لاشك أن الأسرى المضربين عن الطعام فى سجون الاحتلال دخلوا فى مرحلة متقدمة من الإضراب، وأنهم باتوا يعيشون الأيام المفصلية لاسيما بعد أن دخل عدد من الأسرى مرحلة الامتناع عن تناول الدواء داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية. أكد الوزير عيسى قراقع – وزير شئون الأسرى الفلسطينيين – أن إسرائيل قلقة جدا من حالة التمرد التى يقوم بها الأسرى فى سجونها، والتى يقاتلون بها ضد القوانين الإسرائيلية التى تتعامل معهم بخلاف القوانين الدولية. ونفى قراقع فى حوار خاص ل «أكتوبر» ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن أن أسرى «فتح» فى سجن اشكلون قد أوقفوا إضرابهم عن الطعام. موضحا ان هذه التصريحات مشبوهة، ويقف وراءها مشبوهون وهى جزء من الحرب النفسية الإعلامية الإسرائيلية على الأسرى المضربين لكسر شوكة إضرابهم، ولزعزعة الثقة فى صفوفهم، ودعا إلى عدم التعامل أو الالتفات إلى مثل هذه التصريحات، والتركيز على استمرار دعم الإضراب الذى يخوضه الأسرى فى السجون الإسرائيلية. وأبدى قراقع تفاؤله من قرار الجامعة العربية بعرض قضية الأسرى على الأممالمتحدة لاستصدار قرار لطلب رأى استشارى من محكمة العدل الدولية فى لاهاى، حول الوضع القانونى للأسرى الفلسطينيين والعرب فى سجون الاحتلال وفقاً لأحكام القانون الدولى وتحديد مسئولية دولة الاحتلال والمجتمع الدولى تجاههم. أشار قراقع إلى أن الأسرى الفلسطينيين يخوضون جولة جديدة من جولات التحدى والنضال والمواجهة المفتوحة مع إدارة السجون الإسرائيلية الصهيونية وقوانينهم الفاشية الظالمة، جولة جديدة من جولات الصمود والكرامة التى امتدت على مدى ستة عقود ونحن فى الذكرى الرابعة والستين للنكبة .. أكثر من 1600 أسير وأسيرة أعلنوا الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 17 أبريل، وسبقهم عدد من الأسرى الذين مر على إضرابهم ما يقارب ال 60 يوما، ويزداد عددهم يوماً بعد يوم .. يتعرضون للقتل دون وازع من ضمير فى غرف التحقيق وزنازين الموت. وحول عدد الأسرى الحقيقيين المضربين عن الطعام قال الوزير إن عدد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام نحو 3000 أسير، وهم يتعرضون لظروف غير إنسانية فى السجون الإسرائيلية وبعضهم معتقل دون محاكمة. وأوضح أن موقفنا راسخ داعم لحرية الأسرى والأسيرات كافة وسنقف إلى جانبهم فى أشد معاركهم معركة الأمعاء الخاوية.. استنكارا لجميع الاعتداءات والإجراءات والممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية، وعبر قراقع عن أسفه مما وصل إليه وضع السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام بهدف تحقيق مطالبهم، والتى وصفها قراقع بالعادية و البسيطة من زيارات الأهالى وإنهاء العزل الانفرادى والالتحاق بالتعليم، وتجميع الأشقاء فى سجن واحد وكلها مطالب مشروعة من أجل العيش بشكل إنسانى فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية. واقترح وزير الأسرى والمحررين الفلسطينى أن يكون يوم 29/11/2012 يوم التضامن العالمى مع الشعب الفلسطينى، والتأكيد من جديد على طلب توصية من الأممالمتحدة لإرسال لجنة دولية للتحقيق ولتقصى الحقائق حول الأوضاع فى سجون الاحتلال وفحص مدى التزام إسرائيل بأحكام وقواعد القانون الدولى. وطالب قراقع الدول العربية بالعمل بجدية واتخاذ قرارات سياسية لإعادة النظر فى الاتفاقات التجارية والاقتصادية والسياحية والعلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، فى ظل استمرار انتهاكاتها لحقوق الأسرى حتى يتم الاستجابة لمطالب الأسرى المشروعة وحقوقهم الإنسانية العادلة. وشدد قراقع على ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية لتنفيذ قرار مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزارى لعقد مؤتمر دولى تحت رعاية جامعة الدول العربية حول قضية الأسرى، وذلك من أجل إعطاء القضية بعدها الإنسانى الحقيقى على أساس أن قضية الأسرى قضية عالمية. وأكد أنه لا يوجد فرق فى التعامل بين الأسير الفلسطينى من غزة أو من الضفة فنحن جميعا تحت الاحتلال وإسرائيل لا تفرق بين أسرى من فتح أو من حماس كل الأسرى الفلسطينيين تحت القمع والاحتلال الإسرائيلى، وبالتالى الكل فى خندق واحد. ويرى أن قضية الأسرى الفلسطينيين تعد فرصة ذهبية لدفع عملية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية إلى الأمام من اجل الوقوف بقوة أمام العدو المحتل وانهاء الاحتلال الإسرائيلى الغاشم. مشددا على ضرورة الاستفادة بالدور الفاعل الذى تقوم به مصر من أجل إنهاء معاناة الأسرى والضغط على الاحتلال لتحقيق مطالب الأسرى من جانب وتفعيل المصالحة الفلسطينية من جانب آخر.