لا أثق فى نظام «التايم شير» المصرى، اشتركت فيه منذ 30 سنة وكان ناجحا فى بلاد العالم وعشت من خلاله فى «بلاد لها طعم ولون» و«بلاد الفن والجمال» و«آخر بلاد الدنيا»، وكلما اضطرتنى الظروف لاستخدامه فى بلادنا تبدأ الرحلة بوضع يدى على قلبى وغالبا ما تنتهى ب «حسبى الله ونعم الوكيل». ونظام «التايم شير» يعنى اقتسام مسكن بين أكثر من مشتر لوحدة سكنية فى فندق وتقوم شركة دولية بتنظيم عملية التبادل الدولى لتمكن كل مشتر من استخدام وحدته أسبوعا أو أسبوعين فى أى من بلاد العالم. فى شرم الشيخ لم نجد الوحدة التى كنا قد حجزناها فى أحد الفنادق إنما تم تبديلها بمواصفات مختلفة من حيث عدد الأفراد. وموقع الوحدة ومستوى مفروشاتها والخدمات المعدة فيها من أثاث ومواد استهلاكية كالفوط والمناديل الورقية وخلافه. صحيح أن بعض المشتركين أصابهم مرض الإهمال والاستهتار بممتلكات الغير، فمنهم من يلسع بسجائره مفروشات الوحدة، ومنهم من يحل لنفسه تفريغ بطاريات الريموت كنترول المستخدم فى تشغيل التليفزيون وأجهزة التكييف لاستخدامها فى كاميراتهم الخاصة وذلك لا ينفى اتهام إدارة «التايم شير» فى مصر بالإهمال الشديد، فالوحدات غير مزودة بمبيدات للناموس الذى تحتل جحافله كل أركان الوحدة وإن طلبت النجدة فلا حياة لمن تستنجد به. نظام «التايم شير» عالمى وهو جزء من السياحة ويمكن أن يجذب السائحين أو يطردهم وعلى وزر السياحة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ضمن خطته لاستعادة السياحة لمصر، فيشدد الرقابة على المنتجعات التى تتبع شركة التبادل الدولى RCI منذ زيارة مندوبى هذه المنتجعات لرواد الأسواق والمطاعم بشكل سخيف ليبيعوا لهم وحداتهم إلى التسيب والإهمال فى الوحدات نفسها. يجرى التاكسى فى شوارع المدينة المتحضرة شرم الشيخ فيفاجأ السائح بموقعة جديدة للجمل، فشوارع المدينة منظمة منسقة ونظيفة والسائقون اعتادوا الالتزام بقواعد وآداب المرور. وما يحدث الآن فى «موقعة الجمل» الجديدة أن السائق ومن معه يفاجأون بجمل يجرى عكس الاتجاه فى نهر الطريق، ينام بين الصنم والرقبة صبى يقود الجمل باحثا عن زبون مما يضايق السائح الأجنبى الذى اعتاد على النظام العالمى للمرور فى بلاده وفى شرم الشيخ من قبل!! ومازال التاكسى يجرى حتى صفعنى مشهد مثير لقوس نصر أو جدارية فى طريق السلام.. قلت للسائق «لف وارجع»! وعاد لأشاهد مالم يكن فى الحسبان. جدارية طولها حوالى 30 متراً زينت بعمودين من الطراز الفرعونى. وزودت بالأضواء الكاشفة وبنيت حولها حديقة تبعدها عن نهر طريق السلام بأمتار، تجمع فى صوره بالأحجام الطبيعية الرئيس المخلوع مع بعض قادة العالم هم من اليمين إلى اليسار الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك والملك حسين بن طلال ملك الأردن الراحل، الملك الحسن الثانى ملك المملكة المغربية الراحل والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، الرئيس التركى الراحل سليمان ديميريل، الرئيس الروسى الأسبق بوليس يلسن ثم المخلوع، فرئيس الكيان الصهيونى الأسبق شيمون بيريز ثم رئيس اليابان السابق يوكيتو أكيدا والمستشار الألمانى السابق هيلموت كول وملك البحرين حمد بن عيسى ورئيس الوزراء البريطانى الأسبق جون ميجور، اصطف كل هؤلاء القادة ووقف بينهم المخلوع كواسطة العقد فى مناسبة عقد مؤتمر صانعى السلام فى 13 مارس 1996، ومن الواضح أن فندق «سافوى» قد تطوع ببناء هذه التشريفة، وخرج شعب شرم الشيخ عليها فنزع اسمى المخلوع والصهيونى من تحت صورتيهما. وهو أمر لا يكفى، بعد أن تطهرت مصر من أسماء المخلوع وأسرته. وتم مسحها من فوق واجهات المدارس المصرية، ودمر الشعب تمثالا للمخلوع على طريق محور 6 أكتوبر، فلماذا بقيت هذه «التشريفة» على طريق السلام ولم يعد بسلام، فهو ينتهى فى شرم الشيخ بمنطقة اسمها «الغرقانة»!! ولماذا تخلد شرم الشيخ هؤلاء من أنك إذا مررت بشوارع بلادهم لن تجد لهم ذكراً ولا للرئيس المخلوع الذى قام بتكريمهم، ولم يكرمه أحد منهم. l يا وزير السياحة منير فخرى عبد النور - راقب!! l ويا محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة - انسف!!