لا تزال قائمة أمراض مبارك تكلف الدولة ملايين الجنيهات حيث قدرت مصادر رسمية بوزارة الصحة ل «أكتوبر» مصاريف علاجه بمستشفي شرم الشيخ والمركز الطب العالمى ب 12 مليون جنيه، بالإضافة إلى 4ملايين و800 ألف لتجهيز مستشفى سجن طرة لاستقباله إلى جانب 1500 جنيه يوميا كحد أدنى بمستشفى المعادى العسكرى والمقيم به الآن بعد تعرضه لجلطة دموية بالمخ أدخلته فى غيبوبة.مصدرمسئول بوزارة الصحة رفض ذكر اسمه قال إن تكاليف علاج مبارك من مارس 2011 وحتى يناير 2012 بكل من مستشفى شرم الشيخ الدولى والمركز الطبى العالمى تقدر ب 12 مليون جنيه مؤكدا ان هذا التقدير قد سجل رسميا فى ملفين اولهما مالى والثانى طبى، موضحاً أن مبارك كان يقيم فى جناح خاص بمستشفى شرم الشيخ مقابل 2000 جنيه لليوم الواحد، بالإضافة إلى استخدامه بعض المحاليل مرتفعة السعر وأجهزة فحص حديثه، أما تكلفة اليوم الواحد بالمركز الطبى العالمى فتصل إلى 40 ألف جنيه. وأكد المصدر أن الرئيس السابق يحصل على دعم حكومى لتكاليف ومصاريف علاجه بأسعار شريحة التأمين الصحى المتميز والخاصة بكبار موظفى الدولة، لافتا إلى أن الرحلة الجوية الواحدة لعملية نقله بالطائرة الهليكوبتر إلى مقر المحكمة والمخصصة لعمليات النقل الطبى تتكلف 10 آلاف جنيه فى الرحلة الواحدة شاملة الأجهزة والمستلزمات المستخدمة، بالإضافة إلى الفريق الطبى المرافق له. وأشار إلى أن اللواء محمد نجيب مدير مصلحة السجون أعلن قبل نقل الرئيس السابق إلى مستشفى السجن أن تكلفة تجهيزات مستشفى سجن طرة لاستقبال مبارك وصلت إلى مليون و800 ألف جنيه خدمات إنشائية داخل المستشفى و3 ملايين جنيه تجهيزات داخلية. تكاليف المعادى أما بالنسبة لتكاليف علاج مبارك فى مستشفى المعادى العسكرى إثر إصابته بجلطة دموية فى المخ أدخلته فى غيبوبة امتدت لساعات فكشف مصدر طبى بمستشفى المعادى العسكرى ل «أكتوبر» طلب عدم ذكر اسمه عن أن تكلفة اليوم الواحد للعناية المركزة فى مستشفى المعادى تبلغ 1500 جنيه كحد أدنى، موضحا أن هذا المبلغ ثمن غرفة العناية المركزة وجهاز التنفس الصناعى فقط ولا يشمل أى أجهزة طبية أخرى أو أدوية أو مستلزمات طبية. وقال د. نبيل كتشنر استشارى المخ والاعصاب والطب النفسى إن تعرض الرئيس السابق حسنى مبارك لارتفاع ضغط الدم المستمر وجلطة دموية فى المخ جعله أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية والتى تؤدى إلى الوفاة فور إصابته بها، مضيفا أن الحالة النفسية السيئة التى يعانى منها مبارك، بالإضافة إلى كبر سنه تجعله أكثر عرضة للإصابة بجلطات متكررة بالمخ قد تصيبه بالشلل الكلى أو النصفى. أمراض بالجملة وأكد د. حمدى السيد أستاذ جراحة القلب ونقيب الأطباء السابق أن مبارك يعانى من حالة مرضية غاية فى الدقة وتحتاج إلى رعاية خاصة لأنه مصاب بسرطان البنكرياس وتذبذب فى القلب (ذبذبة أوذنية ) وقد تؤدى إلى وفاته