بفلم د. محمد زارع [email protected] .. يا أبطال حزب الله .. يا صناع العزة والمجد ..يا شرف الأمة .. يا من تكتبون أنصع صفحات التاريخ بدمائكم النفيسة .. يا إخوان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذين أخبر عنكم صحابته عليهم رضوان الله .. وقال لهم إن الواحد منكم بخمسين من الصحابة .. فلما تعجبوا فسر لهم ذلك بأن الواحد من الصحابة يجد من يعينه على الخير والجهاد .. ولكنهم لا يجدون إلا العداء في كل مكان والحصار والمطاردة من القريب والبعيد .. صدقت يا رسول الله .. هاهم إخوانك يجتمع العالم كله عليهم بجيوشه وعتاده وأسلحته الفتاكة .. لكنهم لم يستطيعوا أن يهزموا إرادتهم .. لقد سحقوا غرورهم .. ومرغوا أنوفهم في التراب .. وأرغموهم على الانسحاب صاغرين .. مقهورين
.. يا مهجة القلب .. يا هامتنا المرفوعة .. يا أنشودة فخرنا وسؤددنا ..
.. لم يستطع الجبناء إلا أن يقذفوا أطفالكم ونساءكم وشيوخكم بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم العنقودية .. لكنهم حين واجهوكم أذقتموهم المر والعلقم .. ففر من نجا منهم .. لا يلوي على شيء .. بعد ما ضربتم رقابهم وأثخنتموهم ووقعوا في أسركم .. ولن يستطيعوا –رغم ضخامة ترسانتهم – أن يسيطروا على شبر واحد من أرضكم
.. لقد وحدتم الأمة كلها وأصبحتم النموذج .. واشتعلت روح المقاومة في قلب كل مسلم وعربي ومستضعف على وجه الأرض .. وقريبا سيندحر الغزاة .. ويجرون أذيال الخزي والعار .. وسيسلم العالم كله من شرورهم على أيديكم أنتم .. وستعترف بفضلكم كل شعوب الدنيا .. حتى الشعوب الأوروبية والأمريكية .. لأنكم خلصتموهم من هؤلاء المجرمين .. فلا تكترثوا بحماقاتهم .. ولا سخافات أولياءهم .. وامضوا في طريقكم .. لا تلتفتوا إلى ناعق هنا أو هناك .. فلن ينالوا من إيمانكم أو عزيمتكم .
(لن يضروكم إلا أذى .. وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار .. ثم لا ينصرون * ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس .. وباءوا بغضب من الله ..وضربت عليهم المسكنة .. ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله .. ويفتلون الأنبياء بغير حق .. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * ) 111-112 سورة آل عمران .
(لتبلون في أموالكم وأنفسكم .. ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا .. وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور *) 186 سورة آل عمران .
وكأن هذه الآيات تتنزل الآن من فوق سبع سماوات غضة طرية ..لتطمئن المجاهدين ..وتشفي صدورهم ..وتذهب غيظ قلوبهم ..وتثبتهم على الحق ..وتثبت الحق بهم ..وترسخ أقدامهم على الطريق المستقيم .. طريق الجهاد ومقاومة كل أشكال الفساد وألوانه .. مهما تدرع هذا الفساد بمختلف أنواع القوة .. وتسلح بصنوف شتى من أدوات القمع والبطش والدمار والزيف والضلال .. مهما تفنن هذا الفساد في جلب المنافقين والمدعين والدخلاء والمغرضين والمثبطين والمرجفين والمعطلين والمتفيقهين والمذبذبين والمارقين والعابثين والساخرين والمبطلين ..إلخ ..إلخ مهما توعد هذا الفساد وهدد وأرعد وأزبد وصال وجال .. .. ( لن يضروكم إلا أذى ) .. وحتى هذا الأذى لن يتم إلا بقدر الله .. ولن يقع إلا بعلمه ووفق إرادته.. حتى يميز الله الخبيث من الطيب ..ويعلم المجاهدين منكم والصابرين .. ويعلم الذين آمنوا ويعلم المنافقين (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم .. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * ) 1-3 سورة العنكبوت
إذا لابد من الفتنة ..ولابد من الأذى .. والأذى الذي لا يصيب الإيمان ولا يهز الثقة واليقين بالله ليس بالضرر الفادح أو الخسارة الكبيرة .. السجن والتعذيب والمطاردة والنفي والاغتيال وتهديم البيوت والحصار ..كل هذه الأشكال وغيرها من ممارسات الباطل ضد أنصار الحق .. تدخل في نطاق الأذى الذي هون الله من شأنه .. وقلل من قيمته طالما لم يقدح في ثبات النفس المؤمنة وعزيمتها ويقينها ..الحياة كلها تهون بكل ما فيها من زخارف ومطامع ومفاتن ومحاسن وشهوات ونزوات وأمنيات وطموحات .. ولكن الذي لا يهون أبدا هو التمسك بالحق ..والتشبث بنصرته .. والإصرار على درب الجهاد ومعية المجاهدين .. ولتكن الحياة لحظة واحدة على هذا الطريق القويم خير من عمر طويل في دهاليز التيه والضلال والتشرذم .. ولنفطن إلى هذه الحقيقة الإيمانية الكبرى التي فطن إليها السحرة الذين آمنوا بنبي الله موسى عليه السلام .. وأعلنوا ذلك فورا .. وجهروا به أمام طاغية الطغاة فرعون الذي كان يدعي الألوهية _ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. وعلى كل من تفرعن وحذا حذوه ..