خليط من كل شىء.. حتى نفيق، وبعدها نستطيع أن نخرج البغل من الأبريق.. وحتى لا يزيد الخراب، ويزيد البوم فى النعيق.. وهذا بثورة عظيمة لا يليق، خليط من الأحداث.. لا تجعلنا نلتقط الأنفاس.. وهذا كله كوم.. وما حدث معى كوم آخر.. فجأة وللمرة الثالثة تدخل زوجتى فى أزمة قلبية شديدة.. يتوقف فيها القلب ثلاث مرات، وفشل فى التنفس، ورشح على الرئة.. وللمرة الثالثة على التوالى يكون ملاذى، وبالمعادى مستشفى الفاروق هى كل إنقاذى.. ولكل فرد فيها اعتزازى فهم يرعون الله فى مرضاهم، ويبذلون كل الجهد الزائد على الحد، ودائما صديقى العزيز الدكتور محمود عبدالحميد أخصائى الحالات الحرجة يقف إلى جوارى بكل الود.. وعندما تراه وهو يعمل بعلم كبير وإيمان ربانى يحمل الكثير من المعانى، ويخفف عن المريض وأهله، وكل واحد ينتظر لطف الله ويعانى.. وسط كل هذا.. يدخل الخاص على العام، ويعجز الإنسان عن الكلام، فإذا بى أتلقى الصدمة، والكلمة، والتى تفقد الإنسان الحكمة.. وتقع أحداث بورسعيد، والكل بعدها يعيد ويزيد ويلت ويعجن، والمصاب جلل، وبعض الناس وسط كل هذا الهم والغم على الفضائيات يخبطون على الحلل.. وكأنهم عثروا على المراد من رد العباد.. والكل فى هذا الألم يستعرض ويتكلم.. وكل واحد عامل فيها المعلم.. مع أن الأرواح بالعشرات مزهقة.. والخوف يزداد من الأقوال الملفقة.. فألترس أهلاوى.. لناديه غاوى، وعلى تشجيع فريقه فى كل مكان الناوى.. ولا يعرفون أنهم وقعوا فى كمين، جعلت الدمع والدم يتحجر فى العين.. ولا داعى لسرد الحكاية.. فالحزن ملأ قلوب المصريين، والذين يخرجون من حفرة ليقعوا فى دحديرة.. منذ 11 فبراير 2011 والخلق فى حيرة.. ولا أحد يريد أن يفضها مع هذه الأحداث السيرة.. فلا عقاب طال الفاعل الأصلى.. مع أن الجميع وفى جميع الميادين على روح الشهداء يصلى.. وكأن هناك من يريد أن ينشر فى المجتمع المصرى عدم الاستقرار.. ويريد لترويع الآمنين، وإرهابهم الاستمرار والكل يشعر بالاستياء والإحباط والمرار.. والكل يسأل ويتقول: متى يتوقف نزيف الدم؟! والتى يعقبها فقط حملات الذم.. وكان الله يحب المحسنين.. ونحن فى الثانية عشرة بعد الألفين.. وألتراس أهلاوى منكوب منذ اعتدوا عليه فى ستاد القاهرة.. وكانوا معه كالوحوش المتنمرة.. ويبرئ القضاء ساحته فالتلفيق بعدم الاعتداء عليهم لم ينفع، والشعب المصرى أمام هذه التلفيقات لم يشفع، ولكن هناك من فى عقيدته للحريات يريد أن يقمع.. وفى بورسعيد عندما قتلوهم، والكل شاهد، وسمع.. والألتراس بكل طوائفه وانتماءاته أبلى بلاء حسنا فى 28 فبراير فى موقعة الجمل.. وخاب بسبب جسارتهم الجمل بما حمل.. ولم يجد أحد من المديح المناسب لهم من الجمل.. وكان هناك من أراد الانتقام من هؤلاء الشباب الذين تخلوا عن انتماءاتهم للأندية، ولبوا نداء الثورة والوطن.. ولأن المتآمر أراد أن يشوه صورتهم كجزء من تشويه الثورة.. دبور على خراب عشه زن.. مؤامرة قتلهم فى بورسعيد أصبحت مكشوفة.. والمدينة الباسلة مما حدث على أرضها أصبحت مكسوفة.. فما حدث خلع قلوبهم لأنهم مصريون.. وكانوا بمشاعر كل الملايين.. واعتبروها مؤامرة على مدينتهم.. وتبرعوا بالدم، لإنقاذ المصابين مما فعله فى الاستاد الملاعين، وقالوا على كشف الحقائق نحن مصممون.. وقامت الدنيا ولم تقعد.. وهذه المرة لن تقعد.. فقد طفح الكيل.. لأن جرائم أصبحت فى كثرتها تغمرنا كالسيل.. وأصبح المهم وقف هذا النزيف الذى «يهد» الحيل.. وأخذ الخطوات التى تعبر بمصر الثورة إلى بر الأمان.. وأن يطلق فيها للأجيال القادمة للإبداع والتعبير عن أنفسهم العنان.. وهذا لا يأتى إلا أن يتحمل الجميع المسئولية فى خطوات إيجابية.. ولا نكتفى برؤية التوك توك شو.. يا أهلنا يا هوه.. ووجب أن نحاسب كل جانى.. والوصول للحق لا ينفع معه الرغى والكلام.. ومجرد الأمانى.. ووجب أن ننهى على حكاية الطرف الثالث.. ونضع يدنا على المتهم الفعلى.. ونعلن أنه فلان الفلانى.