عجبا للذين يريدون لمصر أن تظل تواصل تراجعها وتدهورها حتي تضيع تماما وتسقط؟ عجبا للذين يرفضون الدكتور كمال الجنزوري رجل الدولة القوي والخبير العارف بأمراض الوطن ومدي ما أصابه بسبب الفساد الذي سيطر علي الحكم بعناد وغباء وأنانية وذلك بمجرد التخلص منه بشكل مهين وحقير بسبب قبضته القوية علي أمور الوزارة والوزراء للصالح العام ورفضه للانحراف واستغلال السلطة والنفوذ. ولعلي لا أذيع سرا إذا قلت أن د. كمال الجنزوري كان مرفوضا منذ اليوم الأول لإسناد منصب رئاسة مجلس الوزراء إليه عام 1996 نعم كان الجنزوري مرفوضا من كبار رجال مبارك في الدولة والحزب الوطني. وشهادة حق تقال إن مبارك حتي ذلك الحين لم يكن قد غرق في الفساد مستسلما له, كما حدث بعد أن نجح المفسدون في دفعه إلي التخلص من الجنزوري بشكل مهين انتقاما لأنفسهم من تصديه لانحرافاتهم وخططهم الشيطانية لبيع مؤسسات الوطن ونهب خيراته. ولعل فساد توجهات مبارك تكشف اختياره لعاطف عبيد الموجود الآن في السجن ليكون خلفا للجنزوري! بعد أيام من اسناد مسئولية رئاسة مجلس الوزراء إلي الدكتور كمال الجنزوري كتبت في الصفحة الأخيرة بالأهرام عمودا كنت أكتبه ذلك الحين بعنوان (حكاية) مسجلا به بعض ما أعرفه عن رئيس مجلس الوزراء الجديد. في يوم النشر عاتبني زميل صديق متصل بكبار رجال مبارك والحزب بحكم مسئولياته في قسم تحرير الأهرام قائلا ليه الاستعجال ده.. مش تستني لما نشوفه هيعمل ايه وهي عبارة تكشف موقف المسئولين الكبار حول مبارك من تعيين الجنزوري! إنني أتذكر الكثير عن الجنزوري الذي أقام مشروعات ضخمة لمصر شكك فيها المفسدون وناهبو ثروات الوطن. ويضيق المجال في تلك المساحة المحدودة عن ذكر ما حققه الجنزوري خلال سنين ثلاث أمضاها كرئيس للوزراء وكان تقدير الحزب الوطني المنحل له متمثلا في تلك المظاهرة المخزية التي أقاموها له داخل مجلس الشعب عندما راح يتحدث إلي النواب. فقد رأت مصر بل والدنيا كلها أيامها الاستقبال الحقير ومظاهرة الخبط علي كراسي المجلس ليمنعوه من الكلام. كان الجنزوري سواء وزيرا أو رئيسا لمجلس الوزراء قويا منتصرا للحق, واثقا بنفسه, لا يحابي ولا يجامل ويرفض التمييز. ولذلك حاربوه حتي خروجه المهين ليقبع في بيته. حتي ينصره الله بثورة 25 يناير. وليري خلع الرجل الذي ظلمه وأساء إليه وليري من أهانوه وأساءوا إليه إما وراء القضبان أو تحت التراب. والسؤال: هل هذا رجل يرفض عاقل أن يترك له الفرصة لشهور قليلة ليحاول ترميم واصلاح رموز مصر. يا عشاق مصر ومحبيها يا كل المصريين. اصبروا حتي تستطيع الوزارة الجديدة برئاسة الجنزوري انقاذ مصر من السقوط في هوة الموت. اصبروا والزموا الهدوء شهورا قليلة حتي نستعيد الشعور بالأمن, وتدور عجلة الاستثمار والانتاج والعمل. المزيد من مقالات محمد صالح