أقول لگل اللي هاجموني: أنا محمد عبد الحي العرابي . فمن أنتم؟ لم أقبل يد سوزان مبارك أو ألبسها الحذاء ومن ردد هذا الكلام كان يتمني أن يقوم بذلك بعض مدعي الثورة الان هرولوا وراء الرئيس السابق وأسرته ليحصلوا علي رضاهم طول مدة الحكم والتوريث والفساد وسوء الأحوال المعيشية أهم أسباب سقوط النظام السابق رغم كل الهجوم الذي تعرض له وإضطره في النهاية الي تقديم استقالته بعد 21 يوما من توليه المنصب .. إلا أن وزير الخارجية السابق محمد العرابي يبقي اسما دبلوماسيا مرموقا بحكم تجربته الثرية التي امتدت لأكثر من 35 عاما من العمل الدبلوماسي، كان خلالها قريبا من قامات دبلوماسية شامخة، حيث عمل مع عدد من وزراء الخارجية السابقين بينهم د. بطرس غالي و د. عصمت عبد المجيد وعمرو موسي واحمد ماهر وأحمد أبو الغيط .. كما أنه رأي المطبخ السياسي الذي كان يتحكم في مصر في أوقات دقيقة بلا رتوش أو تزييف.. أعترف في حديثه مع الاخبار بعد أيام قليلة من خروجه من الوزاره بانه فقد جزءا من إثارة المنصب لكنه استراح من حملة الهجوم اللي كانت عليه عاش خلالها أيام من الألم والاسي مع أسرته وأكد انه كان يعلم عدم الاستمرار في المنصب بعد 3 أيام فقط من توليه المهمة .. وفيما يلي نص الحوار . أين وزير الخارجية محمد العرابي بعد أيام من تركه المنصب ؟ أعيش الان حياة مختلفة بعد خروجي من الوزارة .. حياة هادئة .. ولكن بالطبع افتقدت جزءا من إثارة المنصب ولكن في نفس الوقت علي الاقل لم أعد مهموما بمتابعة يوميا ما يكتب عني في وسائل الاعلام أو علي الفيس بوك من بعض الاقلام والاشخاص الذين كانوا يهاجمونني بعد ان توليت المنصب بساعات .. وهذا أعطاني إحساسا وشعورا بالراحة الي حد كبير ولكن مما لا شك فيه أنني تشرفت بالمنصب علي الرغم من أنها كانت فترة قصيرة التي توليت فيها المنصب ولكن منصب وزير الخارجية يتشرف به أي دبلوماسي مصري ويسعي إليه . وأضاف العرابي أن هذه الفترة صاحبها قدر كبير من الالم بلا شك عشته أنا وأسرتي .. وكانت هناك ظروف أقوي من الاستمرار والتمسك بالمنصب وهذه الظروف هي التي دفعتني لتولي هذا المنصب الرفيع وخدمة مصر لا تقل أهمية عن تولي هذا المنصب ولكن طبعا أن دائما علي استعداد لخدمة بلدي .. فأن في خدمة مصر علي مدي 40 سنه من العمل المتواصل ولازالت لدي القدرة علي العطاء وخدمة بلدي في اي موقع تراه القيادة الموجودة في مصر فهذا شرف لأي مصري خدمة بلده في اي موقع بالدولة . من أنتم ؟ هل الهجوم كان شديد عليك وكنت لا تستطيع ان تستمر حتي تمر الموجه ؟ نعم الهجوم كان شديدا ويوميا من كثيرين .. وكنت لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك .. فإسم محمد عبد الحي العرابي مهم جدا بالنسبة لي .. فأنا بنيته طوبة طوبة بعرقي وبجهد خاص ودون أي واسطة أو مساندة من احد .. وأنا فخور بإسمي وما قدمته خلال عملي بالخارجية .. وكنت أشعر بإندهاش شديد من قيام بعض الاشخاص الذين لا يمثلون بالنسبة لا اي وزن .. يتطاولون عليَ بطريقة مستفزة .. مما أصابني بحالة من الاندهاش فأنا لم أكن أتوقع ان يكون هناك أي شخص يحمل لي هذه الضغينه والمرارة بهذا الشكل وبهذه الصورة .. ولذلك شعرت ان هذا الجو غير صالح للعمل والاستمرار .. وفي نفس الوقت كنت أعلم أن مثل هذه الكتابات والهجوم المستمر عليَ كان يصب في خانة بالنسبة للقيادة الموجودة الان في مصر سواء المجلس العسكري أو مجلس الوزراء بخلق حالة من الضجر من هذه الاتهامات غير الأخلاقية وشعرت أنني عبء عليهم ولذلك فضلت أن أضع الجميع امام قدر كبير من الحريه واختيار شخص أخر .. ولكي يعلم الجميع أنني من ثالث يوم توليت فيه منصب وزير الخارجية وأنا لدي الاحساس بأنني لن أستمر في المنصب أكثر من ذلك ولن تسير العجلة و لم أكن أشعر أن هذا وضع طبيعي لعمل وزير الخارجية . مجموعة أقزام وياخسارة كان عندي طموحات وطاقة وأفكار وإحساس وفخر باختياري لتولي المنصب في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ مصر وكان نفسي أخدم مصر .. والذي لا يعلم أن وظيفة وزير الخارجية منصب رفيع ومهم جدا ويلقي إحتراما وتقديرا حتي خارج مصر .. وبقدر سعادتي بتولي المنصب واختياري كان لدي قدر كبير جدا من الاندهاش من بعض القامات الصحفية وكبار الكتاب المصريين الذين كنت أتابعهم علي مدي سنوات وكنت فخور جدا بقراءة كتاباتها ولكن للأسف أكتشفت أنهم مجموعة من الاقزام وبالتالي لم أحس أن هذا المناخ هو المناسب للعمل والابداع فيه . البعض من وزراء الخارجية في مختلف دول العالم أبدو استغرابهم من تقديمك للاستقالة هل تلقيت أي اتصالات من وزراء أوروبيين أو عرب بعد خروجك من الوزارة ؟ بالفعل علمت ذلك من بعض وسائل الاعلام وفي نفس الوقت تلقيت اتصالات هاتفية من بعض وزارء الخارجية العرب ووزير الخارجية الالماني وجميعهم أعربوا عن اندهاشهم لتقديم الاستقالة المفاجئة لانهم لم يكونوا متابعين بدقة للزخم الاعلامي الداخلي والهجوم الذي كنت أتعرض له وبعض أن شرحت لهم ذلك أكدوا أنني اخترت صح وإتخذت القرار المناسب ، كما تلقيت أيضا إتصالات من بعض الوزراء المصريين الذين عملت معهم منهم الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء ووزير النقل المهندس عاطف عبد الحميد ووزراء خارجية سابقين منهم الدكتور نبيل العربي والسيد عمرو موسي ووزير الخارجية الحالي محمد كامل عمرو .. وأنا لم أخرج في حالة انكسار بل بالعكس . اكشفوا الاقنعة قلت أن هناك بعض الصحفيين والزملاء السابقين وراء ما تعرضت له من هجوم فلماذا قاموا بهذا الهجوم ؟ بالطبع أنا لن أذكر هذه الاسماء علي الاطلاق ولكن الذي أستطيع أن أؤكده ان الايام سوف تثبت وتكشف أقنعه كثيرة يرتديها كل هؤلاء سواء كانوا صحفيين أو زملاء سابقين فالغريب أن بعض الذين كانوا يهاجمونني كانوا حريصين علي الاتصال بي دائما في أي زيارة لهم لألمانيا أو أثناء زيارة للرئيس السابق حسني مبارك حتي يقفوا في صفوف المستقبلين للرئيس السابق مبارك ويظهروا في الكادر.. وأنا أؤكد ان كل الصحفيين المصريين المقيمين بألمانيا والعاملين في وسائل الاعلام الالمانية كانوا يتصلون بي باستمرار حتي يكونوا في استقبال الرئيس السابق أثناء زيارته ومن بينهم عدد من الذين هاجمني بعد ان تولي المنصب . وأنا أتعجب من قيام الكثير من الصحفيين والشخصيات العامة الان من هرولوا وراء الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته في الماضي ليحصلوا علي رضاهم وهم الان وضعوا أنفسهم في مصاف الثوريين وربنا معاهم . لماذا لم تفكر في مقاضاة من كانوا يهاجمونك مادامت تشعر أنك ظلمت وماهي حكاية الفاكسات والاميلات التي تم إرسالها لبعض الصحفيين وتم نشر فقرات منها تهاجمك ؟ لن أقاضي أحداً ممن هاجموني بشدة وشتموني .. ولن أزج بإسمي في اي نزاع أو مقاضاة مع اي شخص .. ولن أعطيهم هذا الشرف .. وحقي لن يضيع وأنا أعتقد أن بعض هؤلاء الاشخاص الذين هاجمونني بناء علي الفاكسات والاميلات التي جاءت لهم من بعض المصريين في ألمانيا أعتقد انهم كانوا علي خطأ ومنهم من تدارك ذلك ولكن متأخرا وأنا هنا لا أبيع أوهاما لكسب الرأي العام أو في موقف الدفاع عن نفسي علي الاطلاق فهم لا يمثلون لي أي قيمة حاليا . محاكمة مبارك إعلاء للقانون مصر الان تشهد حدثا تاريخيا بمحاكمة رئيسها للمرة الاولي في التاريخ كيف تري محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ؟ أولا كما قلت أنها محاكمة .. والمحاكمة فيها عدة أركان أن هناك متهما ومعه دفاع وهناك مدعون بالحق المدني وقاض يحكم في النهاية .. والاركان موجودة وأنا متأكد من عدالة القضاء المصري وأرجو أن ينتظر الجميع الحكم . ثانيا أنا أري أن محاكمة الرئيس السابق إعلاء للقانون والديمقراطية في مصر بعد ثورة 25 يناير .. فهناك دولة في المنطقة دائما ما كانت تتشدق بانها دولة الديمقراطية والواحة الوحيدة لها في المنطقة العربية .. ولكن الجميع الان يعلم أن هناك قانون في مصر ولا أحد فوق القانون أو علي رأسه ريشة والمتهم يحاكم محاكمة عادلة إذا ثبتت إدانته يأخذ الجزاء الذي ينص عليه القانون . وهل كنت تتوقع كل هذا الفساد سواء المالي أو السياسي في مصر ؟ لا أحد كان يتخيل أن الفساد الذي كان موجود بكل هذا الحجم وأنه متفرع وضارب وبجذور في مناطق مختلفة بالدولة .. وده كان شيئا غريبا ولا يتفق مع طبيعة الشعب المصري صاحب الحضارة والتاريخ .. لأن الفساد اللي كان موجود كان داء ووباء لا يتجانس مع طبيعة الشعب المصري . الولاء لمصر هل للدبوماسي اي ولاء سواء لرئيس الجمهورية أو أي مسئول اخر في الدولة غير ولائه لمصر ؟ في تاريخ مصر شهدت تغيير للنظام بشكل جذري مرتين الاولي بعد ثورة 52 والثانية بعد ثورة 25 يناير وفي الاولي لماذا لا يتذكر البعض ان وزير الخارجية كان وقتها الدكتور محمود فوزي وفيه دبلوماسون عظام بينهم الدكتور عصمت عبد المجيد كان دبلوماسي في سفارة مصر بلندن في عهد الملكية وأصبح بعدها دبلوماسي لمصر في عهد الجمهورية .. وفي الحالتين كان ولاؤه للدولة المصرية وتدرج في الوظائف الدبلوماسية في ظل الجمهورية حتي أصبح وزيراً للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء . كما أن مهنة الدبلوماسي لا تبتعد عن وظيفة ضابط القوات المسلحة ففي الحالتين يقوم بها موظف مدني في الدولة ولايوجد أي ولاء أو إرتباط بإسم رئيس الجمهورية ولكن ولاؤك الاول والاخير للدولة . وعلي سبيل المثال فأنا التحقت للعمل في الخارجية أثناء تولي الرئيس الراحل أنور السادات الحكم وعندما جاء الرئيس السابق مبارك كنت أخدم في الخارجية وفي الحالتين كان ولائي لمصر وعلي الجميع أن يتخلصوا من هذه النظرية الخاطئة عن مناصب مختلفة بالدولة .. وأعتقد ان هناك اتجاها محمودا حاليا بأنه لا يوجد ما يسمي بأن هؤلاء الاشخاص كانت قريبه من شخص او خلافه وأعتقد ان المعيار لابد ان يكون هل أنت استفدت من النظام او حصلت علي أراضٍ أو منصب لا تستحقه أو مميزات أكثر من زملائك في نفس الوظيفة والحمد لله أنا لم أقم بذلك .. والدليل أنني لم أحصل علي أراضٍ وليس لدي إلا سيارتان ولا أملك غير شقة في مصر الجديدة ولم أكن فاسدا . سقوط النظام هل موضوع التوريث من وجهة نظرك كان من اهم أسباب سقوط النظام السابق ؟ هناك عدة عوامل أولها طول المدة .. فكونك تستمر في الحكم لمدة 30 سنه مستحيل أن تكون بنفس الكفاءة طوال هذه المدة وهو ما حدث بالفعل فالسنوات الاولي من حكم الرئيس السابق حسني مبارك غير الاخيرة .. كما أن تداول السلطة والتغيير أحد عوامل نجاح اي دولة في ظل تقدم في السن وانتشار الفساد في المجتمع ويأتي بعد ذلك موضوع التوريث .. وهو ما تسبب في حدوث احتقان لدي الشعب المصري وفي نفس الوقت كانت هناك بعض الاصوات التي ترفض التوريث في ظل الظروف الكارثية التي كان يعيشها المواطن المصري .. وكان لابد أن ينعكس كل ذلك علي فكر القيادة المصرية وعدم تجاهله وبالتالي لم يكن أحد يتوقع ان تكون النهاية للنظام كما حدث. عودة البرادعي وهل كنت تتوقع حدوث الثورة ؟ لا طبعا ولكن كل العوامل التي تحدثت فيها من قبل بالاضافة الي موضوع الفساد السياسي وتزوير الانتخابات أدي الي زيادة الاحتقان وزيادة نسبته كما ان أسلوب قيام الثورة لم يكن يتوقعه أحد .. وحتي عندما عاد الدكتور محمد البرادعي الي مصر وطالب المواطنين بالعمل علي تغيير النظام ولكن الجميع كان يسأله عن كيفية القيام بذلك فقال ان تخرج الجماهير للتظاهر ضد كل ما يحدث في المجتمع .. وهذا كان غريبا علي الشعب المصري .. والثورة حدثت بأسلوب مذهل ووقف له العالم تقديرا له وإعجابا به ونحن علينا مسئولية كبيرة جداً في الحفاظ علي إعجاب العالم بالثورة المصرية ويجب ان ينظر الجميع الي المستقبل لتحقيق الاهداف المطلوبة . ما طبيعة علاقتك بالرئيس السابق مبارك ؟ كسفير لمصر في ألمانيا .. كانت علاقتي بالرئيس السابق وزوجتة وبعض رموز النظام مثل علاقة سفراء مصر الحاليين في ألمانيا أو اشنطن أو باريس أو كازاخستان أو أي دولة في العالم .. أي انها علاقة سفير برئيس دولته ولابد أن يدرك الجميع أن هناك تدرجا كبيرا جداً بين السفير والرئيس فأنا لست الرجل الثاني بعده وبالتالي العلاقة كانت وظيفية وأنا شخصيا تربيت علي احترام نفسي والاعتزاز بشخصيتي وغير محسوب علي احد حتي منذ التحاقي للعمل بوزارة الخارجية عملت مع الكثيرين من وزراء الخارجية من أيام الوزير كمال حسن علي حتي أخر الوزراء وهو الوزير أحمد أبو الغيط وانا غير محسوب علي أي وزير منهم . سوزان مبارك ما طبيعة علاقتك بزوجة الرئيس السابق سوزان مبارك وما حقيقة ما تردد من تقبيلك ليديها او أنك قمت بتلبيسها الحذاء ؟ ابتسم وزير الخارجية السابق محمد العرابي .. وقال في البداية أعرف جيداً من ردد هذا الكلام ولا يستحق ان أرد عليه ولكن أحب أن أؤكد انه ليس لدينا في العادات والتقاليد المصرية والاسلامية تقبيل يد أو هذا الكلام الفارغ الذي تردد . كما ان هذا الكلام غير موجود في تقاليدنا ولا في برتوكول العمل الدبلوماسي وهذا ممنوع تماماً ولا تسمح شخصيتي بذلك .. وأنا أعتقد ان من ردد ذلك كان يتمني أن يقوم هو بذلك ليكون قريبا من عائلة الرئيس وربنا يسامحه وانا أديت عملي بالخارجية علي أكمل وجه .. ويوم 26 يناير الماضي خرجت علي المعاش لبلوغي السن القانونية وكانت مفاجأة للجميع كما أنني لم أتصل بأحد سواء في النظام السابق أو وزراء الخارجية الذين عملت معهم وأطلب منهم التمديد لي كما يقوم البعض .. كما أنني لو كنت قريبا من عائلة الرئيس السابق سواء سوزان مبارك أو نجله جمال لكنت بالتأكيد سيكون لي وضع أخر بعد خروجي علي المعاش وكنت توليت اي منصب وحصلت علي اي مميزات كما فعل أخرون. .. وأحب ان أؤكد أنني لم أقبّل يد سوزان مبارك أو ألبسها الحذاء، وكل ما قيل في هذا الصدد مجرد افتراءات . وبالنسبة لجمعية مصر الجديدة .. أن عشت في منطقة مصر الجديدة منذ عام 54 وأنتمي لهذه المنطقة وأحب أن أقوم بعمل اجتماعي وثقافي لأبناء مصر الجديدة وليس لذلك أي علاقة بزوجة الرئيس السابق سوزان مبارك كما انه للعلم أن هذه الجمعيه يوجد فيها أسماء شخصيات مهمة من مدعي الثورية الان وأرجو من الجميع أن يراجعوا الاسماء ..وأنا للعلم قمت في عام 2009 بتقديم استقالتي من الجمعية .. قبل الثورة بسنوات . علاج مبارك وهل تعتبر من سوء حظك انك كنت سفيراً لمصر في ألمانيا أثناء فترة علاج الرئيس السابق مبارك بمستشفي هايدلبرج بألمانيا ؟ لا أعتبر ذلك فالقدر وضعني في هذا المكان لخدمة بلدي وليس لخدمة الرئيس السابق حسني مبارك ولكن الفكرة كيف تنظر لنفسك أثناء أداء مهامك.. وكان رئيس جمهورية مصر العربية يتعالج في ألمانيا وأنا كسفير لمصر من واجباتي أن أكون مرافقا لرئيس الجمهورية وهذا نفس ما حدث في رحلة العلاج الثانية للرئيس السابق في هايدلبرج وكان يوجد سفير أخر ومش عارف الناس مش زعلانين من السفير اللي كان موجود في هذه الفترة أثناء علاج الرئيس مع حبي واحترامي وتقديري له وهاجمني البعض علي ذلك .. وأعتقد أن ذلك كان ذريعه لانتقادي والهجوم عليَ .. وهل كان المطلوب انه عندما يأتي رئيس جمهورية بلدي وانا سفير لمصر في هذه الدولة التي سيعالج فيها أن أقول له أنا مش فاضيلك وأنا هقعد في السفارة ومليش دعوة بالموضوع ده .. وأضاف العرابي أنه عندما كان يأتي أي مسئول مصري اخر وليس رئيس الجمهورية كنت اتوجه لزيارته واستقباله ومرافقتة وتذليل أي عقبة تواجهه . ولكن أعتقد أنه كان هناك تعمد لإقصاء كل ما هو في نظر من هاجموني إيجابي وإظهار كل ما هو سلبي للقضاء علي فرصي في المنصب .. ودليل علي ذلك فأنا أقول ذلك للمرة الأولي ليس للشهرة أيضا وهو أنني ذهبت مع إحدي الطالبات من أوائل الثانوية العامة الي عيادة طبيب ألماني بعد إصابتها بوعكة صحية أثناء زيارتها مع عدد اخر من اوائل الثانوية العامة لألمانيا خلال رحلة الاوائل السنوية وبقيت معها حتي إطمأننت عليها ووصلتها الي الفندق التي تقيم به وقمت بدفع الحساب . فأنا كنت أهتم بأي مواطن مصري مثل الاهتمام برئيس الجمهورية .. وإسألوا طلاب الثانوية العامة فكنت أستقبلهم في المطار وأرافقهم طوال الرحلة وأصررت أثناء زيارة أوائل الثانوية العامة لألمانيا أن اكون معهم في لقائهم بالمستشار الالماني آنذاك شرودر وكنت فخوراً بذلك .. وفي النهاية أريد أن أؤكد أن الامور كانت تؤخذ بطريقة فيها تخوين وإقصاء كما أن هناك من كانو يهاجمونني لأنني عملت في سفارة مصر بإسرائيل فأنا لم اكن أعمل في مكتب سياحة بتل أبيب لان العمل الدبلوماسي في هذه الدولة كالعمل خلف الخطوط وهو معروف في لغة الجيش وهذا أقصي وأصعب من اي عمل امام الخطوط .. وللأسف كانت هناك حالة تربص غريبة لي وانا كنت مذهولا. ولفت العرابي أنه لا يوجد هناك مايسمي بالدبلوماسية الناعمة .. فالمعروف هو قوة مصر الناعمة والمتمثلة في الثقافة والاقتصاد والازهر والكنيسة وكل الادوات التي تساعد السياسة الخارجية المصرية خارجيا . مفجرو الثورة المصرية عندما نريد ان نسمي شخصية كانت من اهم أسباب تحرك الثورة المصرية فمن هي تلك الشخصية ؟ صعب ومن الظلم أن نحدد شخص بعينه .. نظراً لوجود بعض الاشخاص وقفوا وقالوا لا وتظاهروا وخرجوا الي الشارع في وقت كان هناك أخرون يتحدثون من الغرف المغلقة فقط وكان هناك أشخاص بلا شك أتحدث عنهم ولا أعرفهم شخصيا وليس لي مصلحه معهم لكي أقول ذلك ومنهم علي سبيل المثال د.محمد البرادعي ود. أيمن نور ود. جورج إسحاق وإبراهيم عيسي وبعض الصحفيين المصريين الاخرين وبعض الحركات والجمعيات والقوي السياسية الاخري في المجتمع ولكن كل هؤلاء طبعا وغيرهم في وقت من الاوقات وقفوا وخرجوا الي الشارع ومنهم اللي قال كفاية وآخرون اعترضوا وهاجموا النظام السابق في عز جبروته وقوتة .. وقاموا بما لم يكن يستطيع ان يقوم به أي شخص أخر . وأضاف العرابي أن من بينهم أيضا الاعلامي عماد الدين أديب عندما قال: جملة الخروج الامن قبل سقوط النظام .. كما أن أحد عوامل نجاح الثورة المصرية أنه لم يكن هناك ملهم لها . طموحات وأحلام أي وزير تولي منصب وزارة كان لديه أحلام وطموحات ما هي الاحلام ماذا عن الوزير العرابي وهل حققت جزءا من طموحاتك وأحلامك بعد توليك المهمة كوزير للخارجية ؟ بالطبع كان لدي الكثير من الامال والطموحات التي أريد تحقيقها للسياسة الخارجية المصرية بعدما توليت المنصب ولكن لم يسعفني الوقت لقصر المدة التي توليت فيها المنصب .. فكنت أري أن مصر بعد الثورة أصبح لها صورة جديدة مشرقة والعالم كله أصبح ينتظر كل ما يأتي إليه من مصر .. وكان لدي إحساس بضرورة إستغلال ذلك في تحقيق اكبر قدر من النفاذ الي العالم الخارجي بشكلنا الجديد والمتألق والذي يشع حرية وديمقراطية وعدالة .. وقد لاحظت ذلك خلال الزيارات القليلة التي قمت بها وأنا في المنصب لبعض الدول العربية والافريقية وجميعهم قالوا أننا ننتظر مصر الجديدة لتقود العالمين الافريقي والعربي من جديد .. ولدينا تعطش وإستعداد لعودة مصر مرة اخري كقوة إقليمية في المنطقة .. وأعتقد أن هذه القوة لن تكون نابعة إلا من قوتنا الداخلية ولن يكون لنا تأثير خارجي ونحن مفككون داخليا وندور في حلقة مفرغة .. ولابد ان تكون مصر أكثر قوة داخليا سواء سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وأنا متفائل بالفترة القادمة بان مصر ستكون في مصاف الدول المتقدمة في العالم . ما المطلوب من المصريين الان في هذه المرحلة ؟ نحن مقبلون علي مرحلة الانتخابات البرلمانية وهذا يعد إختبارا مهما جداً لمصر الثورة ولابد ان تتم بشكل شفاف وحضاري وأمن مطلق ولانريد أن يحدث إشتباكات او مشاحنات وإعتداءات والعملية الانتخابية القادمة إذا خرجت بشكل حضاري سيكون له مردود كبير جدا علي صورة مصر بالخارج . وأضاف العرابي انه لابد من إعطاء صورة جيدة للعالم بأن مصر مستقرة ولها نظام سياسي واضح إنحاز وإختار الشعب المصري وسوف يظل فترة حتي إجراء الانتخابات .. وإذا حرصنا علي عودة الاستثمارات لمصر فلابد من إستقرار الاوضاع الداخلية لان القلاقل السياسة لن تكون في صالح الاقتصاد والاستثمار علي الاطلاق .. كما أن السياسية فقط لن تؤدي الي دفع الدولة الي الامام أو تحقيق الديمقراطية .. ولكن لابد ان يكون هناك مزج بين الاستقرار السياسي والاقتصادي وأن يسيرا معا في طريق واحد . ركود عربي بعض القيادات الاسرائيلية والامريكية عقب سقوط نظام الرئيس السابق مبارك أكدوا بأنهم خسروا أهم حليف لهم في المنطقة وهل فعلا النظام السابق كان كنزاً لإسرائيل وهل كانت هناك ضغوط تمارس علي مصر لتنفيذ بعض الاشياء مستغلين موضوع التوريث ؟ في البداية لابد من التأكيد علي أن إسرائيل حاليا تفتقد وضعية إستراتيجية حادة نتيجة التغييرات التي تشهدها المنطقة وإذا كانوا ينظرون الي فترة ما قبل ثورة 25 يناير فهي بالفعل كانت فترة ركود عربي وهذا كان كنزا إستراتيجيا بلا شك .. ولكن إسرائيل تدرك حاليا ان هناك وضع إستراتيجي جديد في المنطقة يتطلب إعادة حساباتها والاكثر من ذلك وجود بعض الاصوات الداخلية لديها والتي تنادي بإصلاحات إجتماعية وسيكون هناك صعود وهبوط لقوي كثيرة في المنطقة ستؤثر علي إسرائيل .. لكن من وجهة نظري الكنز الاستراتيجي لإسرائيل هو حل القضية الفلسطينية وطالما ظلت معطلة الحل والوصول الي سلام مع الفلسطينين فإسرائيل دائما في خطر . السياسة الخارجية من وجهة نظرك أسباب ضعف السياسة الخارجية المصرية في السنوات الاخيرة وهل لذلك علاقة بملف التوريث ؟ أهم شيئ في السياسة الخارجية لاي دولة هو القدرة علي الحركة بحرية .. ومينفعش أنك تقوم بسياسة خارجية وانت تجلس مكانك .. وهنا أريد أن أؤكد ان وزير الخارجية الاسبق احمد أبو الغيط كان لديه رؤية ويريد ان يتحرك والقيام بجولات وزيارات خارجية ولكن كان النظام السابق يقول له لا متسفرش ولا تروح ولا تيجي وكان هناك إحساس بأننا نستطيع أن ندير سياسة مصر الخارجية ونحن موجودون في مكاننا .. وهذا لا يتسق مع وضع مصر في المنطقة بشكل عام وبشكل خاص لابد من عمل زيارات لبعض الدول والقوي الاقليمية ويكون هناك تبادل زيارات بين جميع الاطراف ولكن كانت مصر تعوض جزءا من هذا بإستضافة الكثير من المؤتمرات الدولية المهمة لتعويض قلة الحركة للخارج والتي للأسف كان معظمها للشمال وهذا كان خطأ والمفروض أن تكون بنفس الخطي للجنوب الي الدول الافريقية والاسيوية ودول أمريكا اللاتينية .. والحوار بين الجنوب والجنوب وهذا مهم جداً لاي سياسة خارجية لدولة من