فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار المصريين هذا الأسبوع صوب صناديق الاقتراع فى أول انتخابات رئاسية حقيقية تجرى فى مصر، يثار تساؤل فى غاية الأهمية حول مدى تأثر الناخبين بهذا السيل الجارف من برامج «التوك شو» التى تملأ الفضائيات، ويطل من خلالها المرشحون للرئاسة ليعرضوا أفكارهم وبرامجهم وتاريخهم السياسى، فى محاولة لكسب أصوات المصريين والوصول إلى كرسى الرئاسة. «أكتوبر» التقت عدداً من خبراء وأساتذة الإعلام، الذين أكدوا على تأثير هذه البرامج بدرجات متفاوتة على المواطنين، لكنهم أجمعوا على أنها لن يكون لها الدور الحاسم فى تحديد المرشح الفائز برئاسة الجمهورية. فى البداية يقول د. محرز غالى الأستاذ بكلية الاعلام إن برامج التوك شو لها دور كبير لا يمكن ان ننكره ولها تأثير ملحوظ على المرشحين واكد انه لخطورة دورها فلابد ان تتغير سياسة تلك البرامج وان تبتعد عن الإثارة وتكون اكثر شفافية وصراحة وان يكون دورالاعلام هو التنوير وتوعية المجتمع واوضح ان الإعلام بعد ثورة يناير لم يتحرر وهناك الكثير من القيود حوله واكد دكتور محرز انه لكى يكون التأثير ايجابياً فهناك شروط اولها ان يعرف الجميع دور الاعلام الحقيقى فى التنوير وخدمة المواطنين وتوسيع مداركهم وزيادة وعيهم السياسى بطريقة تتلاءم مع ماشهدته مصر بعد الثورة من احداث. ويقول الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة إنه حزين على مستوى برامج التوك شو ووصفها بالسيئة واعتمادها على الإثارة والتلون ولكنه فى نفس الوقت لم ينكر دورها واكد انها ستؤثر على آراء المواطنين واتجاهاتهم ناحية مرشح دون الاخر ولكنه اوضح ان فئة معينة فقط هى التى ستتأثر ببرامج التوك شو وما تعرضه من مناظرات او غيرها بين المرشحين وهى الفئة الاقل تعليما اوالمغتربين لانهم بحاجة الى معرفة اى معلومة عنهم أما عن رأيه فى المناظرات التى تقام فقال انها لن تجدى مع الاغلبية العظمى من المواطنين ولن تؤثر على قراراتهم ورأيهم بشكل كبير واكد ان البرامج لن تؤثر على آراء المواطن بعد الثورة وسوف يتوخى كل مواطن الحذر قبل الاختيار ولن يكون من السهل التأثير عليه. ويقول د. محمود خليل الأستاذ بكلية الاعلام إن برامج التوك شو ستؤثر على نسبة قليلة من المواطنين ولكن الاغلبية العظمى من الجمهور يعلمون المرشح المناسب وغير المناسب ولهذا يرى د. خليل ان التأثير سيكون محدودًا لاننا نعلم من هو مرشح الفلول ومن هم المرشحون اصحاب النضال والتاريخ السياسى لذا فإن الامر شبه محسوم واختيار المواطن للمرشح سيكون على اساس توجهه الفكرى واختياره هو ولن يكون بحاجة الى تلك البرامج ليحدد مرشحه كما انه لا يمكن الاعتماد على تلك البرامج التى يتسم اغلبها بالاثارة وعدم المهنية أما عن رأيه فى المناظرات التى تتم بين المرشحين فقال إن المرشح الذى ينتمى إلى أحد التيارات السياسية أو الدينية لن تؤثر تلك البرامج عليه بالايجاب او السلب لان مؤيدى هذا الحزب سيعطون أصواتهم له بغض النظر عن برامج التوك شو لذلك فبرامج التوك شو ستكون كتحصيل حاصل . ويؤكد د. محمود علم الدين الأستاذ بكلية الاعلام ان الاعلام بشكل عام وبرامج التوك شو بشكل خاص سينحصر تأثيرها فى اختيار الرئيس القادم على أصحاب التعليم المنخفض الذين لا يعرفون معلومات عن المرشحين إلا من خلال تلك البرامج، أما الاغلبية العظمى من المصريين المترددين فى الاختيار فقد يتأثروا ايجابا او سلبا وهذا بحسب البرنامج واهدافه واضاف انه يجب ان تراعى المعايير المهنية والاخلاقية والموضوعية واعطاء فرص متكافئة للمرشحين وان يحترم الاعلام عقول المواطنين، واوضح ان كثيراً من البرامج والقنوات لها اهداف غير معلنة ولا تراعى الحيادية وبالتأكيد هى تفقد مصداقيتها عند الجمهور واضاف انه لابد من توخى الحذر فى التغطية الإعلامية للانتخابات حتى يتعرف المواطنون على كل مرشح وبرنامجه الانتخابى بصدق وحيادية كى يستطيع عمل المقارنات بين المرشحين بحرية تامة. وتقول د. انشراح الشال الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن برامج التوك شو تلعب دورا مهما فى الحياة السياسية الآن لانها تقدم خدمة المعرفة بالمرشحين وأسمائهم وتاريخهم السياسى كما انها تؤثر على المواطنين الذين لم يحددوا مرشحهم حتى الآن وهى الفئة الكبيرة من المجتمع تكاد تصل الى نصف المواطنين وبرامج التوك شو التى تعرض افكار وبرنامج المرشحين تؤثر على المواطنين وفى تشكيل رأيهم ووعيهم، واضافت ان هذا هو الدور الحقيقى لبرامج التوك شو المعرفى والتنويرى .