كتبت أميرة سعيد ... عند تصفحى لكتاب الحياة وقراءتى له بكل تمعن وانتباه، وجدت أمورا كثيرة تثير التعجب والسؤال لأمر الإنسان فى هذا الكون الإلهى، فرأيت من يسفك دم أخيه ومن يهن أمه وأبيه، وهناك من يسرق ويكذب ويترك الصلاة ويغش ويدبر لجاره المكايد ويقطع صلة الرحم ويأكل على الأجير حقه وغيرها من المعاصى....... فعجبا لأمر الإنسان ألا يدرك قول الله عزوجل: «اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم» فكثيرا منا يرون أن يوم القيامة بعيد، ألا يدركوا قول الله عزوجل: «اقتربت الساعة وأنشق القمر» ألا يعلموا أن الله يراهم، ألا يعلموا مدى هول وفزع يوم الصاعقة يوم يحشر الناس فى أرض مستوية لا ترى فيها عوجا، وقد ازدحمت عليهم الشدائد والأهوال وحلت فيهم الكربات والهموم، فأحاطت بهم النار، ودنت الشمس منهم وأحاطتهم الهموم والغموم. وكما يتبين مدى هول وفزع يوم القيامة فى قول رسول الله: «تدنو الشمس من أرض يوم القيامة فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه عقبه ومنهم من يبلغ نصف ساقه ومنهم من يبلغ ركبته ومنهم من يبلغ فخذه ومنهم من يبلغ خاصرته ومنهم من يبلغ فاه وأشار بيده فألجمها فاه ومنهم من يغطيه العرق وضرب بيده على رأسه هكذا» فإن هذه الأحاديث توضح لنا أن مهما كانت هموم الدنيا ثقيلة علينا فلابد من الصبر وتقوى الله ويتضح لنا ذلك فى قول الله عزوجل: فمهما كانت هموم الدنيا ثقيلة فإن هم الأخرة أثقل إلا لمن خشى الله وأمنه الله وسلمه. واعلم أيها الإنسان المسكين أن كل ما فى الدنيا من لهو ولعب وشهوات تتنافس عليك فى جذبك إليها وبعدك عن ذكر الرحمن الرحيم الغفور الذى بيده أن يغفر لك أى ذنب بشرط عدم الرجوع إلى الذنوب مرة اخرى، فاجتهد أيها المسكين وما أجمل الاجتهاد فى مثل هذه الايام التى جعلها الله سبحانه وتعالى لك، فهذه الايام هى هدية من الرحمن اليك يامسكين لكى تتوب وتستغفر عن كل ما تفعله من ذنوب ومعاصى فهو الرحمن الرحيم الغفور الشكور .