عندما قرر فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع الهجوم على الصحفيين لأول مرة فى حياته.. مدحهم من حيث لا يدرى.. فقد وصف الصحفيين، وأنا منهم طبعاً، بأنهم «سحرة فرعون»..! وهو بصراحة شرف أدعيه وتهمة لا أنكرها.. فطالما دعوت الله عز وجل فى علنى وفى سرى بأن يجعلنى من سحرة فرعون وأن يحشرنى فى زمرة سحرة فروعون يوم القيامة.. وأقسم بالله العظيم أننى كلما قرأت الآيات الكريمة التى تصور سحرة فرعون وهم يعلنون بكل شجاعة وثقة، أمام الفرعون وملئه، إيمانهم بالله عز وجل لرب هارون وموسى.. رغم تهديدات فرعون التى تقشعر لها الأبدان، أبكى على هؤلاء الشهداء الذين لم يغرهم ذهب فرعون ولم يخيفهم سيفه.. فقد قالوا فى وجهه مالا يستطيع أحد منا أن يقوله لا فى وجه رئيس جمهورية أو حتى محافظ، بل أمام أى مخبر ببالطو أصفر وجورنال مخروم.. لقد قالوا له بعد أن هددهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم على جذوع النخل لتأكلهم الطيور الجارحة: چ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) چ (سورة طه 71، 72). رحمة الله تعالى وبركاته على شهدائنا سحرة فرعون، وليتنى كنت منهم فأفوز فوزاً عظيماً.. ويا فضيلة المرشد: ادع ربك ليل نهار علك تبلغ ونبلغ معاً منزلة سحرة فرعون..اللهم آمين..