دول الجنوب .. وكان هناك قيود علي حركة الدبلوماسية المصرية كنت لا أشعر انها صحية علي الاطلاق .. ولكن الان الوضع إختلف فهناك حرية حركة والمجال مفتوح لأي وزير خارجية بعد الثورة بالاضافة الي وجود وضع داخلي يساعدك علي وجود سياسة خارجية نشطة ومرحب بها في أي مكان بالعالم . وعلي سبيل المثال إذا كان لديك إنتهاكات لحقوق الانسان داخليا وتفرض قانون الطوارئ فهذا كان يؤثر علي قدرتك التفاوضية كسفير لمصر في أي بلد لأنك تضطر أحيانا للدفاع عن أشياء خطأ تحدث في مصر .. وأنا أعترف أنني قمت بذلك ولكن لكي أحصل علي مساعدات لمصر وأضمن إستمرارها في شق معين مثلا وأنا سفير لمصر في الخارج وهذا عامل اخر كان يؤثر علي سياستنا الخارجية وكان يعطي صورة سلبية لمصر في الخارج لأن هذه الصورة كانت نابعه من سياساتنا الداخلية . صفر المونديال فمصر ليست الحضارة والاثار والثقافة فقط ولكن كان لدينا داخليا قمع وقانون طوارئ وحدود لحرية الصحافة بالاضافة لبعض المشاكل الاخري .. وكل ذلك كان يؤثر علي سياسة مصر الخارجية .. وأذكر مثالا عشته خلال فترة عملي كسفير لمصر في ألمانيا.. لعلك تتذكر مثلا عندما سعت مصر لاستضافة كأس العالم الذي أقيم في جنوب أفريقيا العام الماضي والصفر الشهير الذي حظي به الملف المصري.. أذكر أنني ذهبت إلي وزير خارجية ألمانيا أنذاك يوشكافيشر وكان غرض زيارتي الحصول علي دعم ألمانيا للملف المصري ولكن الرجل كان واضحا وصريحًا للغاية، إذ قال لي (لا ) وان بلاده ستعطي صوتها لجنوب أفريقيا، فسألته لماذا؟.. فرد قائلا: لأننا نعلم ماذا ستكون عليه جنوب أفريقيا عام 2010 لكن مصر لا أحد يعرف ماذا سيكون شكلها عام .2010 لا يوجد تأكد من النظام السياسي وانعكس هذا علي القدرة الاقتصادية والواقع الاجتماعي لمصر ومما لاشك أن المسألة كان لها بعد سياسي بجانب البعد التنظيمي والامكانيات . وكان هذا الحديث علي ما أذكر عام 2003 ويوضح لك كيف كان ينظر العالم لمصر في العقد الأخير .. فنحن كسفراء لمصر في الخارج كنا أحيانا في وضع صعب جدا نتيجة نظرة العالم لمصر وبعض الانتهاكات وكان لابد أن ندافع عنها للدفاع عن مصر . فنحن كمؤسسة الخارجية مؤسسة وطنية محترفة تعمل من أجل مصر وعلم وشعب مصر وكنا نقاتل من أجل الحفاظ علي وضع بلدنا الدولي وكنا ننجح أحيانا ولا نوفق في بعض الأحيان. وزراء خارجية سابقون ماذا إستفدت من وزراء الخارجية الذين عملت معهم سواء د. بطرس غالي أو د. عصمت عبدالمجيد أو عمرو موسي وأخرهم أحمد أبو الغيط؟ في الحقيقة كل واحد من هذه الاسماء له إشعاع خاص وقدرات خاصة به مختلفة عن الاخر وإستفدت منهم بدرجات كبيرة جدا .. وأريد ان أوجه كلامي لكل شباب الدبلوماسيين بأن يأخذوا كل ما هو إيجابي فقط من اي شخصية دبلوماسية يعملون معها ليكون لديهم رصيد جيد من الايجابيات والتجارب الهامة التي يستفيدون منها في المستقبل .. وفي نفس الوقت للسيد عمرو موسي عرفان خاص فأنا تعلمت منه الكثير من خلال عملي معه ومن أهم هذه الاشياء لمحاته السريعة والمفيدة جدا لمصر .. وعلي سبيل المثال فدخول مصر لبنان بعض ضرب إسرائيل للمحولات الكهربائية اللبنانية كان بفكرة بسيطة جداً منه بعد أن قرأ خبرا في إحدي الصحف بان هناك مهندسين إيرانيين سيتوجهون الي لبنان لإصلاح المحولات الكهربائية ووقتها قال أمال مصر فين .. وتم علي الفور إرسال بعض المهندسين والفنيين للمشاركة في عمليات الاصلاح وكان ذلك بداية دخول وتواجد لمصر عمليا في لبنان .. ومثال آخر علي ما أتذكر عام 2000 أيام الحشود التركية علي الحدود مع سوريا وكنت أشاهد معه نشرة الاخبار وبعد سماعه الخبر قفز الي ذهنه أن مصر يجب أن يكون لها دور لتهدئة الوضع بين تركيا وسوريا وعلي الفور قام بالاتصال بسفيرنا في تركيا وطلب زيارة عاجلة للرئيس المصري لتركيا للقيام بدور وساطة وتهدئة الموقف وهذا الرجل لديه من الإمكانيات ان يستطيع ان يلمح الفرصة ويستغله أفضل إستغلال . نقدر نقول كده السيد عمرو موسي ضمن صوتك في سباق إنتخابات رئاسة الجمهورية ؟ أعتقد أنه من المبكر الان أن أعلن ذلك ولابد ان ننتظر لنري البرنامج الانتخابي لكل المرشحين ويكون لدينا حرية الاختيار لا للإبتزاز من أهم الملفات الهامة لمصر بعد الثورة موضوع حوض النيل ما هي رؤيتك لهذا الملف خلال الفترة التي كنت موجودا فيها ؟ أولا يجب ألا تخضع مصر للابتزاز من أحد في مشكلة مياة النيل ولا نكون لقمة سائغة في فم أحد .. وفي نفس الوقت نرفع شعار مع هذه الدول التعاون من اجل التعاون وليس من اجل الحفاظ علي المياة التي تأتي الي مصر .. ويكون تعاون إستراتيجي من اجل وحدة حوض النيل وبالمناسبة الدكتور بطرس غالي أنشأ عام 85 منظمة تضم دول حوض النيل تسمي ( الاندوجو ) ولم تستمر ولم تقف علي قدميها لأسباب سياسية كثيرة .. وقصور في الاهتمام بإفريقيا الي حد ما وليس نهائيا فمصر كان لديها الصندوق الافريقي للتعاون الفني مع أفريقيا وكان يرسل خبراء وهناك اموال مصرية دفعت في مشاريع كثيرة في أفريقيا ولم يكن تواجد مصر ( صفر٪ ) وحوض النيل ملف أساسي ومهم ويجب أن يعالج بقدر قليل من الانزعاج ولكن بقدر كبير جداً من الدبلوماسية والتعاون مع هذه الدول . مجلس امن قومي تردد أثناء تولي الدكتور نبيل العربي بالتفكير في إنشاء مجلس امن قومي لمصر ما رأيك في هذا المقترح وهل قمت بخطوات في ذلك أثناء توليك المنصب ؟ هذه فكرة جيدة جداً وأيدتها بعد أن توليت المنصب ودفعت بمذكرات قانونية في هذا الموضوع.. وممكن ان نقول انه مطلوب خلال هذه الفترة التي تسير فيها مصر في بحر مضطرب تماما فلدينا مشاكل في ليبيا والسودان وإسرائيل واليمن والعراق وسوريا والمنطقة تعيش في بحر متلاطم ومطلوب إنشاء المجلس في الفترة القادمة . ماذا عن المشكلة التي إثيرت مؤخراً وهي التمويل الاجنبي للمنظمات والجمعيات المصرية والشد والجذب بين مصر وأمريكا ؟ في البداية أنا أرفض من حيث المبدأ موضوع التمويل المباشر لهذه الجمعيات والمنظمات .. ولابد ان يكون ذلك عن طريق الحكومة المصرية وهذا بالفعل نظام معمول به في كل دول العالم ... والدولة المصرية أخذت إتجاها في هذا الموضوع الخاص بالتمويل وانا أحترمه ولابد أن ننتظر النتيجة التي ستعلن قريباً جداً وستكشف الاقنعه عن الكثير من هذه المنظمات والهيئات ..وأنا أؤيد أن يكون أن أي تمويل أجنبي مباشر عن طريق الحكومة المصرية لأنني أخشي أن يكون لهذا التمويل تأثير علي هذه المنظمات من الجهة الممولة وهذا مصدر خوفي . بوادر الشيخوخة من خلال تواجدك كسفير لمصر في ألمانيا خلال سنوات سابقة هل كنت ترصد إنهيار النظام المصري أو ما حدث ؟ وأنا في ألمانيا كان من الممكن أن نرصد جميعا بوادر الشيخوخة التي كانت عند النظام المصري وكان لابد من التفكير في إنهاء هذه الفترة بطريقة ما وأنا هنا لا أدعي البطولة فأنا قلت ورددت هذا الكلام قبل الثورة وعندما عدت الي مصر عام 2008 شعرت بمدي الاحتقان الداخلي الموجود في مصر ولقيت الفساد توغل وإنتشر حتي تفحش . أموال مصر المنهوبة الجميع يعول علي دور وزارة الخارجية في إسترداد اموال مصر المهربة للخارج رأي حضرتك في ذلك ؟ هذه الاموال سوف تعود الي مصر ولكن عملية إستردادها ستأخذ وقتا طويل جداً ولابد ان تكون المحاكمات عادلة داخل مصر والأوراق القانونية الخاصة بالقضايا سليمه ومترجمه بدقة جداً وهذا سيأخذ وقتا.. ولا نتوقع ان تعود قريبا ولكنها ستأخذ سنوات . نزيف الدم السوري رؤيتك للثورات العربية وما هو المطلوب من النظام السوري ؟ بالنسبة لسوريا فالنظام السوري لديه الان مشكلة حقيقية وقوية جداَ وهي إنعدام المصداقية الخاصة بالنظام ..فالنظام الذي يمارس القوة مع شعبه أعتقد انه سيكون لديه مشكلة فيما بعد في تطبيق الاصلاحات التي يسعي لتطبيقها .. ولكن الشعب لم يعد لديه الثقة لانك فقدت المصداقية مع إستمرار إستخدام القوة المفرطة ومع إستمرار العنف ستقل المصداقية .. مما يصعب تطبيق الاصلاحات التي تعهد بها النظام السوري وبالتالي فهناك فجوة ثقة كبيرة بين الشعب والنظام السوري .. ولكن كان لابد من أن تسير الاصلاحات بصورة سريعة جداً لكي يقل نزيف الدم الحالي وهو ما لم يحدث . الفوضي الخلاقة بريئة البعض يقول ان الثورات العربية وراءها تدخلات خارجية او أجندات في المنطقة العربية ؟ أنا أرفض ذلك تماما فالبعض يقول أن وزيرة الخارجية كوندليزا رايس في وقت من الاوقات أطلقت مصطلح الفوضي الخلاقة وان المنطقة ستتغير من داخلها بأيدي أبنائها ويمكن أن يكون ذلك هو دافع من يردد هذا الكلام ووجود قوة خارجية خططت لذلك .. ثانيا: أنت كنظام عربي تحكم رأيت وتابعت وسمعت ذلك وأن هناك نظرية جديدة سوف تنشأ في المنطقة التي انا جزء منها وكنت في مقعد المشاهد ولم أستوعب هذه النظرية ولم أحاول معالجتها او تفاديها فلا تلوم إلا نفسك .. كما أن هذه النظم اللي سقطت كانت شاهد مشفش حاجة .. فأمريكا دولة كبري لها مخططاتها في المنطقة ومن حق مصر أن يكون لها مخططاتها الخاصة في المنطقة تقيها شرور اي تدخل أجنبي .. ولكن بالنسبة لمصر وتونس أعتقد ان الثورات التي قام بها الشعبان كانت نتيجة طول مدة الحكم . بماذا تفسر التخوف الاسرائيلي من بعض الاصوات التي طالبت بعد الثورة بتعديل بعض الاتفاقيات بين إسرائيل ومصر سواء الغاز او السلام؟ إسرائيل دولة لديها قدرة كبيرة علي صنع الاعداء وليس لديهم مهارة صنع الاصدقاء وهم يخسرون دائما وللأسف هم يعيشون في منطقة ولا يلعبون اللعبة بشروط المنطقة ولكن بشروط اخري .. وبالتالي هناك مشكلة إستراتيجية ستواجههم في الفترة المقبلة كبيرة جدأ .. ومصر لديها إتفاقية سلام مع إسرائيل وهو امر منوط بالشعب المصري .. ومصر الان لديها مدخل جديد في السياسة الخارجية المصرية هو الرأي العام المصري وعلي الاسرائيليين أن يعلموا ذلك .. ولابد ان نري مطالب الرأي العام التي لابد أن تكون متوازية مع مصالح الامن القومي المصري ولا يتم أي شئ لإرضاء فيصل او مجموعة من الاشخاص .. وعندما يري الشعب المصري في مرحلة ما مراجعة هذه الاتفاقيات اعتقد أن أي رئيس قادم سيلبي هذا المطلب . كارت قوي ماذا عن علاقات مصر وإيران وهل من المبكر رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ؟ في البداية أرفض الربط بين علاقات مصر بدول الخليج ورفع مستوي التمثيل الدبلوماسي مع إيران وأنا في كل زيارتي التي قمت بها لبعض دول الخليج خلال وجودي في المنصب بمفردي او مع الدكتور عصام شرف لم يطلب منا القادة والمسئولون العرب اي تخفيض للعلاقة مع إيران أو وقف التعاون معها بل علي العكس بعضهم قال .. أن علاقتكم القوية مع إيران كارت قوي يدعم موقفنا في مواجهة إيران وتستطيعون أيضا الضغط علي إيران وأعتقد أن هذا الموضوع أخذ مساحة وأبعادا داخلية كبيرة جداً .. ولكن في نفس الوقت لابد ان نكون علي دراية كاملة بما تريده إيران من المنطقة وأن تكون علاقتنا معهم ليست علي حساب روية مصر الاستراتيجية في المنطقة وفي نفس الاطار علاقتنا مع دول الخليج وامنهم . كيف تري التوجه العربي القادم الي الاممالمتحدة للحصول علي إعتراف دولي بالدولة الفلسطينية وهل سينجح ذلك ؟ للأسف إسرائيل وضعت الجانب الفلسطيني أمام خيار وحيد وهو التوجه الي الاممالمتحدة بعد التعطل الكامل لعملية السلام وإستمرار الاستيطان والتأثير الاسرائيلي المتواصل علي أمريكا والذي لم يؤد الي إنفراجة في عملية السلام بل بالعكس هناك قدر من الموائمة للمواقف الاسرائيلية في السياسة الامريكية كما أن الفلسطينيين يعرفون انهم سيخسرون من هذه الخطوة دعم إقتصادي امريكي ولكن هذا هو الخيار السياسي الوحيد لديهم . كما أنهم مصصمون علي ذلك وأعتقد أن العرب سيكونون مسئولين عن تعويض هذا الدعم الاقتصادي الامريكي لفلسطين في المستقبل .. والفلسطينين لهم كل الحق في ان ينشدوا كل الطرق السلمية بان يصلوا الي دولتهم وهذا مطلب عالمي وليس فلسطيني فقط ومصر قامت بتحرك دائم لهذا الموقف عن طريق إرسال رسائل الي بعض الدول للإعتراف بفلسطين. وأعتقد أنه سيكون هناك فيتو امريكي في مجلس الامن ولكن سيحصل الفلسطينيون علي تأييد من الجمعية العامة للامم المتحدة وسيكون ذلك دعم سياسي للقضية الفلسطينية في مرحلة قد تشهد توقفا تاما في العملية السياسية .. فنحن مقبلون علي مرحلة لا يعلم معالمها أحد بسبب الاوضاع في المنطقة وحكومة نتياهو والتردد الامريكي وكل ذلك يؤكد عدم وجود اي أمل أمام الفلسطينيين وعلي الاقل يحشدون دعما دوليا في الفترة القادمة ...وعلي الدول العربية أن تعيد صياغة موقف عربي عاما تجاه القضية الفلسطينية ويشمل الموضوعات الاقتصادية والثقافية والسياسية. كلمة أخيرة للمجلس العسكري : أتوجه إليه بالتحيه وأرفع له القبعه .. فأنا من خلال إختلاطي بأعضاء المجلس العسكري خلال الفترة القصيرة التي توليت فيها المنصب جلعني أثق تماما بان الجيش المصري هو السند الحقيقي للامن والاستقرار في مصر ومؤسسة وطنية لأبعد الحدود . عصام شرف : ربنا معاك .. ورثت تركة ثقيلة جداً عمرها 30 عاما . شباب الثورة : حققتم إنجازا تاريخيا لكم ولمصر ويجب المحافظة عليه ولا تتركوا الفرصة لاحد ان يقتنص ما حققتم او يستولي عليه وأن يكون لديكم الحكمة لمعرفة من هو معكم ومن ضدكم . الذين هاجموك من الزملاء السابقين : لا أعتبرهم زملاء ولا سابقين ولكن أعتبرهم مجموعة من المدعين الكاذبين . الصحفيين الذين هاجموك : لابد ان أقبل حرية الصحافة والنقد والقلم الذي في يدكم امانه وكنت اتمني ان يكون لدي قلم لكي أرد عليهم.