"جبران" يلتقي مديرة مكتب الأنشطة العمالية لمنظمة العمل الدولية    محافظ بورسعيد يتفقد منافذ بيع اللحوم للتأكد من جودة وأسعار السلع الغذائية    التنمية المحلية: وفد مشروع الدعم الفني للوزارة يزور محافظة الأقصر    الجيش اللبناني يتدخل لحل إشكال بين عناصر من اليونيفيل وشبان جنوبي البلاد    رسميًا.. رحيل حارس مرمى ليفربول إلى برينتفورد    مهاجم مانشستر يونايتد يدخل حسابات الميلان    رسميا.. سيميوني إنزاجي يغادر تدريب إنتر ميلان    السعودية تمنع التصوير ورفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتافات بالمشاعر المقدسة    الفنانة القديرة سيدة المسرح العربى سميحة أيوب فى ذمة الله    نجوم الفن يشيعون جثمان سيدة المسرح العربي سميحة أيوب.. صور    محافظ بني سويف يُكرّم الأمهات المثاليات الفائزات في مسابقة وزارة التضامن    الرئيس السيسى يشارك باجتماع رفيع المستوى بشأن المؤتمر الدولى ال4 لتمويل التنمية    البورصة المصرية تغلق على صعود جماعي ومؤشر EGX30 يرتفع بنسبة طفيفة    استعدادا لقيادة الهلال.. إنتر ميلان يعلن رحيل إنزاجي رسميًا    الجباس: الحديث عن تواجدي في بيراميدز بسبب علاقتي مع ممدوح عيد "عبث"    جامعة سوهاج تطلق قافلة طبية توعوية مجانية بقرية الشواولة بالتعاون مع "حياة كريمة"    أمانة التنظيم المركزي ب"الجبهة الوطنية": نسعى لتأهيل الكوادر والحشد السياسي والعمل المؤسسي    الأعلى للإعلام يجري تعديلات على مواعيد بث البرامج الرياضية.. اعرف التفاصيل    الرسالة الأخيرة لمنفذ الهجوم على مسيرة مؤيدة للاحتلال بمدينة كولورادو بأمريكا    "الحاج الخفي".. تجربة واقعية لرصد جودة الخدمات في موسم الحج    منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي شريك    استشاري: الاتحاد الأوروبي بدأ التلويح للمعاملة بالمثل بعدما ضاعف ترامب الرسوم الجمركية    حملات تفتيشية لمتابعة انضباط سيارات السرفيس والتاكسي بنطاق مدينة الفيوم.. صور    الطريق إلى عرفات| أحب البقاع إلى الله.. فضل المسجد الحرام والصلاة فيه    ما حكم الأكل بعد فجر أول أيام عيد الأضحى حتى الصلاة؟ عالم أزهرى يجيب    ارتفاع حاد في مخزونات النفط العالمية مع تسارع إمدادات "أوبك+"    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد جاهزية مستشفى نخل المركزي لاستقبال عيد الأضحى    بعد اتصال السيسي وماكرون.. إشادة برلمانية بجهود مصر لإنهاء حرب غزة    منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولى    المشدد 10 سنوات لعاطل لاتجاره في المخدرات بشبرا الخيمة    بيطري القليوبية: ضبط 25.5 طن لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك خلال شهر    مانشستر يونايتد مستعد لتلقي عروض لبيع سانشو    «محلية النواب» تطالب بسرعة الموافقة على إنشاء مستشفى بنها    استعدادات مبكرة بجامعة القاهرة لاستقبال مكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد    وزير المالية: 50% من مستحقات الشركات في برنامج دعم الصادرات سيتم تسويتها من الضرائب أو الكهرباء    Alpha وAirbus يدمجان الذكاء المسير في قلب العمليات الجوية العسكرية    فيفي عبده تنعي الفنانة سميحة أيوب    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو قيام شخص بالتعدى على ابنته بالجيزة    تطهير وتعقيم ونظافة الأماكن المعدة لصلاة عيد الأضحي المبارك بالقاهرة    الخارجية: يجب الالتزام بالقوانين المنظمة للسفر والهجرة والإقامة بكل دول العالم    الاتحاد السكندري: عبدالعاطي استقال على «الفيسبوك».. والمغادرة غير مقبولة    السبكي: الشراكة المصرية الألمانية في الصحة نموذج للتحول الرقمي والتميّز الطبي    رسالة دكتوراه تناقش تقييم جدوى تقنية الحقن الأسمنتي كعلاج فعال لكسور هشاشة العظام    أخبار سارة على صعيد العمل.. توقعات برج الجدي في يونيو 2025    موعد ومكان جنازة الفنانة سميحة أيوب    تعرف على عدد ساحات صلاة العيد وخطة الأوقاف في بني سويف.. 161 ساحة و322 خطيباً لخدمة المصلين    قبل نهائي الكأس.. أرقام الحكم محمود بسيوني مع الزمالك وبيراميدز هذا الموسم؟    