أعرفه منذ 25 عاما رغم أن خدمته فى جهاز الأمن قاربت على الخمسين عاماً.. أيها الضابط الشريف قاربت خدمتك على نصف قرن وأنت رجل الأمن الذى لا تخشى فى الحق لومة لائم.. وفى سبيل ذلك تعرضت للكثير من المتاعب - وفى كل مكان أرسلوك إليه كنت الكفاءة التى أعجزتهم عن أن ينالوا منك. لم يستطيعوا أن يدينوك، فقد كنت دائما تثبت الجدارة والاستحقاق فى كل مرة يتجنوا عليك كنت قادرا بحبك للحق وعشقك للتفوق أن تستمر. مصر تحتاج إليك وإلى أمثالك أيها الضابط المنضبط وننتظر منك الكثير.. أليس أنت من ضبط سفاح المهندسين وقدمه للمحاكمة وتم إعدامه.. أليس أنت من ضبط جابر الطبال حاكم امبابة الشهير والذى أعجز جهاز مباحث أمن الدولة ولم يضرك أنك قدمته لهم فى تواضع شديد يشهد بأنك المتحكم والمتمكن.. ورغم أن غيرك قد حصد نتيجة النجاح لم تغضب ولم تتذمر.. وقلت يومها إننا فريق واحد لا فرق بين الأمن السياسى والأمن الجنائى. أليس أنت الذى غارت منه مباحث أمن الدولة وحسدته على نجاحه وافتعلوا الخلافات فيما عرف بصراع الأمن السياسى والأمن الجنائى، حيث كانت مباحث أمن الدولة تعّول كثيرا على من يصل إلى الحقيقة أولا.. ورغم أنك كنت تصل إلى الحقيقة قبلهم فقد كنت شديد التواضع ولم يضرك أن قدمت مجهودك وخبرتك إلى الجهاز الفاشل دون اعتراض منك أو حتى طلب اعتراف بالمساعدة. لم يغضبك أن نقلوك إلى أسوان فى محاولة منهم أن ينهوا ويقضوا على أملك فى خدمة بلدك ولما أعجزهم ذلك نقلوك إلى مكان يعج بالمشاكل الأمنية أملا منهم فى أن تفشل ويشمت فيك الضعفاء الصغار.. فكنت فى قنا مديرا للأمن الواعى الفاهم المدرك المتمكن.. ولم يعجبهم تفوقك فحاولوا نقلك مرة أخرى وأرجعوك إلى محافظة الجيزة ظنا منهم أن مشاكل المحافظة الكبيرة قد تعجزك ولكنك كنت أهلا لها.. فغاظهم ذلك كثيرا ولم يعجبهم تفوقك المتتالى والمتزامن مع الأحداث فحاولوا فنقلوك مرة أخرى إلى مصلحة السجون وكنت أيضا أهلا لها.. وعندما احتار فيك الوزير الضال حبيب العادلى أحالك إلى التقاعد وأنت فى قمة مجدك وخبرتك.. لم تتذمر أيها الشريف ولم تنتحر على فقد منصب وقلت يومها لقد أديت واجبى وسوف استريح.. أيها الأسد المغوار مثلك لا يستريح فأنت لا تعرف الراحة.. أنت رجل أمن مصر الأول والقائم على امن مصر لا يستريح.. «كلومبو» مصر الرجل الخبير المتمكن لا يعرف الراحة.. راحته ومتعته فى تسديد القضايا والقبض على المجرمين وتنفيذ أحكام القضاء. لقد قلت لى يوما أيها المحترف الشريف إن تنفيذ الأحكام هى أولى علامات الاستقرار واستتباب الأمن وإعلاء هيبة الدولة. فقد كنت تجد وتصر على تنفيذ أحكام القضاء ضمن أولوياتك الأولى فى أى مكان كلفت برعاية الأمن فيه. هكذا أنت يا محمد إبراهيم.. أنت أول اختيار صحيح لوزير داخلية مخلص يتفانى فى عمله واضعا أمن مصر فى قلبه. سيقول البعض إننى أبالغ أو إننى أتملق وأتزلف لوزير الداخلية، لكن الذى لا تعرفونه أيها السادة أن هذا الرجل لا يطرب كثيرا لكلمات الإطراء أو الثناء.. فهو لا يلتفت أبدا للمداهنة والمحاباة فصديقه من يصدقه ولا يغضب من النقد والمساءلة يسمع للجميع وفى الأمن الكل عنده سواء ينظر إلى المظلوم أولا وبجدية ويستمع إليه حتى ولو كان صوته هامسا وفى سبيل ذلك لا يهمه منصب ولا جاه. أيها السادة لقد ذهبت إليه فى قنا وكان يومها مديرا للأمن وقد حقق إنجازات كثيرة تحسب له بعد أن أعاد الاستقرار لمحافظة كان يرتع فيها الإرهاب.. استقرت قنا والتف حوله الجميع بعد أن أرسى قواعد الحب والوطنية.. ولعلنا نذكر ما تم فى قنا من تطور حضارى جعلها أنظف مدينة فى مصر.. ورغم أننا لا نغفل دور المحافظ الذى أتى بعد ذلك اللواء عادل لبيب ولا ننكر مجهوداته فإننا نرصد أن الأمن والاستقرار كان هو الطريق الصحيح والممهد الذى أوصل قنا إلى التطور والازدهار. أيها الضابط الشريف أذكر أننى عندما أردت أن أكتب تحقيقا صحفيا عن مجهوداتك فى قنا وبعد أن قلت لى كل المعلومات التى احتاج إليها فى كتابة التحقيق اتصلت بى فى الصباح ورجوتنى ألا أذكر اسمك وأن يكون الكلام كله موجها إلى جهاز الأمن دون ذكر أسماء.. فقلت له هل تخشى أن يغير منك وزير الداخلية؟.. قال لا والله فالعمل كان جماعيا ولا يعقل أن ينسب إلى شخص واحد، بينما الجميع قد أدى دوره من أصغر جندى حتى أكبر رتبة. هذا هو محمد إبراهيم وزير الداخلية الذى نحتاج إليه.. إنه أفضل اختيار للدكتور كمال الجنزورى فى وزارة الإنقاذ.. فتحية لرئيس الوزراء الخبير المحنك وتحية لوزير الداخلية الضابط الشريف الوطنى الغيور محمد إبراهيم ونعم الاختيار لرئيس وزراء أحسن اختيار وزرائه فى مرحلة حرجة.. وقد يسأل البعض لماذا أركز على وزير الداخلية بالذات؟! كلنا نفتقد الأمن ونتمنى عودته ونلح فى ذلك ولأن دكتور كمال الجنزورى يعلم ما يحتاج إليه الشعب فقد اختار الرجل المناسب فى المكان المناسب. تحية للجنزورى على اختيار وزير الداخلية وتحية للوزير الذى أرسى دعائم الأمن. [email protected]