أكد ممدوح قطب المدير السابق بجهاز المخابرات العامة والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أنه لم يستشر أية جهة قبل إعلانه الترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة؛ نافيًا كل ما يشاع عن كونه مرشح المخابرات أو الإسلاميين. وفى حواره مع «أكتوبر» قال قطب: إن حبه لمصر ورغبته فى خدمتها هو الدافع الحقيقى لترشحه وخاصة أن الرئيس القادم لمصر لن يغمض له جفن من كثرة الملفات الشائكة التى سيواجهها، ورغم ذلك يرى قطب أن باستطاعته لو أصبح رئيسا للجمهورية أن يتغلب على مشاكل الاقتصاد والأمن خلال مدة لا تزيد على 6 شهور فقط. ورفض المرشح المحتمل ممدوح قطب مسألة العفو عن الرئيس السابق حسنى مبارك الذى ينتظر الحكم عليه مطلع يونيو المقبل، مؤكدًا على ضرورة محاكمته على كل جرائمه التى ارتكبها فى حق الشعب طوال 30 عامًا. وفى سياق الحوار يكشف قطب عن برنامجه الانتخابى وموقفه من معاهدة كامب ديفيد، وعلاقته بالإسلاميين والقوى السياسية الأخرى، وأسرار خروجه المفاجئ من المخابرات.? بداية لماذا يترشح اثنان من المخابرات لرئاسة الجمهورية؟ ?? أولاً، أنا لست مرشح المخابرات العامة، وفيما يتعلق بالفريق حسام خيرالله أرى أن ترشحه لرئاسة الجمهورية حرية شخصية، فكل مرشح يرى فى نفسه القدرة على خدمة مصر فليتقدم للترشح، ولكنى أرفض أن يقال هذا الشخص مرشح المخابرات وهذا مرشح الجيش، لأن التفرقة غير مطلوبة فى المجتمع، وأنا أحد أهدافى فى الفترة الحالية القضاء على التفرقة بين المصريين، فلا نقول «مسلم أو مسيحى، رجل أو امرأة»، فهذا غير مطلوب إطلاقاً. ? هل لديك خبرة سياسية تؤهلك للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ؟ ?? أعتقد أنى امتلك الخبرة السياسية المطلوبة، فأنا مهتم بالسياسة منذ كان عمرى 12 عاماً، وخلال فترة عملى فى المخابرات العامة والتى امتدت إلى 25 عاماً من 1982 حتى 2007 ساهمت بدور بارز فى معظم القضايا السياسية الداخلية والخارجية، وقمت بمهام سياسية وأمنية، منها كشف شبكات تجسس من دول غربية وآسيوية داخل مصر، وعلى المستوى الخارجى عملت فى أماكن الصراعات الساخنة منها الصومال و منطقة القرن الإفريقى، وجيبوتى، كما عملت فى إسرائيل خلال مفاوضات السلام الإسرئيلية الفلسطينية، وبعدها انتقلت إلى العراق بعد الغزو الأمريكى وسقوط نظام صدام حسين، وفى الفترة من 1999 إلى 2003 كنت مسئولا عن ملف حوض النيل وتأمين وصول حصة مصر كاملة، حيث شاركت فى وضع استراتيجية التعامل مع تهديد الأمن القومى المائى، لكنها للأسف لم تنفذ، مما أوصلنا إلى ما نحن عليه. وحتى بعد خروجى من جهاز المخابرات لم يتوقف نشاطى السياسى، حيث ساهمت عقب الثورة فى تأسيس حزب الحضارة بداية من جمع التوكيلات وصولاً إلى التأسيس فى ثلاثة أشهر، ليخوض الحزب انتخابات مجلسى الشعب والشورى بأربعة مرشحين فاز منهم ثلاثه بنسبه نجاح 75% ? ولماذا تأخر إعلان ترشحك للرئاسة ؟ ?? فى الواقع هناك عدة أسباب أدت إلى تأخر إعلان ترشحى للرئاسة، منها ما يتعلق بمسئوليتى كرئيس لقطاع المساعدات الإنسانية والطوارئ والإغاثة فى مؤسسة «مصر الخير»، فكما نعلم جميعا أنه بعد الثورة أدى تردى الوضع الاقتصادى إلى زيادة معاناة الناس، حيث تلقت المؤسسة فى تلك الفترة 48 ألف طلب مساعدة، وبحكم منصبى لم أكن استطيع التخلى عن تلك المسئولية، وبالفعل استطعنا منذ 2 فبراير من العام الماضى ولمده 6 أشهر مساعدة الجرحى والمحتاجين وأسر الشهداء، حتى تدخلت الدولة فى هذا الموضوع، وبعدها بدأت مشروع إنشاء «حزب الحضارة»، حيث كنت مكلفاً بالحصول على التوكيلات من المحافظات للحزب وتقديمها للجنة الأحزاب، ومن ضمن أسباب تأخرى أيضاً، عدم وجود أى شئ واضح فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، فلم يكن معروفاً كيفية سير الانتخابات، ولم يكن قانون الانتخابات قد ظهر بعد، ولذا كانت العملية ضبابية جداً، وهو ضد طبيعتى، فلابد لى أن أكون دارساً للأمور جيداً حتى أستطيع التحرك، وهناك سبب آخر يتعلق بالتمويل، حيث لم يكن ممكناً بدء الحملة الانتخابية إلا عندما يتوافر التمويل اللازم، وهذا ما تطلب بيع أرض ورثتها عن والدتى، فلم يكن باستطاعتى خوض غمار الانتخابات بدون مبالغ مالية لتغطية حملتى الإنتخابية، وأخيرا كان لابد من الإعداد لبرنامج انتخابى قوى أقدمه للناس، وعندما توافرت هذه الأمور تقدمت لخوض الانتخابات. ? وهل تعتقد أنك ستكون قادراً للوصول للناس فى هذه المدة القصيرة ؟ ?? كل من حولى يقول إننى مقبل على مهمة مستحيلة، ولكنى تعودت على هذا منذ عملى فى الجيش والمخابرات، وأعتقد أنه رغم هذه المده القصيرة المتبقية أستطيع أن أصل للناس وأقدم لهم برنامجى الانتخابى، وذلك عن طريق وسائل الإعلام والمؤتمرات الانتخابية فى كل المحافظات، وأنا بدأت حملتى الانتخابية من امبابة وتكلمت مع الناس، ثم سافرت إلى سوهاج وأسيوط، و سأستكمل باقى جولاتى فى باقى المحافظات، وعامة أنا أؤمن بحكمة مفادها «ليس العبرة بمن سبق، ولكن العبرة بمن صدق»، ثم إن التأخير فى إعلان قرار الترشح له ميزة وعيب، حيث تتمثل الميزة فى استعداد الناس لسماع برامج المرشحين الجدد، بعد أن استمعوا مراراً لبرامج المرشحين الذين أعلنوا ترشحهم منذ فترة، أما العيب فيتعلق بضيق الوقت، ولكنى قادر -بإذن الله- على تجاوز هذه المشكلة. ? هل استشرت أحدًا فى المخابرات أو المجلس العسكرى قبل الترشح؟ ?? لم أستشر أحدًا لا فى المخابرات ولا فى المجلس العسكرى، بل استشرت أصدقائى ومعارفى فقط. ? وماذا عن ردود الفعل التى وجدتها من تلك الجهات بعد إعلانك قرار الترشيح؟ ?? هذه الجهات تعلم جيدا من هو ممدوح قطب، وأعتقد أن ترشيحى لا يشكل لهم أى نوع من الحساسية فى أى شيء، بالعكس هم يعلمون تاريخى، وأعتقد أنهم يقدرون هذا التاريخ، ولم يصلنى أى شيء سلبى من ناحيتهم. الخلفية العسكرية ? ما الذى يميزك عن باقى المرشحين؟ ?? لدى العديد من الخبرات فى مجالات متعددة، وكلها تحتاج إليها مصر حاليا، خبرة أمنية، خبرة سياسية سواء فى الداخل أو فى الخارج، خبرة دبلوماسية اكتسبتها من خلال عملى فى الخارج، خلفية عسكرية من خلال السنوات السبع التى خدمت فيها فى الجيش كضابط استطلاع، بالإضافة لخبرة إدارية وقدرة على الإنجاز، كل هذا يرتبط بطبيعة موجودة عندى، وهو أنى أدرس الأمور جيدا، وأنجز سريعا. ? تحدثت عن الخلفية العسكرية باعتبارها ميزة، بينما لا يرى الكثيرون ذلك؟ ?? لا أتفق مع هذا الرأى، لأنى أعتبر الخلفية العسكرية مهمة فى الوقت الحالى، لأننا نمر بفترة انتقالية، والجيش سوف ينقل السلطة لرئيس منتخب، لذا، فلابد أن يكون الرئيس القادم قادرا على فهم تفكير الجيش والتعامل معه، وهذا ما يتوافر فى الرئيس الذى يمتلك خلفية عسكرية. ? وهل تعتبر صغر سنك-57 عاما- بالمقارنة بباقى المرشحين ميزة؟ ?? السن سيكون عاملا حاسما فيمن يتولى مهام البلاد، خاصة أن الفترة القادمة تحتاج إلى عمل كثير جدا، وتتطلب رئيسا يمتلك لياقة صحية ونفسية وبدنية عالية، لأنه « مش هينام» وبالنسبة لى أعتقد أن ميزة السن هى أننى أجمع بين الخبرة والقدرة على التنفيذ. ? هل أجريت اتصالات مع القوى السياسية الموجودة حاليا؟ ?? بالفعل، أجريت اتصالات مع جميع القوى السياسية، لأنى من المفترض أن أكون رئيسا للجميع، ولا أريد أن أحسب نفسى على كتلة أو اتجاه معين، ومن هنا كانت هذه الاتصالات التى قمت فيها بطرح برنامجى، وفى النهاية الاختيار لهم، فإذا قرروا دعمى، فسيكون ذلك شيئا إيجابيا، وإذا لم يقرروا دعمى، فسأحترم اختياراتهم. ? لماذا قلت إنك تسعى للحصول على دعم الإسلاميين؟ ?? لم أقل هذا الكلام، بل قلت إن الإسلاميين كتلة قوية فى المجتمع، وأى مرشح يجب أن يسعى للحصول على دعم جميع القوى السياسية وليس الإسلاميين فقط، أو الليبراليين فقط، وغيرهم من القوى. ? وهل قررت إحدى القوى السياسية تأييدك؟ ?? معظم القوى السياسية لم تعلن مواقفها حتى الآن، وأغلبهم قال إنهم سيعلنون مواقفهم بعد غلق باب الترشيح. رؤية شاملة للوطن ? حدثنا عن أبرز ملامح برنامجك الانتخابى ؟ ?? فى البداية لابد أن أشير إلى أن هذا البرنامج تم إعداده بالتعاون مع العديد من الخبراء المتخصصين فى جميع المجالات، حيث يقدم هذا البرنامج رؤية شاملة للنهوض بالوطن فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، وما يتعلق بالدين والأخلاق العامة، والسياسة الخارجية، والأمن القومى، والثقافة والآداب، وهذا البرنامج يحمل اسم «معاً نقدر» بمعنى أننا نستطيع أن نغير مصر للأفضل وننتقل للمستقبل بتكاتف جميع أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم للنهوض بها، أما شعار الحملة الانتخابية فهو «حقك يا مصرى» لأن كل انسان مصرى له حق عندى فى أنه يعيش حياة كريمة، بأن يحصل على دخل كاف، يكفى أسرته ويتمتع بنظام تأمينى صحى، ويعيش آمنًا فى أسرته وبيته، وأن يأخذ حقه فى ظل مراعاة القانون وحقوق الإنسان، ليصبح قادرا على الإنجاز». ? وما أول القرارات التى ستتخذها فى حال توليك الرئاسة؟ ?? هناك عدة مهام عاجلة سأبدأ فى تنفيذها فور تولى منصب الرئاسة، أهمها ما يتعلق بلم شمل المجتمع المصرى، والحفاظ على نسيج الأمة، وإزالة الاحتقان الداخلى، فللأسف المجتمع المصرى أصبح متفرقا، وكل شخص أصبح معجبا برأيه ولا يريد الاستماع للآخر، لذا، سيكون هذا أول أهدافى التى سأسعى لتحقيقها فى غضون 6 شهور، الأمر الثانى يتعلق بوجود إدارة للمظالم تختص بحل مشاكل المواطنين فيما لايزيد على 3 شهور، أما الهدف الثالث فهو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل، الجنائى والاقتصادى والغذائى والاجتماعى، ومن ضمن الأشياء المهمة