- لم يتراجعوا أو يترددوا أو يتقاعسوا أو يسوفوا أو يؤولوا أو يتفننوا في أسلوب دبلوماسي بغية الحفاظ على حياتهم .. ولم يعطوا لأنفسهم رخصة أو فرصة لمجرد التفكير في مصيرهم ..أو حتى مصير الدعوة من بعدهم ..خاصة وأن فرعون قد هددهم بالاستئصال والتعذيب الوحشي والصلب في جذوع النخل والتنكيل بهم أبشع تنكيل ( فألقي السحرة سجدا .. قالوا آمنا برب هارون وموسى * قال آمنتم له قبل أن آذن لكم ..إنه لكبيركم الذي علمكم السحر .. فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف .. ولأصلبنكم في جذوع النخل .. ولتعلمن أينا أشد وأبقى * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا .. فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر .. والله خير وأبقى * إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم .. لا يموت فيها ولا يحيى * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأوليئك لهم الدرجات العلى ) 70-75 سورة طه .. هكذا أدرك السحرة جوهر الحقيقة حين خالط الإيمان بشاشة قلوبهم .. وجلى الغشاوة عن عيونهم .. فأبصروا نور الله الساطع .. وتشوقوا إلى لقائه .. لم يأبهوا بوعيد الطاغية .. بل هونوا من إيذائه وبطشه ..لأنه لا يستطيع أن ينال من إيمانهم شيئا ..( فاقض ما أنت قاض .. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )
ليتنا نقذف بهذه الآية في وجه كل فرعون وظالم .. حتى لاينتفش وينتفخ .. ويظن أنه يملك ويحكم ..ويأمر وينهي .. وهو في الحقيقة لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا .. ولا يملك أن يخرج فضلاته إذا احتبست فيه .. ولا أن يمسكها إذا فلتت رغما عنه .. وهو من باب أولى لا يملك لغيره شيئا .. وما هذه الممارسات ومظاهر القوة التي بحوزتهم إلا فتن وابتلاءات يجريها الله على أيديهم ليمحصنا ويهذبنا وينقي صفوفنا من الخبث والشوائب .. ويخلصنا من الهوان والوهن ..ويزكينا .. ويجعل سعينا وكدحنا وغدونا ورواحنا خالصا لوجهه الكريم ..لا نشرك به شيئا ولا نخشى سواه .. ولا نبتغي إلا رضاه .
فلينفث المجرمون سمومهم كما يشاءون .. وليطلقوا شرورهم كما يحلو لهم .. فلن يفتوا من عضد المجاهدين .. ولن ينعموا بأي مغنم رسموه في مخيلتهم .. أو وعدوا به أذنابهم وأتباعهم .
وإذا كان الخنازير شارون وأولمرت و بوش و بلير وأمثالهم يتبجحون ويضربون بكل الشرائع والأعراف والقيم عرض الحائط فلا يستغرب هذا منهم .. لأنهم أئمة الكفر والضلال .. ولن ينضحوا إلا بأقذر القذارات .. وأنجس النجاسات .. ولكن ما بال الكلاب من العرب والكلاب الذين ينتسبون زورا إلى الإسلام ..ما بال هؤلاء رقصوا على طبولهم .. وتشدقوا بتفاهاتهم .. وتغنوا بسخافاتهم .. ما بال هؤلاء ضلوا .. وشمس الهدى تسطع حولهم ..ونداء الحق يملأ أسماعهم ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين *ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض .. واتبع هواه .. فمثله كمثل الكلب .. إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ..ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا ..فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون * ) 175 –177 سورة الأعراف .
ما بالهم يهشون إلى القتلة ويبشون لهم ويستقبلونهم ويفرشون لهم الأرض بساطا .. ويقدمون لهم أطيب الأطعمة والأشربة .. وينفقون ببذخ عليهم من أموال البسطاء الكادحين الذين لا يجدون كسرة خبز أو شربة ماء نظيفة .. ولا يجدون مسكنا يؤويهم أو عملا يقتاتون منه .. ولا طريقا ممهدا يمشون فيه .. يأكلون السموم ويتنفسون السموم .. رائحة الفساد تخنقهم .. وطبول الزيف تلاحقهم .. ما بالهم ينظرون إلى الحرمات تنتهك وأبشع الجرائم ترتكب دون حراك ..تقصف المساجد بالصواريخ .. ويقتل الأبرياء بدم بارد في لبنان والعراق وفلسطين وأفغانستان ..وغيرها .. وهؤلاء متبلدون بلهاء سكارى .. والله لو قصفت الكعبة بالصواريخ ما حركوا ساكنا فهم ميتون وإن تحركت أجسادهم ( فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ) 20 سورة محمد .
فلتمض قافلة الجهاد لا تعبأ بكثرة العواء .. وليمض الركب النوراني المقدس ليحرر الأرض ويطهر العرض مخلفا وراءه هذه الأكوام النتنة من الضالين والمفسدين .. ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) 5-6 سورة القصص