نظرة متأنية وعميقة على البيان الصادر عن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بعد لقائهم بالدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والهجمة الشرسة التى أطلقتها النقابات المستقلة نتيجة لعدم دعوتهم لحضور اللقاء. نجد أن البيان أجاب عن سؤال نسأله لأنفسنا مرارا وتكرار مَنْ وراء الاعتصامات والإضرابات فى كل ربوع المحروسة؟ فقد وصف البيان ما يحدث بأنه بلاء أبتليت به مصر فى الفترة الأخيرة على يد مجموعة من البشر نصّبوا أنفسهم حراسا على مصالح عمال مصر سلاحهم الصوت العالى، لذلك أطلقوا الاتهامات الكاذبة القاسية دون دليل. وطرحوا أنفسهم بديلا عن التنظيم النقابى الشرعى الممتد فى عمق التاريخ المصرى لأكثر من 110 سنوات واسموا أنفسهم النقابات المستقلة، وتناسوا كافح ونضال النقابيين ضد الاحتلال والظلم والفساد وسيطرة رأس المال، هذا إلى جانب مواقف الاتحاد الرافضة للتطبيع مع العدو الإسرائيلى، لكن هذه الكيانات التى ظهرت تواصلت جميعا دون استثناء مع المنظمات الدولية «الحاضنة» الهستدروت «اتحاد عمال إسرائيل» لذلك تعمدوا نشر الفوضى فى علاقات العمل فأضروا بالاقتصاد الوطنى ضررا بليغا خلطوا بين التظاهر السلمى الذى ينظمه الدستور والإضراب المهنى الذى ينص عليه «قانون العمل» والمواثيق والمعاهدات الدولية للحقوق. ويتساءل أيضا البيان عن حقيقة صفتهم هل هى شرعية أم ماذا؟.. ويجيب أيضا البيان بأن هذه النقابات اعتمدت على تصريحات د. أحمد البرعى وزير القوى العاملة الأسبق والذى استند فى تصريحاته على الاتفاقية رقم 78 لعام 1948 «بجواز» وليس «وجوب» إنشاء نقابات مستقلة بجانب النقابات القائمة بالمخالفة لقانون النقابات رقم 35 لسنة 1976 وتعديلاته، لأن الاتفاقية التى استند عليها الوزير بأن المادة (8) من الاتفاقية تقول بأن يحترم العمال وأصحاب الأعمال ومنظمات كل منهم قانون البلد فى ممارساتهم لحقوقهم المنصوص عليها فى الاتفاقية ولا يوجد فى مصر سوى قانون النقابات رقم 35 لسنة 76 وتعديلاته. هذا من جانب أما من جانب آخر فالاتفاقية 35 لسنة 1971 أيضا تضع قيوداً على قيام أية نقابة طبقا لقانون البلد. لكن السؤال الذى كان يجيب عنه اتحاد العمال وأن يطرحه بكل قوة وشجاعة لماذا ظهرت هذه النقابات؟ ومن السبب وراء ظهورها حتى يتلافى الأخطاء؟. وحتى لا أسبب للقيادات حرجاً فإننى سأجيب عن هذه الأسئلة، ظهرت هذه النقابات عندما تراخت القيادات النقابية فى اتحاد العمال وقياداته السابقة عن دورهم المهم والحيوى فى الدفاع عن حقوق العمال، لذلك ظهرت هذه الكيانات نتيجة أزمة الثقة بين العمال وقياداتهم النقابية وعدم مبالاة النقابيين بمشاكل العمال. فلنبدأ بداية جديدة ونعتبر لقاء د. محمد مرسى رئيس الجمهورية بالاتحاد وقياداته هى نقطة البداية لعهد جديد من تنظيم نقابى قوى شامخ يضع الحلول الجذرية للمشاكل وليس بالمسكنات.