كتبت : محمد جمال ... صلوا ع النبى .. عليه الصلاة والسلام.. هكذا يبدأ المصرى الكلام حينما تشتد الحوارات من حوله، ويريد أن يُسكت الجميع بذكاء ونزعة روحية وتدين، ولأنى سوف أتحدث عن انتخابات الرئاسة، فصلوا ع النبى.. يتنافس على انتخابات الرئاسة فلول وإسلاميون واشتراكيون وآخرون، وننحن نكرر نفس الخطأ، نواح وصياح وأحيانا نباح على الفيس بوك وتويتر والفضائيات، وقد ارتكبنا نفس الخطأ قبل الاستفتاء على تعديل المواد الدستورية، وكانت الغلبة الكبيرة لمن التحم بالشارع، نفس الخطأ كان أيضا فى الانتخابات البرلمانية (شعب وشورى)، قوى موجودة فى الشارع وخاصة فى القرى والنجوع والعشوائيات فى مواجهة قوى تجلس فى كافيهات وسط البلد والمكاتب أمام شاشات الكمبيوتر لتجمع لايكات وكومنتات على ما تكتبه على مواقع التواصل الاجتماعى، والغلبة كانت لمن وزع الأنابيب والسكر والزيت، أعلم أن السيطرة على عقول كساها الفقر جهلا فوق جهل كانت سهلة سلسة باسم الدين والسكر والزيت، ولكن لا أعلم لماذا يملأنى الإيمان والأمل بأنها هى العقول التى يمكن الاستناد إليها إذا ما تم العمل عليها بشكل مباشر؟ نعم فالاتصال المباشر هو أقوى أنواع الاتصال. وصلوا ع النبى كمان مرة .. في ميدان التحرير أيقونة الثورة التى أبهرت العالم، وتسلمها اليوم بائعو الشاى والكرشة والأعلام والحظاظات .. في هذا الميدان أيام الثورة كانت الوحدة هى الحل. الوحدة التى كانت سببا في استناد الثورة على ظهير جماهيرى قوى ؛ لأن الميدان كان مصريا خالصا من كل الأيدولوجيات والاعتقادات، واليوم غاب أنبياء الميدان ليتركوا الثورة إلى شياطينه، غابت الوحدة وتركت الثورة فى يد التشرذم والتفكك ومدعى الوطنية وفسدة الميدان.. آه بالنسبة لانتخابات الرئاسة .. ببساطة اتحدوا واتحدوا واتحدوا. إنها لعبة الانتخابات النظيفة الناجحة. اتحدوا أولا بشكل مباشر مع الشارع، واتحدوا أولا أيضا بشكل مباشر مع بعضكم البعض، اضغطوا على مرشحى الرئاسة الذين تتوسمون فيهم الخير ليتركوا البحث عن السلطة إلى البحث عن مصر، ما المانع أن يتكون تحالف من ثلاثة أو أربعة مرشحين ضد غير المرغوب فيهم ولا الضالين؟ ساعتها سيصبح التكتل أقوى، بالشارع الحقيقى أقوى، صلينا ع النبى؟