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    وزارة السياحة والآثار تستضيف وفدًا صحفيًا من المكسيك في زيارة تعريفية للمقصد السياحي المصري    ضبط أصحاب شركة المقاولات المتورطة في التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    المركز القومي للمسرح ناعيا سميحة أيوب: أفنت عمرها في تشكيل ملامح تاريخ الفن    مهرجان إيزيس الدولي ينعى سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    من الصفائح التكتونية إلى الكوارث.. كيف تحدث الزلازل ؟    دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله    هيئة الأرصاد: أجواء ربيعية ممتعة اليوم والعظمى بالقاهرة الكبرى 31 درجة    مستشار الرئيس للشئون الصحية: مصر تشهد معدلات مرتفعة في استهلاك الأدوية    الحج 2025 .. ماذا يقال عند نية الإحرام ؟    «هاجي في يوم وهقتله».. يورتشيتش يمازح مصطفى فتحي بسبب عصبية الشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد العرابى وزير الخارجية السابق: هكذا أرى إنقاذ مصر
نشر في أكتوبر يوم 24 - 06 - 2012

السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق الدبلوماسى المصرى الذى عمل فى مجال الدبلوماسية 40 عاما متواصلة لم يدخر فيها جهدا لخدمة وطنه، حيث عمل سفيرا لمصر فى ألمانيا لمدة 8 سنوات متصلة ومنسق القمة الاقتصادية العربية التى عقدت بشرم الشيخ، وكان يشغل وقتها منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية، كما خدم العرابى فى سفارات مصر بالكويت ولندن وواشنطن وعمل فى مكتب كل من بطرس غالى وعمرو موسى وعصمت عبد المجيد وحسن كمال على. لقب برائد العصر الذهبى وحصل على أعلى وسام ألمانى من رئيس ألمانيا الاتحادية.
وفى تلك الأسطر تحاور «أكتوبر» لمعرفة دور الخارجية المصرية خلال الفترة الماضية وتوقعاته لسيادة الوزير القادم من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى فى المرحلة القادمة.
* إلى أين تذهب مصر؟
**فى تقديرى أن مصر ستخرج من مرحلة انتقالية وتدخل فى مرحلة انتقالية أخرى- ربما نظرتى ليس بها تفاؤل على أساس أن هناك الكثير يجب عمله ولابد أن يتكاتف الجميع، لأن السنة الماضية شهدت استقطابا حادا لكثير من طوائف الشعب وظهرت تيارات متصارعة تريد تغليب مصلحتها على مصلحة الوطن وظهر ذلك جليا فى حملات المرشحين للرئاسة، فكل مرشح يتحدث عن نفسه وكأنه يملك العصا السحرية التى سيحل بها كل المشاكل دون أن يكون للشعب دور فى حل هذه المشكلات وليس هناك شىء مطلوب منه. والشعب بذلك سوف ينتظر أن يقوم الرئيس بكل شىء. الرئيس مجرد قائد والوضع الاقتصادى سىء وهناك انهيار للأمن فى الشارع على الرغم من أن المجتمع المصرى استطاع أن يحمى نفسه بنفسه فى ظل غياب الشرطة وأى مجتمع آخر كان سوف ينهار ولولا أن مصر وشعبها لديهم ثقافة الحفاظ على الممتلكات وإلا كان هناك انهيار كامل. وما حدث حقيقة هو انهيار أخلاقى لأن هناك شكلا من أشكال التخوين وهذا ما يحتاج إلى جهد كبير من الرئيس القادم لأن التوافق بين أفراد المجتمع هو الأهم وخلق روح الانتماء ليس للأرض فقط، ولكن الانتماء لبعضنا البعض بحيث لا نخون الآخرين من أجل أن نصبح نحن أصحاب السلطة. وذلك ما سيحتاج إلى وقت وعمل كبيرين وللأسف ليس لدينا رفاهية الانتظار. ومن المفترض أن نبدأ من أجل بناء الثقة لأن العالم كله ينتظر ما سيحدث فى مصر.
