تؤكد كل الشواهد والأدلة أن حركة حماس وفلسطينىغزة لن ولم يفعلوها وأن ما حدث فى منطقة رفح الحدودية هو سيناريو متكرر بأشكال مختلفة لمعاقبة وحصار الشعب الفلسطينى وخدمة لأطماع إسرائيل التى تحاول العودة لسيناء بعد الخروج منها.. وهذا ما أكده نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق الذى شدد على التعاون الكامل مع مصر والراوبط الأخوية بين الشعبين المصرى والفلسطينى.استبعد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس تورط أى فلسطينى فى هذه العملية، وأشار إلى أن من قام بعملية رفح الإرهابية مجموعة مخترقة لصالح إسرائيل، وقال لا يعقل لأى مجموعة مهما بلغت من الجرأة أن تسمى نفسها جهادية أو سلفية القيام بهذه العملية. وربط مسألة الاختراق الإسرائيلى ما بين المجموعات الإسرائيلية التى دخلت طابا لمطاردة عناصر وصفتها بالإرهابية وقصف الطيران الإسرائيلى موقعا مصريا راح ضحيته ستة من الجنود المصريين. يذكر أن هذا الحادث وقع أثناء الثورة.. ومنذ هذا التاريخ لم يجد السفير الإسرائيلى مكانا يسكن فيه بعد محاصرته ورفع العلم المصرى على السفارة وهدم السور الأسمنتى الذى شيدته محافظة الجيزة لحماية البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية. واليوم نرى أن أحداث رفح متشابهة فى العدد الذى قاد عملية الهجوم والدخول إلى الجانب الإسرائيلى بدلا من الموقع المصرى، ثم قيام الطيران الإسرائيلى بتصفية المجموعة التى قامت بالهجوم ولم تترك أثرا لأحد منهم، وهى جثث محروقة وحتى لا تنكشف هويتهم، وكذلك السيارة التى كانوا يستخدمونها- ذات الدفع الرباعى- ثم استهدافها بالطيران لطمس البصمات التى يستدل من خلالها على مرتكبى الحادث. وأوضح أبو مرزوق أن الحادث جريمة بكل معانى الكلمة وما أصاب مصر يصيب الشعب الفلسطينى وخاصة قطاع غزة الذى تحول إلى سرادق عزاء إضافة للثمن الذى دفعوه مقدما على جريمة لم يرتكبوها.. بإغلاق معبر رفح، وإغلاق الأنفاق وهدمها. ونفى مسئول حماس إطلاق قذاف هاون أو مدفعية من داخل القطاع، مؤكدا أن قبضة حماس على غزة لن ترتخى ولن يخرج من تحت سيطرتها أى عنصر هارب من هنا أو هناك. وقال إنه بمجرد وقوع الحادث تم إغلاق قطاع غزة وانتشر الأمن على الحدود بالكامل.. وأضاف من الصعب إلقاء الاتهامات جزافا لشيطنة العلاقات بين الشعبين المصرى والفلسطينى والانتهاء إلى فتنة تؤدى إلى جروح عميقة أو محاولات لتحجيم دور مصر ودعمها للقضية الفلسطينية. وقال إن أى فلسطينى يرغب فى الجهاد أمامه قضية تحرير أرض فلسطين والدفاع عن حقوقه المشروعة وليس من خلال قتل عناصر من الجيش المصرى. وشدد لن نقبل بأى وطن بديل عن أرض فلسطين.. وذكر بما حدث أثناء حرب إسرائيل على غزة فى عام 2008، حيث كانت سيناء ورفح والعريش والشيخ زويد وبئر العبد مناطق مفتوحة أمام الشعب الفلسطينى لقضاء حاجته والعودة إلى غزة، وقال لم يخرج فلسطينى واحد من القطاع كى يقيم فى سيناء. وأشاد أبو مرزوق بعمق العلاقات مع مصر، وقال إن اتصالاتنا مستمرة مع المخابرات العامة التى تمتلك القدرة على حل المشاكل وتحمل المسئولية الوطنية باقتدار. وأشار إلى أن التغيير الذى حصل فى مصر أحدث توازنا فى العلاقة وأن النظام الحالى يقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية. هذه المؤشرات التى لفت إليها المسئول الفلسطينى الانتباه تطرح عددا من التساؤلات فى مقدمتها من المستفيد من إغلاق معبر رفح وتدمير الأنفاق؟. إن الرد على هذه التساؤلات كان واضحا فى شباب مصر الذين نشروا على كل المواقع أن إسرائيل لعبتها ومصر بلعتها، وفلسطين لبستها.. هذه المفردات البسيطة تؤكد أن الأفلام الإسرائيلية وسيناريوهات التدخل المباشر أصبحت مفهومة.. لأن ما بعد الحادث الإرهابى هو دعم مصر لمكافحة الإرهاب وتعاون مصرى أمريكى إسرائيلى نخشى أن تكون سيناء مسرحا لهذه العمليات وأن يحرم منها الشعب المصرى منذ الاحتلال وحتى بعد التحرير، إن سيناء تحتاج اليوم أكثر مما يقال عن التعاون الأمنى إلى توطين ثلاثة ملايين مواطن مصرى لتحويلها إلى أرض منتجة بدلا من زرعها بالسلاح أو التدخلات الخارجية مع توفير الحماية الأمنية المناسبة لحجم وطبيعة التحديات التى تحاصر مصر نتيجة لاستمرار الصراع العربى الإسرائيلى وبقاء أزمة الشعب الفلسطينى فى موقعها وإدارتها عبر بيانات وخطب أمريكية وإسرائيلية.