بعد العقوبات الاقتصاديّة التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي مؤخّراً على صادرات ايران النفطيّة. وبعد الزيارات المتعاقبة لكل من ايهود باراك ونتنياهوومعهم شمعون بيريز لواشنطن الأسبوع الماضي. تتبادر الى الأذهان حالياً الكثير من الأسئلة حول نذر الحرب على ايران.. وتأثير ذلك على منطقتنا. فرغم التحذير شديد اللهجة الّذي وجّهه اوباما لايران الأسبوع الماضي أمام مؤتمر اصدقاء اسرائيل في امريكا.. يرى المراقبون أنّ واشنطن لا زالت ترى أن العقوبات الأخيرة ستؤتي بأكلها ولا داعي لشن هجمات عسكرية..وهذا رغم تصريحات اوباما بأن امريكا لن تستبعد الخيار العسكري مع قرب امتلاك ايران للسلاح النّووي. حيث أنّه قال ذلك أمام حشود اللوبي اليهودي الذين ارادوا سماع ذلك منه ..خصوصاً مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكيّة. بينما ترى اسرائيل أنّ الوقت يمر سريعاً خصوصاً بعد ان اقتربت ايران من اتمام تحصين المنشئات واخفاء معظم أنشطتها النّوويّة تحت الأرض. ولعل السؤال المطروح هو هل ستردع عقوبات كهذه ايران عن تحقيق طموحاتها النوويّة؟ المراقبون يرون أنّ العقوبات على ايران لن تردعها. فعلى الرّغم من انّ البترول الذي فرضت دول الاتحاد الأوروبي حظراً على استيراده هو عصب الحياة والعمود الفقري للاقتصاد الايراني.. الى جانب حظر على بعض التحويلات البنكية..الأمر الّذي على اثره تدنت قيمة العملة الايرانية بشكل ملحوظ. وهذا الحظر يتواكب مع ما يعانيه الاقتصاد الايراني من ارتفاع في نسبة البطالة وتقلص في الاستثمارات ونقص في امدادات السلع الغذائيّة. ومع ذلك لن تؤدي العقوبات أو الحظر الى تغييرات حاسمة في سياسات ايران النّويية. فالصّين ومعها تركيا والهند مثلا لن يشاركوا في الحظر. بل ان خبراء امنيين غربيين يرون أنّ الصين-وهي من أكبر مستوردي النفط الايراني- تلعب دوراً هاماّ في مساعدة ايران على تجنّب آثار العقوبات, فالبنك المركزي في طهران لديه تسهيلات بنكية وائتمانيّة في كل من تركيا والصين لتمويل وشراء كل ما يساعد استمرارالاقتصاد الايراني في الوقوف على قدميه. فمقابل البترول الذي تحصل عليه الصين من ايران.. تشتري بكين بضائع تكون ايران في حاجة اليها وهذا يحدث ايضا في تركيا الأكثر انفتاحاً على اسواق اوروبا لشراء كل ماتحتاجه ايران. أماّ الهند فانّ معامل تكريرها مخصصّة فقط لتكرير البترول الايراني ولهذا السبب لا تود أن ترضخ لمطالب واشنطن بالمقاطعة.. بل على العكس اعلنت عن نيتها في ارسال وفد تجاري الى طهران للتباحث حول مزيد من التعاون الاقتصادي. الى جانب ذلك يرى المراقبون أنّه تاريخيّاً لم تمنع العقوبات الاقتصادية العراق من بيع نفطها ولم يسقط بسببها نظام صدّام بل اسقطه الغزو العسكري. ونفس الشيء مع نظام موجابي في زيمابوي. امّا وقت الهجوم لااسرائيلي المحتمل فمن المؤكّد أنه لن يحدث دون ضوء أخضر من واشنطن.