بقلم رمضان الحلواني القضاء على الظلم و الاستبداد و كبت الحريات ومصادرة الفكر الحر كلها خطوات نحو الأمام نحو البناء و نحو الحياة .. هكذا بدأت ثورات الشعوب العربية على حكامها السلطويين .. الفاسدين .. العملاء .. حكام الشعوب العربية الذين تحولوا إلى كانزين للمال ونهب خيرات البلدان .. بدأت هذه الثورات بالياسمين فى تونس وتلتها الملحمة الشعبية بمصر ثم تتوالى تباعا بليبيا ، اليمن ، البحرين ، الأردن والجزائر .. حتى العراق قامت الدنيا فيها ولم تقعد .. تتوالى الثورات حتى تشمل جميع الدول العربية لتنتفض وتزيل الغبار المتراكم عليها منذ أزمنة قادنا فيها حكام مارسوا علينا جميع أنواع الاستبداد .. لكن ما الذى تغير لنكون أكثر تفاؤلا بأن هذه الثورات هى الخطوة الأولى على طريق التغيير؟!! .. ربما لأن المرحلة التى جاءت فيها هذه الثورات هى فعلا مواتية لتغيير الأوضاع العالمية ككل ووضع الدول الكبرى وأسلوب تعاملها مع الدول العربية .. والسؤال الذى يفرض نفسه هنا : كيف يمكننا تصنيف رؤية الولاياتالمتحدةالأمريكية لثورات الشعوب فى الدول العربية ؟!! .. هل أعدت الولاياتالمتحدة لسيناريوهات المرحلة المقبلة فى الأقطار العربية فى حالة انقلاب الحكام الجدد للدول العربية على الهيمنة الأمريكية ومحاولة سيطرتها عليهم كما كانت تفعل مع سابقيهم ؟!! .. وهل تدخل مؤشرات الثورات والإضطرابات التى تحدث فى المنطقة العربية فى إطار الشرق الأوسط الكبير ؟!! ثم تقوم ثورة هائلة تشمل جميع دول المنطقة أو بعضها لكسر ما يسمى بهيمنة الدولة العظمى وإزالة ما يسمى بوصاية المصالح التى تقودنا الى التبعية والتحقير من شأننا .. فى إطار هذه الثورات الشعبية فى مختلف الدول العربية يجب عدم الاطمئنان لمستقبل هذه الثورات حتى يتم انتخاب رئيس محل ثقة قادر على خدمة بلده وقيادتها للتطور والسهر على خدمة رعاياه .. فبعد ذلك يمكن لهذه الشعوب الثائرة أن تهدا وتستقر .. وفيما يتعلق بالولاياتالمتحدةالأمريكية فيجب أن نفطن بأنها ستصنع المستحيل لكى لا يحكم هذه البلدان أنظمة جديدة معادية لها وذلك بغية الإبقاء على مصالحها فى تلك الدول .