على طريقة أفلام السينما.. تكتب إحدى القنوات الفضائية على الشريط أثناء عرض بعض المسلسلات تحذيرات للصغار والنساء من مشاهدتها بسبب ما تحفل به من ألفاظ بذيئة وإيحاءات صريحة لا تتناسب مع دخول الفضائيات كل البيوت، فضلا عن حرمة شهر رمضان الكريم... فهل ستصبح مسلسلات رمضان للكبار فقط؟!. هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق: فى البداية يرى الناقد محمد الشافعى أن هناك أمرين إما أن هذه الأعمال سواء البرامج أو الدراما تنقل عن الشارع وهذه كارثة كبيرة جداً لأن المفروض أن الفن بشكل عام يرتقى بمستوى الذوق العام للمشاهد فعندما تزايد هذه الأعمال على الشارع و تستخدم ما يقال فيه فهذا يحتاج إلى وقفة. والأمر الآخر أنهم بذلك يريدون استفزازالتيار الإسلامى السياسى الحاكم اليوم للبلاد فهذه كارثة أخرى لأن استفزاز هذا التيار يتم بالمواجهة السياسية أو العقل وتنفيذ الطموحات السياسية والدينية غير ذلك. فالدراما «تبطح» نفسها فهذه الألفاظ تقال فى المناطق الشعبية فالأعمال الدرامية إذا كانت تفعل ذلك فهى لكى «تطيح» التيار. وأضاف أن الأمرين شىء سيىء للغاية فبشكل عام إذا كنا نطالب بانعدام الرقابة وأن يكون المبدع هو الرقيب على نفسه ففى هذه الأحوال لا نطالب بالرقابة على الأفكار ولكن بالرقابة على الذوق العام وهذه المسألة مهمة جداً وأشار إلى أنه من المفروض أن المبدع بشكل عام يرتفع لمستوى المبدع فهو عنده رسالة للرقى والإرتقاء بالذوق العام للوطن والمواطن وذلك إذا كان مدركاً للرسالة التى يعبر عنها. وتقول الدكتورة أميرة أبو الفتوح «الناقدة» أن الإنسان فى هذا العام عازف عن مشاهدة المسلسلات وهذا شىء عمره ماكان يحدث ولم نكن نشاهد هذا الفسق فى هذا الشهر الكريم، وأضافت أن المشاهد الساخنة والألفاظ الخارجة مقصودة بسبب صعود التيار الإسلامى وأن تصنع هذه الألفاظ نوع من الاستشارة والاستفزاز حتى إذا قام أحد واعترض يحدث نوع من الهياج ضد الإسلاميين ويقال إنهم ضد حرية الابداع وحرية الفن ولكن حرية الإبداع والفن منهم براء فما يقدم ويعرض الآن ليس فناً ولكن نوع من «القذارة» فهذه الألفاظ عمرها ما كتبت فى الديلوج فنحن كتاب دراما منذ 30 عاماً وأيضاً شرب الخمر والزنا. ويرى الناقد نادر عدلى أن هناك مسلسلات لغة الحوار فيها متدنية للغاية وأن المشاهد يكون عنده مقدرة من الحكم على قيمة المسلسل من أسلوب الحوار الذى يدار فيه فيقدر أن يفرق بين ما إذا كان هذا العمل فنياً بجد ويوصل رسالة للجمهور أم أن الموضوع استهلاكى ويقدم بشكل فيه خفة وسخف للمشاهد فإذا كنا نقول إنه لابد من أن يكون كاتب السيناريو والحوار موهوباً فليس من الممكن أن نصنع سيناريو متقن به إشارة يجذب الجمهور ولغة الحوار للأشخاص المتحدثين متدنية أيا كان مستواها فالفن ينتقل بذوق المشاهد وعدم تقديم تعبيرات «مسفهة». وأضاف أنه استخفاف من الكاتب نفسه وهو يعتبر أنه بهذه الطريقة يكون قريباً من الشارع وصعود التيار الاسلامى ليس له علاقة بما يحدث لأن معظم هذه المسلسلات كتبت قبل حكم الإخوان وأيا كان النظام السياسى موجودا فى البلاد فهو ليس له أى علاقة بلغة الحوار المتدنية فالكاتب هو من يستخف بالمشاهد. ويقول الناقد محمود قاسم أننا فوجئنا بأن هذه الألفاظ تدخل بيوتنا ونحن ضد ذلك فمسلسل الإخوة الأعداء والكلام الذى يدار بين الأب وأبنائه والابن الذى يرفع المسدس فى وجه أبيه ويقول له «أنا أصيع من اللى خلفوك» فهذه الألفاظ تقال فى الشوارع فى الأماكن الضيقة وليس بشكل عام. وأضاف أن الألفاظ الخارجة فى السينما أو الدراما تكتب فتحدث نوع من الصدمة عند الناس ثم بعد ذلك يتقبلوها ثم تتداول وحدث ذلك أول مرة عندما قام يحيى شاهين فى فيلم قصر الشوق وقد سب ابنه. ثم بعد ذلك يعتقد المشاهد أنها كلمة عادية تقال وسط الأسرة. وأشار إلى أن مايحدث فى الدراما الآن ليس له علاقة بصعود التيار الإسلامى فلا نحمل الأمور فوق طاقتها فهذه الأشياء وليدة قبل ذلك وقال إن التيار الإسلامى ذاته يدور بعض الألفاظ على شبكة الانترنت لا يرددها من ليس عنده نوع من الأدب والذوق وهم ليسوا عندهم أدب الحوار. وأن الدراما منذ زمن بعيد وهى محترمة ولكن أين دور الرقابة على هذه الألفاظ؟!