آخر نكتة أطلقها الشباب على الفيس بوك هذه الأيام هى أنه بعد أن «كوّش» حزب الحرية والعدالة على البرلمان بغرفتيه، وعلى اللجنة التأسيسية للدستور، وترشيح «الشاطر خيرت».. قصدى خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية.. فمش ناقص غير إنهم ياخدوا الحاجة الوحيدة اللى ناقصة فى البلد وهى ترشيح الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة لمنصب قداسة بابا الأقباط الأرثوذكس الخالى حالياً؛ وبذلك يكون الحزب قد «كوّش» على كل شىء فى مصر وتسلم البلاد من بابها تسليم مفتاح..!! وليس سراً أن هناك انشقاقات واستقالات واختلافات داخل حزب الحرية والعدالة بل داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها ضد هذه الحالة الغريبة من «التكويش» على كل شىء وأى شىء والتى يمارسها الحزب حالياً بدعم كامل من الجماعة.. وعلى الرغم من أنه ليست لدىّ الصورة الكاملة لحجم هذه الاختلافات والانشقاقات لتكتم الجماعة والحزب الشديد على ما يحدث داخلهما، فإن ما يخرج من تصريحات لقيادات الجماعة والحزب يؤكد أن هناك أحداثاً خطيرة تدور فى الكواليس، وقد تفاقمت هذه الأحداث بعد الإعلان عن ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لمنصب رئيس الجمهورية.. وعلى طريقة شهد شاهد من أهلها فلن أجد أفضل مما قاله أحد قياديى حزب الحرية والعدالة والذى يحظى باحترام وتقدير كبيرين فى الشارع وهو الدكتور محمد البلتاجى عضو المكتب التنفيذى للحزب، والذى أبدى اعتراضه على عملية «التكويش» التى يمارسها الحزب والجماعة الآن بصفة عامة، وعلى ترشيح الشاطر لمنصب الرئاسة بصفة خاصة؛ فقد قال البلتاجى على صفحته على الفيس بوك والتى أقرأ منها الآن «إن الإخوان وقعوا فى الفخ بترشيحهم للشاطر»، وأكد أنه قال لإخوانه فى اجتماع الهيئة العليا للحزب، قبل أن يصوت برفض القرار، إنه من الظلم للوطن وللإخوان أن يتحملوا وحدهم مسئولية الوطن كاملة من مجلسى الشعب والشورى واللجنة التأسيسية للدستور وحتى الحكومة والرئاسة فى ظل الظروف الحرجة الراهنة.. وقال إنه فى غاية القلق على مستقبل الوطن، ومستقبل التيار الإسلامى الذى يرى أن هناك أطرافاً تسعى لتوريطه وإفشال تجربته لتتخلص منه سريعاً.. انتهى كلام د. البلتاجى على صفحته على الفيس بوك، والتى شهدت مداخلات من العديد من طوائف الشعب تنتقد حالة تكويش الإخوان على البلد.. وأعتقد أنه لا يوجد أوضح مما قاله د. البلتاجى وهو يتفق تماماً مع ما كتبته من قبل من أن التيار الإسلامى، بصفة عامة، والإخوان، بصفة خاصة، قد خسروا كثيراً بعد أن كشفت ممارستهم للعبة السياسية عن الوجه الحقيقى لهم وهى أنهم بأدائهم وممارساتهم لا يختلفون كثيراً عن ممارسات وأداء الحزب الوطنى الديمقراطى المنحل..! وليس سراً أن الخسارة لن تطال التيار الإسلامى والإخوان وحدهم، بل قد تنسحب آثارها السلبية لتمتد إلى مستقبل الوطن كله.. ولن أقول مستقبل المنطقة كلها.. فالعالم كله، يتابع تجربة صعود التيار الإسلامى فى مصر والمنطقة، ويرصد كل ما ينتج عنها من سلبيات وإيجابيات، ولا أعتقد أن نتائج التجربة حتى الآن فى صالح التيار الإسلامى، على الأقل فى مصر، وهو ما قد يعنى شهادة وفاة للتجربة ووأدها فى مهدها بحيث لن تقوم للتيار الإسلامى بعد ذلك قائمة إذا ما استمر الأداء على نفس هذا النهج «الأنانى»، والذى يقصى كل الأطراف الفاعلة من اللعبة السياسية! نعم إننى أتفق تماماً مع القيادى الإخوانى المحترم د.محمد البلتاجى فى أن «الإخوان قد وقعوا فى الفخ» وأنهم قد تورطوا بالفعل، وبدأوا يدقون المسمار الأخير فى نعش تجربتهم التى جاءت لهم على طبق من ذهب..!! ولكننى أتمنى أن يتداركوا الموقف ويعيدان إصلاح ما أفسدوه بسرعة حتى لا يندموا وقت لا ينفع أى ندم.