*هل هناك احتمال وجود حرب أهلية فى حال اختلاف وجهات النظر بين التيارات المختلفة وسياسة الاتهام والتخوين؟
**لا لن تكون هناك حرب أهلية ولكن ما أحذر منه هو الفوضى لأنها ما سيفت فى عضد هذه الدولة العظيمة لأن هناك بوادر لهذه الفوضى ويجب أن نحتكم للعقل وأحذر المجتمع المصرى المتحضر من الانزلاق إلى هذا النفق لأنه أكبر تهديد للأمن القومى المصرى وهناك الكثير من المتربصين بنا.
*ما هو دور الرئيس الجديد فيما يتعلق بسياسة مصر الخارجية الفترة القادمة؟
**الرئيس القادم عليه عبء كبير حيث إنه مطالب بتطوير صورة مصر لدى المجتمع الخارجى لأننا بعد الثورة كان هناك تقبل لكل ما هو مصرى وانحسر هذا القبول ولابد من إعادة الصورة التى كانت حديث العالم والتى يعرفون قيمتها ولا يعرف من عاش بالداخل مدى هذا التقدير للحضارة والثقافة المصرية. ويأتى ذلك بتحقيق التنمية الداخلية والذراع الاقتصادية أهم ذراع للدولة، وعلى الرئيس القادم أن يجتذب الاستثمارات الخارجية والمعونات الفنية ويزيد ابتعاث الطلاب للخارج، وعلى الرئيس أن يبتعد عن الأدوار التقليدية بما يتناسب مع قيمة هذه الدولة بما يعيد بناءها. وسياسة الرئيس الخارجية الوطنية لابد أن تخدم الشعب المصرى والعلم المصرى وليس الرئيس فقط وذلك بسياسة خارجية تنموية وفتح أبواب اقتصادية جديدة واستغلال القوة الثقافية لأن لنا إشعاعا ثقافيا فوق العادى فى جميع دول العالم ولابد أن يستغل الرئيس هذه القوة الناعمة لتشجيع الاستثمارات.
*متى تتوقف حركة الاحتجاجات فى الشارع؟
**ستتوقف بعد البناء الدستورى للدولة وإعادة بناء المؤسسات. والاحتجاجات موجودة بكل دول العالم ولكن دون تعطيل لحركة الشارع وهذا ما وجدته مؤخرا بمليونية الأسبوع الماضى وهذا مؤشر على أننا قادرون على التطور والخروج بسلوك تقدمى.
*كيف يمكن ترميم الثقة التى انهارت بين الحاكم والمحكوم؟
**سوف أروى قصة بسيطة عندما كنت سفيرا لمصر فى ألمانيا ذهبت للقاء الرئيس الألمانى فى ذلك الوقت وجلسنا ووجدت شابا وفتاة يجلسان معنا أثناء اللقاء فظننت أنهما من أبنائه أو أحفاده، ولكنى أخبرنى أنهما طالبان وحضورهما ضمن برنامج تدريبى لقضاء يوم مع الرئيس ورؤية ما يقوم به كنوع من التدريب وكذلك التقارب مع الرئيس. وديننا الحنيف به كل هذه الأشياء فالرسول كان يجعل من الشباب قادة للجيوش. ولابد أن يكون باب الرئيس مفتوحا للجميع ويكون لديه برنامج خاص للتواصل والاتصال بالجمهور وعليه أن يختار مجموعة من الطلاب ويلقى درسا بنفسه فهذه الأشياء تلمس قلوب المصريين ويمكنه أن يملكهم فلا يصح للرئيس أن يحاور الناس من بعيد ويركب سيارة مصفحة وينعزل بمكتبه وهذا قراره لإحياء فكرة الاتصال المباشر الذى هو أكثر فائدة من الاتصال عبر الأثير أو شاشات التليفزيون أو الصحف.
*ما دور الشعب المصرى فى الفترة القادمة؟
**دور الشعب المصرى ألا يغرق الرئيس فى مشاكله بل لابد أن نمنحه الوقت سأروى لك قصة المستشارة الألمانية الحالية ميركل حيث رأيتها يوم سبت واقفة فى سوق تشترى خبزا والناس من حولها ولم أر أحدا يقوم بتصويرها أو يقدم لها ورقة وبها طلب، أتعرف لماذا لأنه يوم إجازة ومن حقها أن تستمتع بوقتها ووقفت فى دورها عند ماكينة الحساب والحارس الخاص بها لم يحمل لها كيس الخبز، لأن له مهمة أخرى وهى حمايتها فقط. هذه الرسالة من الذكاء أن تُرصد ويتم استيعابها لأننا يجب أن نصل لهذا المستوى.
