? شهدت أسرة كرة القدم فى الفترة الأخيرة أحداثا محزنة لعدم قدرة الأندية المصرية والمنتخبات الوطنية على أداء مبارياتها بين أحضان جماهيرها وفى ملاعبها بسبب رفض الأمن تحمل مسئولية تأمين المباريات تجنبا للدخول فى مواجهات مع بعض روابط الجماهير التى ترفض إقامة المباريات، وهو شىء محزن ويضر بمستقبل الكرة المصرية ويعيدها للخلف عشرات السنين لتوقف المسابقات المحلية، وهو مايذكرنى بما حدث عقب نكسة يونيو 1967 وإن كان الحال أصعب فى الوقت الحالى لأنه إذا كانت المسابقات توقفت بعد النكسة فإن مباريات المنتخب ومباريات الأندية الودية كانت تقام فى حضور الجماهير، وأيضا كان الإسماعيلى يلعب فى كأس أبطال أفريقيا ويحضر مبارياته عشرات آلاف دون أى تجاوز .. ولكن اتحاد الكرة مازال يتمسك بالأمل فى استئناف النشاط لصالح اللعبة الشعبية الأولى ومصلحة الأندية التى باتت قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس. ? رغم الخلاف المشهود بين الإخوان وبعض القوى السياسية فى قضايا متعددة فى مرحلة ما بعد الثورة، إلا أننا لا ينبغى أبداً أن نتجاوز الخلاف السياسى، إلى مناطق (التكفير السياسى مهما اختلفنا، وهى مناطق تنكر ماضيه المشرف، وتخرجه من الصف الوطنى، مثلما نرفض دعاوى التكفير أو التجهيل من بعض التيارات الدينية.. ولا ينكر عاقل أن الإخوان كانوا، ومازالوا من أهم فصائل العمل الوطنى المصرى. إننا إذ نسجل اليوم خلافنا مع الإخوان فى قضية كتابة الدستور، وأهمية أن يكتب بالتوافق، وليس بأغلبية أعضاء مجلس الشعب والشورى الإخوانى والسلفى، نقول إن خلافنا الحالى معهم هو خلاف فى السياسة، وهو خلاف مشروع.. بل هو واجب وطنى، تفرضه مبادئ الحرية والديمقراطية التى ناضل الشعب المصرى من أجلها، ولكنه خلاف له ضوابط وأخلاق لابد أن تحترم وألا نتعداها، خلاف يقدر للإخوان ماضيهم المشرف وينصحهم أن يترفقوا بأنفسهم فى حاضرهم القلق، وفى الفتنة الكبرى التى يمرون بها وتمر بها مصر، فتنة (التمكين) و(السلطة). ومن هذا المنطلق يجب أن يتقبل الإخوان النقد وأن يتعلموا من دروس الماضى بأن يستوعبوا المعارضة ولا يهمشوها لأن التيارات الأخرى تريد أيضا الخير لمصر من منطلق أيديولوجيتها السياسية، فلن ينصلح حال هذا البلد إلا إذا توصلت كل القوى السياسية إلى نقطة التقاء تكون محطة للانطلاق نحو الخروج من النفق المظلم إلى ضياء المستقبل الذى ننشده جميعا لمصر والمصريين.. والله الموفق.