشيخ زايد للأدب؛ ويعتبر رماد مريم أول أعماله التى يتم نشرها فى مصر. بدأ الأعرج كلمته متحدثا عن طفولته ووالدته التى كانت تعمل بالحقل وتحصد القمح وتربى الدجاج لتربية أولادها وهى أرملة شهيد وجدته التى ربته وكانت علاقتها باللغة العربية مرتبطة بأجدادها الأندلسيين فكانت تنصحه بتعلم القرآن واللغة العربية ليتعرف على تاريخ أجداده وعن ولعه بأول كتاب يقرأه فيقول أول كتاب قرأته قمت بسرقته من الكتاب فى أولى مراحل التعليم، معتقدا أنه المصحف والذى أحببته كثيرا، ولكن بعد سنوات أدركت أنه ليس إلا كتاب ألف ليلة وليلة بدون غلاف!. ويستكمل فيخبرنا عن ملكة الحكى التى تميز بها صغيرا فكان يحكى لزملائه قصصا من خياله وعندما ينتهى يسرع فى تدوينها. وعن الكتاب تحدث واسينى الأعرج خلال حفل التوقيع عن علاقة الأدب الروائى بالتاريخ الذى يراه غير مطلق أو مسلم به، وكما يقول لا يكتب التاريخ إلا المنتصرون، لذلك دائما ما نرى تاريخنا مثاليا لا تشوبه أخطاء رغم ثبوت تزوير الكثير منه ومثل على ذلك بقصة أحد القادة العسكريين فى الجزائر، حيث يحكى أنه آثر نفسه على جنوده وأمرهم بالتراجع أمام العدو ليموت هو ومع البحث عن الحقيقة يتضح أنه قتل على يد زملائه بعد ريبتهم منه وتداركهم أنه صار خطرا على الثورة، كذلك قصه لورانس العرب التى نعتقد فيها أنه كان بطلا إلا أن الوثائق تؤكد أنه كان مخبرا انجليزيا، حيث كان يؤدى دورا محددا له رغم مزاعم مساعدته للعرب، لذلك لا يجب اعتبار التاريخ كمعطيات، كما يرى أنه من الأفضل تناولها بشكل أدبى نقدى غير موضوعى، حيث يتعامل معها الكاتب وفق رؤية خاصة بعد أن عزف الناس عن قراءة التاريخ وفشلت محاولات بعض الأدباء فى إدماج التاريخ بالروايات العاطفية التى انتهت بتفوق العاطفة على التاريخ من حيث التأثير والتلقى. أما د. مدحت الجيار الكاتب والناقد فيقول عن واسينى الأعرج إنه ليس مجرد كاتب روائى فقط.. بل عالم وباحث وناقد فكيف بكل ذلك مجتمعين؟ فهو يقوم بدور روائى عربى مهم من منظور علمى وسياسى فهو يكتب برؤية ناقدة فهو يجسد فى قصصه فرصة لإعادة تشكيل التاريخ ورغم الانتقادات التى توجه للكتاب بلغات أخرى من العرب إلا أن واسينى الأعرج نموذج يعبر عن الوطن العربى وتاريخه بلغات مختلفة فى تجربة رائده فتحت آمالا واسعة للكتابة الجزائرية والعربية فهى شهادات تسجيل من السير الذاتية دون إهمال الكتاب الآخرين. كما ناقش مدحت صفوت مدير تحرير سلسلة (إبداع عربى) ارتباط روايات الأعرج دائما بالقانون وفكرة القانون بكل أشكاله ومشتقاته كرؤية الأفراد المقموعين للقانون نظرة خيالية ورؤية السلطة له حيث يرونه السيد والمسيطر أو السيف ويقول صفوت إن القانون حاضر دائما فى العشرين رواية، كذلك القانون للسخرية والقانون للعمل والقانون للرداءة والقانون للرشوة وهى استعارة مقلوبة وكأن الرشوة قانون.