*هل الربيع العربى يواجه نوعا من المطبات فى المرحلة الانتقالية؟
**لابد أن ندرك أننا كمنطقة عربية دخلنا فى حقبة جديدة لأننا كنا فريسة لنظم ديكتاتورية وكان هناك تأييد كبير لهذه النظم لفترة كبيرة باعتبارها أحد أساليب قمع المد الإسلامى أو الإسلام السياسى. وكنت فى ألمانيا منذ شهر وتم القبض على أفراد يوزعون مصاحف فى مدن ألمانية مجانا وذلك محظور طبقا للدستور الألمانى.. أوروبا لا تخشى عملية الأسلحة ودورنا كمسلمين وعرب أن ندرك طريقة جديدة للتعامل مع الغرب فعدد المسلمين مليار و200مليون وعلينا ألا نقحم أنفسنا على هذه الثقافات ولكن ندعو بالتى هى أحسن فهم يعرفون ديننا ويقرأون عنه. وعلينا دور مهم فى إبعاد أنفسنا عن استفزاز الآخرين وأن نحترمهم ومبادئ إسلامنا الحنيف لا تحتاج إلى اجتهاد لأن ديننا هو دستورنا.
*كيف تصف أفق ما بعد الثورات فى العالم العربى؟
**أخشى أنه بعد ما حدث من تطور إيجابى أن ندخل فى دوامة تنسف كل هذه الإيجابيات ولابد أن يكون هدفنا هو التقدم والإصلاح الاقتصادى مادامت هناك انتخابات وديمقراطية وحرية فلابد أن يكون هناك نمو اقتصادى بعد هذه الخطوة. كى نلحق بركب الدول المتقدمة وألا نستعذب الثورة وبعدها نقول الثورة مستمرة ثم لا نجد الخبز ولا الحرية ولا العدالة الاجتماعية.
*هل تعتقد أن القضية الفلسطينية ماتت بعد ثورات الربيع العربى والانشغال بالشأن السورى؟
**القضية الفلسطينية لم تمت ولكن أصابها تغير استراتيجى بمعنى ان هناك تحالفات جديدة وخريطة مصالح جديدة فاعتماد بعض القوى الفلسطينية على بعض الدول التى أصابها التغير قلب الموازين وحدث نوع من التفكيرفى تحالفات جديدة ومحاور جديدة والقضية الفلسطينية الآن فى مرحلة إعادة ترتيب لأوراقها ولابد لها من توحيد كل الأطياف تحت هدف واحد وهذا ما تطالب به مصر دائما، فالتوافق الداخلى مهم جدا وهذا ما ننصح به أنفسنا فالقضية الفلسطينية يمكن أن تضيع نتيجة عدم الاتفاق وقلة الاهتمام بها عالميا مع أن هناك نشاطا إسرائيليا شرسا لبناء المستوطنات وللأسف خسرت القضية نتيجة الانكفاء بالمشاكل الداخلية للدول العربية ولكنها مازالت قضية أساسية لمصر التى هى رمانة ميزان المنطقة.
*التدخل التركى وتوقيتات زيارة أردوغان لمصر وليبيا وتونس لتعزيز وضع الجماعات الإسلامية فى صناديق الاقتراع كيف تراه؟
**الدور التركى هو تغلغل سلس باعتبار أن لها دورا تاريخيا منذ الدولة العثمانية وكذلك ضعف فرصتهم للانضمام للاتحاد الأوروبى فرأوا أن يتجهوا للشرق الأوسط باعتباره المجال الحيوى لهم وطريقتهم ليس بها فرض للرأى.
*الدور القطرى الداعم للمرشحين الإسلاميين على امتداد الثورات العربية كيف تراه؟
**منذ بداية الحملات الانتخابية ومعلوم أن هناك تمويلا قويا لبعض المرشحين ولكن كيف يمكن أن نثبت ولذلك لابد من تفكير جديد ومحاسبة من يثبت تلقيه أموالا من الخارج لأن هذا يضر بالمصالح الوطنية لأن المرشح سيكون مدينا للدولة الداعمة. ولابد للمرشح أن تكون غير كاذب ولابد أن تكون هناك معايير جديدة للترشح وهذا ما فعله الفنان سعد الصغير عندما نبهنا لخطورة معايير الترشح وقام بترشيح نفسه.
