كتب : عماد ابو شادى ... بجسد مشتعل بالنيران أضاء بوعزيزى طريق الحرية، لتنتفض الشعوب العربية، وتسقط أنظمة قمعية مارست كل أنواع الظلم والفساد، أشرقت الشمس فى تونس بهروب بن على لتمتد بضحاها الى المصريين فيلاحقون مبارك ويلقون به فى السجن، ليقف اليمنيون حراسا على ثورتهم فيجبرون صالح على التنازل عن الرئاسة، بينما عناد بشار سمح للسوريين أن يقدموا المزيد من تضحيات غالية أملا فى نصر قريب ، فالربيع العربى أذاب جليد القهر لأنظمة فعلت كل شئ لتقييد الحريات ، وفتحت زنازينها لكل من يقول كلمة حق ، لتذيقه ألوان العذاب والهوان ، فالربيع العربى طارد فيه الثوار ظلاماً تضاعف فى مشهد كابوسى أطبق على الأنفاس ، واعتصر القلوب ، ولم يعد هناك ما يمحوه إلا خروج الناس الى الشوارع والميادين بالملايين وهم يهتفون بحب فى وجه الكراهية والظلم والطغيان. ربيع عربى صنع المعجزة ، بسواعد خالية فكانت السلمية شعارا له، ليكتشف العالم أنها سلاح يهدم حصون الجبابرة، ويزيل قلاع الطغيان.. ربيع عربى فتح الأفواه المغلقة لتنطق بعد صمت طويل، فكشف عن حكام مارسوا الإذلال وشوهوا الجمال ، ونهبوا الأرض والعرض، واكتنزوا الأموال فجاعت الشعوب بعد أن باعوا خيرات بلادهم بأبخس الأثمان للأعداء .. ربيع عربى يحقق الانتصار تلو الآخر، ليمنح الأمل للشعوب الطامحة فى انتصار قادم لا محالة . وإذا كان الربيع يبدأ فلكيا عند لحظة اعتدال المناخ، الذى يكون عادة فى 21 مارس فى نصف الكرة الأرضى الشمالى، وفى 21 سبتمبر فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى ، ويستمر حتى وقت الانقلاب الصيفى . فإن الربيع العربى قد بدأ فى تونس الخضراء عندما انطلقت ثورة الياسمين لينتقل الى مصر التى تفتحت فيها عروس الثورات العربية ، ومنها الى ليبيا واليمن وأخيرا سوريا .