فى أى وقت خاصة بعد إصابته بجلطة دموية فى المخ وفى أحد شرايين الرقبة حيث انتابته أزمة تنفس شديدة وارتفاع كبير فى ضغط الدم الأسبوع الماضى وتدهور حالته الصحية يوما بعد الآخر. وأضاف السيد إن مبارك يعانى من عدة أمراض حيث خضع لعملية كبرى فى 2010 لوجود أورام بالجهاز الهضمى وتم استئصال الحوصلة المرارية والأنابيب المتصلة بها وتم استئصال جزء من البنكرياس مما أدى إلى اضطرابات فى امتصاص الطعام والسوائل كما يعانى مبارك من اضطرابات فى وظائف الكلى وفى توازن الأيونات فى الدم وتوازن السوائل بالجسم وارتعاش فى أوذين القلب وعدم انتظام النبض مما يؤدى إلى جلطات بالمخ والقلب ويحتاج لمتابعة فى سيولة الدم كما يعانى من ارتفاع فى الضغط مع نوبات انخفاض بالضغط بسبب اضطرابات الأيونات والسوائل وغيبوبة متكررة بسبب انخفاض السكر، بالاضافة إلى أنه يعانى من انزلاق غضروفى وأجرى عملية ويحتاج إلى علاج طبيعى نتيجة لجراحة استبدال مفصل الركبة، لافتا إلى أن مبارك يعانى من اكتئاب شديد وارتفاع فى ضغط الدم منذ الحادى عشر من فبراير. وقال إن الرئيس السابق تلقى جلسات علاج طبيعى وإن طبيب أمراض صدرية قام بالكشف عليه وربما يقرر إجراء عملية بذل مياه على الرئة. وأشار إلى أنه تم إصدار تقرير طبى قبل إصابته بالأزمة الأخيرة أوصى باستمرار جلسات العلاج الطبيعى ومتابعته بواسطة طبيبى كلى وأمراض صدرية بالإضافة إلى طبيب قلب ومخ وأعصاب وتم رفع التقرير إلى وزير الداخلية الذى أوصى بمتابعته مثل أى سجين عادى وإخطاره بأى تدهور فى حالته الصحية. تغيرات خطيرة ويقول د. عادل الأتربى أستاذ المناعة بجامعة القاهرة إن نتيجة التوتر الشديد الذى تعرض له مبارك حدثت تغيرات فسيولوجية كبيرة بالجسم بزيادة الدم الوارد للعضلات محملا بالأكسجين والجلوكوز لمواجهة طارئ يترتب عليها اضطراب شديد وتحدث نكسة بجهاز المناعة فتقل نسبة الخلايا المنشطة لجهازالمناعة بينما تزداد الخلايا التى تحبط جهاز المناعة فتصبح النسبة عكسية، وأنه إذا اختيرت مادة ثيوبركلين التى تعكس نشاط الخلايا (تى) الليمفاوية لوجدناها سلبية وهى مايعنى إصابة نشاط هذه الخلايا بإحباط شديد وهى درع واقية من أى ميكروب يهاجم الجسم فلو أعطينا مبارك تطعيما ضد الفيروس الكبدى (ب) لوجدنا أن الأجسام المضادة الواقية قليلة جدا بالنسبة للشخص الطبيعى ولوقسنا الخلايا القاتلة التى تقاوم الفيروس والأورام لوجدناها خاملة مما يهدد بحدوث أورام وإصابات فيروسية، وكذلك فى حالة قياس الكورتيزون بالدم والذى من المفترض أن يزيد فى الصباح فقط ونجد أن ارتفاعا يستمر بالمساء مما يدمر جهاز المناعة تماما. وأضاف أنه لو قسنا دلالات الخلل المناعى للقلب والمفاصل والعضلات نجده منطبقا لأن الوسائط بالدم تكون فى أدنى درجاتها وهذامايفسر إصابته بأزمة بالقلب وعجز القسطرة عن حل المشكلة الصحية، إضافة لضعف شديد للعضلات والمفاصل.