*الضفاف الإسلامية الجديدة لحوض البحر المتوسط الجنوبى هل يمكن أن تكدر العلاقة بين شمال البحر وجنوبه بعد صعود الإسلام السياسى؟
**أؤكد لك أن ذلك غير ممكن ومن الناحية السياسية ليس هناك مانع من صعود الإسلام السياسى فى المنطقة، لأن الشعوب هى التى اختارت وذلك هو طريق النمو فلا بأس، لأن الغرب يريد أن يدرء عن نفسه أخطار الهجرة غير الشرعية وأسلمة أوروبا واللجوء السياسى ولا حتى الولايات المتحدة لديها أى مانع من صعود الإسلام السياسى.
*بصفتك كنت مسئولا عن الملف الاقتصادى بوزارة الخارجية لفترة من الفترات فكيف يمكن أن ينهض الاقتصاد المصرى خاصة أنه مرشح لأن يلامس الصفر فى المائة بسبب الظروف غير الملائمة وفرص الاستثمار شبه المنعدمة وقطاع العقارات الذى يعيش شبه جمود وتوقعات بارتفاع معدل التضخم؟
**البنك المركزى والدكتور فاروق العقدة له كل التقدير، حيث استطاع بفضل الإدارة الاقتصادية الناجحة أن يمرر اقتصادنا بسلام من هذه الفترة الحرجة والمطلوب أن يصل معدل النمو السنوى إلى 7% حتى لا يتأثر رجل الشارع البسيط ويقوم بثورة أخرى، فالتحدى الاقتصادى لا بد أن يكون الملف الأول للرئيس القادم ولا بد من حشد كل الطاقات وتكثيف العمل بشكل جاد وكشعب لدينا الطاقة والقيادة لابد أن تضرب المثل الجيد للشعب وإذا تم نجاح هذا الملف فسوف تنجح مصر وإلا فسوف يخسر الجميع كل التيارات والقوى السياسية والشعب.
*هل ضرورة للرئيس القادم أن يفتح حوارا مع أفريقيا وهل يتم أولاً عن طريق التعاون الاقتصادى قبل أن نستكمل بحوار سياسى؟
**لدينا فى أفريقيا رصيد كبير ولدينا شركات عاملة كبيرة كالمقاولون العرب والسويدى للكابلات ولهم أصول واستثمارات فى أفريقيا ولكن يجب على الرئيس القادم فى أولى جولاته الخارجية أن يتجه إلى الجنوب شمال السودان وجنوبه وأثيوبيا وهذا له مغزى كبير كى نرسل رسالة قوية مفادها أنه ليس لديه هواجس من تعرضه للاغتيال فى أثيوبيا، فالرجل يحمل قدره بين يديه من أجل مصر ومصلحة شعبها، فأفريقيا تحتاج إلى تواجد الرئيس بشخصه حتى نذيب المشاكل العالقة والله لو ذهب رئيس البلاد إلى دول حوض النيل لكان هناك حل لكل المشاكل وهذه هى نصيحتى للرئيس القادم لوجه الله فعليه أن يدرك أن أفريقيا هى المجال الحيوى لمصر وأن يعمل بجد.
*الحشود الإسرائيلية على الحدود المصرية هل هناك حرب متوقعة أم أنها مجرد رسائل؟
**مصر وإسرائيل لديهما إدراك كامل أن السلام مفيد للطرفين ولكن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب وهناك بالونات اختبار متبادلة سياسية وليست عسكرية فما يحدث ليس تحرش عسكرى وإنما هو لبعث رسائل ولابد من أن نتعامل معها بثقة ومصر لديها جيش قوى للغاية مدرب ولديه إمكانات كبيرة.
*رجال الرئيس القادم من هم وهل سيكون وزير الخارجية القادم من داخل الوزارة أم من تيار سياسى أو حزب؟
**الرئيس يقَّيم من رجاله ويُعرف إن كان سيقوم بدوره على أكمل وجه من المعاونين وأتمنى لهم أن يوفقوا، ولكن أحذر الجميع من عزل مصر عن العالم ومواصفات وزير الخارجية القادم تتطلب أن يكون رجلا له مهمات ومهارات مختلفة بعيداً عن النظريات والأيديولوجيات وتعقيد المسائل وأن يكون لديه أهداف محددة وتحرك سريع ولكن أن يكون من أبناء الوزارة أو من خارجها ليس المحك ولكنى أفضل أن يكون من أبناء الوزارة وعملت فى السابق مع اثنين من خارج الوزارة السيد كمال حسن على والسيد بطرس غالى ووزير الخارجية فى الفترة الجديدة عليه أن يعمل كدبلوماسى محترف ليس من أجل الرئيس بل من أجل العلم المصرى والشعب المصرى.
