لقد أفزعنى كما أفزع الكثير من الأمهات ما حدث من غرق بعض شبابنا قرب الشواطئ الليبية وهم يحاولون البحث عن لقمة العيش خارج القطر المصرى عبر شواطئ تعتبر مقابر جماعية للهجرة غير الشرعية، فلماذا ظهرت هذه السفن الآن؟! ومن وراءها؟! فهل يعقل أن تنقل مركب حمولته 15 فرداً فتحمل 40 شابا من ميناء رشيد تحت سمع وبصر خفر السواحل ضمن قافلة تضم مركبين آخرين متجهين إلى أوروبا بقصد الهجرة غير الشرعية من خلال مافيا الاتجار بالعمال يطلق عليهم مهربو العمال، ولذلك وجب أن ندق ناقوس الخطر، فالقضية الأساسية التى يجب أن نجد لها حلا جذريا هى قضية البطالة والتى زادت بعد الثورة لأسباب كثيرة أهمها أعمال البلطجة فى قطع الطرق على البضائع وإغلاق المصانع والتى يقوم بها «نخانيخ» النظام السابق. بالإضافة إلى زيادة الاحتجاجات والاعتصامات الفئوية، ولكننى أطالب كل مصرى ومصرية على أرض هذا الوطن أن يحكموا العقل والضمير وأن يفكروا ويتأملوا ماذا حدث بعد ثورة 25 يناير وسقوط النظام السابق؟ وماذا حدث فى الشارع المصرى الذى شاهده العالم كله؟. لقد ظهر شباب مصر فى أروع مثال للتحضر والرقى وهم يقومون بتنظيف الشوارع والميادين فى جميع أنحاء الجمهورية وتجميع المخلفات على حسابهم الشخصى ومن خلال الجمعيات الأهلية، لأنهم شعروا بأن مصر بلدهم ملكهم ولم تعد ملك فئة معينة كانت قد تقلدت مقاليد الأمور وأصبحت هى الحاكمة والمهيمنة، وشهد العالم كله بعظمة الشعب المصرى، ولكن هذا لم يعجب رجال النظام السابق و«نخانيخهم» وبدأت أعمال البلطجة لصالح فئة وليست لصالح مصر، حتى نبكى على الذى فات ونتغنى بالأمان المزيف والاستثمارات التى كانت تدر المليارات على جيوبهم والملاليم للشعب المصرى.. فلنهدأ جميعاً ونصبر حتى تتحقق أهداف الثورة ونترك مساحة من الوقت والجهد للقيادة التى اخترناها للنهوض بأوضاع البلاد على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ونطالب المسئولين عن قطاع العمل بدراسة سريعة وتنظيم لأوضاع سوق العمل ورفع كفاءتها التشغيلية وقدرتها الاستيعابية عبر تعاون ثلاثى متكامل بين الشركاء الاجتماعيين مستندين إلى الحوار المجتمعى المؤسسى والممنهج عبر القيادات والطرق القانونية وليس بالاحتجاجات والاعتصامات تبنى البلاد ويزيد الإنتاح بل بالعمل وبناء مستقبل الوطن بمشاركة مجتمعية لوضع مبادئ للتنمية المؤسسية وإنشاء وكالة للتشغيل وتطوير وإنشاء تدابير سوق العمل مع التركيز على القدرة التنافسية للعمالة الشابة لنقضى تماما على الهجرة غير الشرعية وسفن الموت التى تعتبر «موت وخراب ديار». ونسأل الله أن يوفق مصرنا الحبيبة وقيادتها لتحقيق مستقبل مشرق للأجيال القادمة.