فيما يتعلق بالأمن إنشاء جهاز للأمن الاستباقى للحد من الجرائم والكوارث، فلا يجب انتظار وقوع الحدث كى نتحرك لاحتوائه، بينما نحن لدينا مراكز إدارة أزمات كثيرة يجب أن يتم تفعيلها كى نستطيع التنبؤ بالأزمات ووضع سيناريوهات التعامل مع الأزمة، وأخيرا تطوير الاقتصاد، حيث إن الاقتصاد المصرى ينزف، لذا سأقوم بعقد مؤتمر لجميع الخبراء الاقتصاديين المحليين والأجانب، لكى يضعوا برنامج عمل واضحًا للاقتصاد المصرى لكى ينهض من كبوته، ويدرسوا كيفية ترشيد النفقات، والبحث فى الإمكانات المهدرة لدينا، كما سأوافق على أخذ قرض من صندوق النقد الدولى، ولكن هذا لا يعنى أننى سأعتمد على القروض، ولكنى سأقبل بقرض صندوق النقد الدولى فى الوقت الحالى، بسبب وضعنا الاقتصادى الصعب. ? السياسة الخارجية من أبرز التحديات التى تواجه رئيس مصر القادم، فكيف ستكون سياسة مصر الخارجية فى حال توليك الرئاسة؟ ?? السياسة الخارجية ستكون انعكاسا لرؤية الشعب، ومكانة مصر التاريخية والحضارية ودورها فى المجتمع الدولى، لذا سنعتمد فى سياستنا على تحقيق المصالح المتبادلة، والبعد عن التبعية، والحفاظ على الحقوق الوطنية ومصالح الشعب، وفيما يتعلق بالولاياتالمتحدة تحديدا، فستكون علاقتنا معها قائمة على أساس الندية فى المعاملة، بمعنى أننا لن نكون تابعين للولايات المتحدة، فمصر لها مصالح، والولاياتالمتحدة لها أيضا مصالح، فإذا التقت المصالح فهذا أمر جيد، أما إذا اختلفت المصالح، فستأتى مصلحة مصر فى المقدمة، أما إسرائيل فسأعتمد فى علاقتى معها على ما يقوله الله فى كتابه العزيز « إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها» فإذا قامت إسرائيل بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وإذا كفت عن الضغط علينا من خلال ملف مياه النيل، فستكون العلاقة جيدة، وإن لم تفعل ذلك، فسيكون هناك تعامل آخر، وبالنسبة للمعاهدات الدولية وأهمها معاهدة كامب ديفيد فسيتم الالتزام بها، لأن أية دولة محترمة يجب أن تلتزم باتفاقياتها والمعاهدات التى أبرمتها سابقا، حيث تقول الآية الكريمة «والموفون بعهدهم إذاعاهدوا» والرسول صلى الله عليه وسلم أجرى معاهدة مع كفار قريش والتزم بها عشر سنوات حتى نقضوها، وبشكل عام إذا قامت إسرائيل بنقض المعاهدة، فلن نتأخر فى إنهائها. ومن الأمور التى سأركز عليها بشدة توثيق العلاقات مع دول حوض النيل اعتمادا على مبدأ الحوار والمصالح المشتركة، واستيعاب سلبيات سياسة النظام السابق فى التعامل مع هذه الدول، مع بذل الجهود لتطوير مبادرة التعاون مع دول حوض النيل لتحقيق الاستخدام الأمثل لمياه النيل، من خلال إقامة مشروعات مشتركة تتيح لجميع الدول الاستفادة من مياه النيل، وفيما يتعلق بالسودان سيكون له وضع خاص، حيث إنه بمثل العمق الاستراتيجى لمصر، فسيكون هناك تطوير للعلاقات المصرية السودانية إلى المستوى الذى يتوافق مع التاريخ المشترك بينهما، وبما يتيح المزيد من التنسيق فى المجالات الاقتصادية والزراعية، والمحافظة على حصص الدولتين فى مياه النيل، مع توثيق العلاقات مع جنوب السودان، وتقديم المساعدات له فى مجالات البنية الأساسية، ورصد علاقته مع إسرائيل حتى لا تؤثر على الأمن القومى المصرى. لست مرشحا إسلاميا ? هل توافق على تطبيق الشريعة الإسلامية فى حال أصبحت رئيسا؟ ?? يجب أن نطبق الشريعة الاسلامية، على أن يكون تطبيقها بوسطية الاسلام وعدالته، و يجب ألا نخاف منها لأنها ضمانة لتحقيق العدل. ? كيف ترى ظاهرة قيام بعض الضباط بإطلاق لحيتهم؟ ?? إن « السنة « والحرية الشخصية تتيح لأى شخص ان يربى شاربه فما المانع من تربية ذقنه، ولكن فى رأيى موضوع اللحية أخذ أكبر من حجمه، لأن تربية اللحية حرية شخصية مادام يتعامل الضابط فى إطار الانضباط وهناك دول كثيرة ضباطها ملتحون، ولكن لايجوز أن يتسبب ذلك فى انحياز المسئول لطرف مسلم عن مسيحى لأنه غير مقبول. ويجب التأكيد على أن اساس العمل فى مصر هو المواطنة ويجب أن يكون كذلك، واللحية ليست للمسلمين فقط، فالبابا شنودة والقساوسة يطلقون لحيتهم، مع التشديد مرارا على أن مصر دولة مدنية وهذا مبدأ لا يمكن التنازل عنه على الاطلاق ? هل ترى أن ميولك الدينية يمكن أن تظهرك كمرشح إسلامى؟ ?? أنا مصرى مسلم معتدل وسطى، لست متطرفا ولا متسيبا، ولا أعتبر نفسى مرشحا إسلاميا، أنا مرشح لدىّ خلفية دينية بالإضافة لخبرة سياسية ودبلوماسية وأمنية. ? ماذا ستفعل إذا لم تصبح رئيسا؟ ??سأخدم مصر فى أى مجال، فليس لدى طموح فى أى منصب سوى خدمة مصر وأهلها. ? ماسبب خروجك من المخابرات؟ ?? حتى الآن، أنا لا أعرف السبب الحقيقى لخروجى مبكرًا من المخابرات، ولكن طول عمرى معروف عنى فى الجهاز أنى أقول رأيى بصراحة، ولا أخشى فى الله لومة لائم، وهناك مواقف كثيرة عبّرت فيها عن رأيى بصراحة، فقد اعترضت على اتفاق المعابر الذى وقعته إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 1994، وقلت حينها إنه لا يجب أن تسيطر إسرائيل على المعابر، كما أبديت وجهة نظرى تجاه ملف مياه النيل، وقلت إن طريقة تعاملنا مع دول حوض النيل خاطئة، وطالبت بأن يكون هناك مزيدًا من التعاون مع تلك الدول. ? كيف كانت علاقتك بالسيد عمر سليمان ؟ ?? السيد عمر سليمان تولى رئاسة الجهاز فى الفترة من 1991 حتى 2010، وبالتالى كان رئيس الجهاز أثناء فترة خدمتى، وهو يعلم جيدا الدور الذى قمت به من خلال عملى فى إسرائيل والعراق، وفى وقت من الأوقات قال للقريبين منه فى الجهاز إنه لولا صمود ممدوح قطب فى العراق، لاضطرت مصر للاستجابة لضغوط الولاياتالمتحدة، وقامت بإرسال قوات مصرية للعراق، أما عن علاقتى به فتتلخص فى أنى كنت أقول رأيى بصراحة فى جميع المواقف، ولكنى فوجئت بقرار خروجى، وحاولت أن أعرف السبب فى هذا القرار المفاجىء، ولكنى لم أجد إجابة واضحة، فقال لى البعض إن لدىّ ميولاً دينية واضحة، وهذا سبب خروجى، ولكنى أرد عليهم بأن تلك الميول الدينية موجودة عندى منذ التحاقى بالجهاز عام 1982، فهى ليست جديدة. ? هل تتوقع أن يعلن عمر سليمان ترشحه لرئاسة الجمهورية؟ ?? حتى هذه اللحظة لا أتوقع أن يعلن عمر سليمان ترشحه للرئاسة، وأعتقد أنه يحسب خطواته جيدا. ? تعرضت لتجربة اختطاف أثناء عملك فى العراق.. حدثنا عنها بشكل تفصيلى؟ ?? بالفعل تعرضت للاختطاف أثناء عملى فى العراق عام 2004 من جماعة تدعى «أسد الله» لمدة أربعة أيام قبل الافراج عنى، وقاموا بذلك حتى لاتقدم مصر مساعدات للحكومة العراقية فى المجال الأمنى. وعلى الرغم من صعوبة التجربة فإننى لم أشعر بالخوف بل على العكس،كنت أشعر بالطمأنينة وبأن الله يعيننى، ولم أفعل شيئا فى تلك الأيام سوى التسبيح والصلاة وفى اليوم الرابع فوجئت بقيام الجماعة بالاعتذار لى كما أعطونى مسبحة وخنجرًا كهدية ثم أفرجوا عنى دون أى شروط أو تدخل من أية جهة. ? ما رأيك فى أداء مجلس الشعب؟ ?? مجلس الشعب لايزال فى بداياته لممارسة الحياة السياسية، ومعظم النواب جدد، كما أننا لا نستطيع أن نحكم على مجلس الشعب بعد شهر أو شهرين، ولكى نقيّم أداءه بطريقة صحيحة يجب أن يكون ذلك بعد نهاية الدورة البرلمانية. ? هل تفضل نظام الحكم الرئاسى أم البرلمانى؟ ?? أفضل حاليا النظام المختلط، فيكون هناك توازن فى السلطات بين رئيس السلطة التشريعية ويمثله رئيس الجمهورية، والسلطة التشريعية التى يمثلها البرلمان بمجلسيه الشعب والشورى. ? كيف ترى الجدل الدائر حاليا بشأن الدستور؟ ?? بشكل عام، هناك أبواب كثيرة فى الدستور لا خلاف عليها، إنما الجدل يدور حول الجزء الخاص بصلاحيات الرئيس ومجلس الشعب، وهذا الموضوع – من وجهة نظرى- يمكن أن يحل فى مدة زمنية بسيطة، ويمكن عمل الدستور قبل انتخابات الرئاسة، ولكنى لا أستطيع إلزام الآخرين بذلك، فطبقا للإعلان الدستورى، اللجنة التأسيسية أمامها 6 شهور كحد أقصى لعمل الدستور، إذا انتهت منه قبل هذا الموعد فهذا جيد، أما إذا تطلب الأمر 6 شهور فلا توجد مشكلة، المهم أن يصدر الدستور دون استعجال. وأتمنى أن تضم اللجنة التأسيسية أشخاصا مخلصين، ولديهم خبرة، وينظرون لمصلحة مصر، وليس فئة معينة. ? إذا انتقلنا للحديث عن الرئيس السابق مبارك، هل قابلته من قبل؟ ?? نعم قابلته مرة واحدة وكان ذلك فى إسرائيل عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، حيث كنت أعمل – فى ذلك الوقت- داخل السفارة المصرية فى إسرائيل، وكلفت بإجراء التنسيقات اللازمة لهذه الزيارة. ? وهل دار أى حوار بينكما؟ ?? لم يكن هناك أى حوار، ولكنه بعد انتهاء الزيارة شكرنى على المجهود الذى قمنا به فى تأمين الزيارة، خاصة أن كل المحيطين به نصحوه بعدم السفر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فى أديس أبابا، فكان هناك خوف عليه من سفره لإسرائيل، ولكن تمت الزيارة بسلام. ? كيف ترى سير محاكمته؟ ?? لا أريد التدخل فى أحكام القضاء، ولكنه يجب أن يحاسب على الفترة التى تولى فيها حكم مصر، ولم يتق الله فى شعبه. فيجب ألا تقتصر محاكمته على قتل المتظاهرين فقط، إنما تشمل المحاكمة كل المساوئ التى تمت خلال الثلاثين عاما التى حكم فيها، فهو المسئول عن الوضع السيىء الذى وصلنا إليه، تعذيب الناس، قمع الحريات، الديمقراطية الشكلية، استشراء الفساد، كل هذا يجب أن يحاسب عليه. ? ما رأيك فى المطالبات بالعفو عنه؟ ?? أرفضها تماما، فيجب أن يأخذ القصاص حقه، وليس القصاص لدم الشهداء أو المصابين فقط، ولكن القصاص لكل المصريين الذين ظلموا فى عهد هذا النظام السابق. ? ولكن قد تؤثر هذه المحاكمة على علاقة مصر ببعض الدول العربية؟ ?? مصر بثقلها ووزنها، وليس بحاكمها، وإذا قررت أية دولة ربط علاقتها بمصر بموقف مبارك، فستكون مخطئة فى موقفها.