*كنت مهندساً للعلاقات المصرية الألمانية وقيل عنك إنك رائد العصر الذهبى لهذه العلاقات.. نبذة عن هذه الفترة؟
**أعتز جداً بتلك الفترة ومنذ وصولى يوم 15 سبتمبر أى بعد 4 أيام من اعتداءات سبتمبر أحسست أن هناك نظرة غير طبيعية لكل ما هو إسلامى عربى فعملت بمبدأ الدبلوماسية العامة حيث خاطبت الشعب الألمانى وهذا كان قرارى الشخصى وبدون تعليمات من أحد لأنى أتيت فى ظروف صعبة وكان لابد من الانفتاح على الشعب الألمانى وأول شىء قمنا به ترجمنا بعض، من رباعيات صلاح جاهين وأعطيناها للسفارات الموجودة فى ألمانيا لتحويلها للوحات وأقمنا المعرض بالسفارة المصرية «رباعيات جاهين بلغات العالم». وذهبنا للمدارس وطالبناها برسم لوحات «كيف ترون مصر»؟ وأقمنا المعرض بالخارجية الألمانية وأحس الجميع أن هناك حركة ونشاطا فى السفارة المصرية وكل يوم هناك جديد فى السفارة المصرية. وأدخلنا اللغة العربية بالمدارس الألمانية وقمت بتدريس أول حصة بنفسى فى إحدى المدارس الألمانية ومازالت التجربة قائمة هناك، وأثبتنا أن السفارة المصرية مفتوحة للألمان والمصريين على حد سواء، بل كنا نقيم أفراح المصريين فى بيت السفير المصرى ملك الشعب المصرى وكل شىء مشرف أثبتنا أننا أهلا له وأحد هؤلاء الشباب واسمه «هشام طليب» أقام عرسه ببيت السفير وكنا نزور نواب البرلمان الألمانى بمقاطعاتهم وكنا نلقى المحاضرات للطلاب الألمان وعندما ودعنى الرئيس الألمانى ذكر كل ما قمت به بالتفصيل وأعطانى أعلى وسام ممكن أن يحصل عليه شخص غير ألمانى واندهشت لمعرفته كل التفاصيل وكان ذلك محل تقدير، وأقمنا عاما للبحث العلمى بين مصر وألمانيا، وكانت سنة بعد ذلك لكل الدول مع أمريكا واليابان وغيرها وكنا نحضر كل المحافل الاقتصادية كجزء من خدمة العِلم والشعب المصرى. وجامعة برلين بعد كل هذا النشاط أنشأت كرسى باسم الدبلوماسبة العامة، وأنا أول من درس كورسات للطلاب الألمان فى الجامعة وعرّفت لهم الدبلوماسية العامة.
.. المصريون شعب خلاّق ويحتاج فرصة للتشجيع. نحاول دائماً التقليل من قيمة أنفسنا اذهب إلى ألمانيا وقل إنك مصرى وسترى طريقة الاستقبال.
*هل ترى ضرورة لفتح حوار مع إيران عندما يتولى الرئيس القادم؟
**ثورة 25 يناير لم تأت لعودة العلاقات مع إيران والشعارات التى تلهب مشاعر الناس قد تكون مضرة والدكتور نبيل العربى قال إنه سيعيد العلاقات فهل عادت! سافرت إلى إيران فى قمة مجموعة الثمانى كمساعد للوزير للشئون الاقتصادية والتمثيل الدبلوماسى موجود، ولكن لابد من تحقيق أمرين هما عدم المساس بالأمن القومى لمصر وتحقيق أمن الخليج ولابد للرئيس القادم أن يؤمن مستقبل هذا البلد.
*الجامعة العربية هل مازال دورها فاعلا بعد ثورات الربيع العربى؟
**الجامعة تحتاج للعمل فى ثلاثة اتجاهات وهى البُعد الاجتماعى والثقافى والاقتصادى، فالجامعة أصبحت جامعة الشعوب العربية وليس القادة العرب، ولابد أن تحس الشعوب بالعائد الاقتصادى كثمرة للتعاون على سبيل المثال صندوق الصناعات الصغيرة والمتوسطة وهى قاطرة للتنمية، ولابد أن يكون هناك منهج جديد لتلبية احتياجات الشعوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.